ظاهرة التسرب المدرسي هي انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمامه للمراحل الاولي من تعليمه ، وهي من الظواهر الخطيرة المنتشرة بشكل كبير في مختلف المجتمعات، حيث تؤثر في الطفل سلبا وتعيق نمو المجتمع وتطوره، وتقدمه في مختلف مجالات الحياة، وتحدث هذه الظاهرة للعديد الأسباب التي ينبغي تسليط الضوء عليها لمعالجتها، وبالتالي حل هذه المشكلة وهذا ما سنعرضه من خلال خبراء للتعليم .
أسباب ظاهرة التسرب من المدارس
كشف الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي واستاذ بكلية تربية جامعة عين شمس أن ظاهرة التسرب من المدارس موجودة في جميع البلدان ولا يمكن أن يخلو واقع تربوي من هذه الظاهرة، إلا أنها تتفاوت في درجة حدتها وتفاقمها من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة دراسية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.
وأضاف الخبير التربوي خلال تصريحاته لـ صدي البلد أن ظاهرة التسرب من النظام التعليمي لها أسباب متعددة ومتشعبة تختلط فيها الأسباب التربوية مع الأسرية مع الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. فظاهرة التسرب هي نتاج لمجموعة من الأسباب تتفاعل وتتراكم مع بعضها تصاعديا لتدفع الطالب وبقبول من أسرته إما برضاها أو كأمر واقع إلى خروج الطالب من النظام التعليمي قبل الانتهاء من المرحلة التعليمية التي ابتدأ فيها.
وأكد الدكتور تامر شوقي أن العلم هو أساس نهضة الأمم والصانع الحقيقي لتقدم وتطور المجتمعات وازدهارها، لذلك تسعى الدولة المصرية إلى ترسيخ العملية التعليمية وتطويرها ومحاربة معوقاتها، ومن أبرز الظواهر التي تواجه عملية التعليم هي ظاهرة التسرب المدرسي .
حلول ظاهرة التسرب الدراسي والتسرب من التعيلم
وفي هذا الاطار قال الدكتور ماجد ابو العينين عميد كلية تربية جامعة عين شمس السابق أنه يوجد مجموعة أسباب تتنوع وتتعدد حسب البيئة الاجتماعية والثقافية والمستوى المعيشي للأسرة والنظام التعليمي.
وأشار عميد كلية تربية عين شمس السابق الى تدني التحصيل العلمي للطالب يعتبر على رأس العوامل المسببة للتسرب الدراسي، حيث أن تدني مستوى الطالب في المدرسة يسبب له شعور بالإحباط مقارنتا بزملائه لذلك وجود اخصائي بالمدرسة ضروري للاحتضان الطلاب .
لفت الى أن تأثير الأصدقاء في الحي السكني للطالب حيث أنه في هذه الحالات يكون إهمال التعليم منتشر على مستوى الحي بأكمله وتكون نسبة ألتحاق الأطفال بالمدرسة قليل، ما قد يسبب تأثر هذا الطفل بمحيطه ويسبب هذا التأثر نفورا من المدرسة لديه وبالتالي التسرب منها.
وأكد الدكتور ماجد ابو العينين أن وجود مشاكل لدى الأسرة حالات الطلاق والانفصال، حيث تقل درجة الاهتمام والإشراف على الأبناء من قبل الأهل وعدم تشجيع الأهل للطالب على الدراسة ومساعدته على تخطي مشاكل التعليم بالاضافة الي عدم اهتمام الأسرة بظاهرة التعليم، ويعود ذلك إلى عادات وتقاليد ولجوء الطالب إلى العمل أثناء هذه المرحلة بسبب فقر الأسرة أو تدني دخلها.
ومن هنا كانت مطالب التطوير التي بدأت ماقبل الجائحة مع التقدم الهائل في وسائل الاتصال التكنولوجي ومصادر المعرفة المتعددة التي يسهل الوصول إليها بدون الجهد الهائل الذي كان مطلوباً في الماضي؛ والذي أنتج علماء مصر في العصر الحديث؛ .. ولأن رب ضارة نافعة فقد ساهمت الجائحة في إسراع وتيرة التطوير وتأكيد الاعتماد على سبل التعلم الذاتي واستخدام التكنولوجيا والتعلم من خلال المشروعات والأنشطة والتركيز على التطبيقات وحل المشكلات أكثر من مجرد ابتلاع المعلومات واجتياز الاختبارات دون تعلم حقيقي. والخلاصة فإن الملازم الدراسية ضررها أكثر من نفعها إن لم ترتبط بضوابط محددة لاتجعل الطالب معتمداً عليها اعتماداً كلياً كمصدر وحيد للمعلومات.
اسباب ظاهرة التسرب الدراسي
ومن جانبه قال محمود خليل مدرس مادة العلوم أن انخفاض مستوى التعليم للفرد يعني بالضرورة انخفاض فرصة الحصول على عمل حيث أن غياب المؤهلات الدراسية الضرورية في هذا
وأكد “خليل ” علي نشر الوعي في المجتمع على أهمية التعليم والتأكيد على حصول جميع الأطفال على التعليم مع دعم مجانية التعليم ودعم الأسر الفقيرة لتتمكن من أرسال أبنائها إلى المدرسة وإقرار مناهج تعليمية مناسبة واستخدام الوسائل ذات التأثير الأفضل لتعليم الأطفال.
وأشار مادة العلوم الي تدريب المدرسيين وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الطلاب بمختلف المستويات التعليمية للطفل وخاصةً مع الأطفال أصحاب المستوى الدراسي المتدني
مع أهمية تواجد مرشد نفسي واجتماعي مختص في كل مدرسة للتعامل مع المشاكل النفسية التي من الممكن أن يعاني منها الطفل نتيجة وضع أسري معين.
وتابع أن انتشار ظاهرة التسرب المدرسي بشكلٍ كبير في المجتمع يعني أن عدد كبير من أفراده هم من غير المتعلمين ما يسبب بانتشار الأميّة بينهم وارتفاع مستوى الجهل في المجتمع الذي يكون له انعكاسات كبيرة مثل انتشار الخرافات وتدني المستوى الصحي للفرد بسبب غياب الثقافة العامة.
واوضح محمود خليل ، أن الأسر في المناطق التي سجلت أعلى نسب للتسرب فقدت الثقة في التعليم، فتجد الأسر تعزف عن تعليم أبنائهم، وتفضل أن يتعلم الطفل حرفة، ويعمل ليزيد دخل الأسرة، حيث تعتبر الأطفال هناك مصدر لزيادة دخل الأسرة بسبب العوز الاجتماعي.
ولفت ظاهرة التسرب من التعليم ينتج عنها العديد من المشكلات المجتمعية؛ منها انتشار البطالة حيث لن يتمكن المتسرب من الالتحاق بالعمل، فيصبح عضو غير هادف وفاعل في المجتمع، وبالتالي يقع ضحية الفقر، فيزداد معدل الجريمة والتفكك الأسري وأطفال الشوارع.
وكان قد كشف كتاب الإحصاء السنوى الصادر من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أعداد الطلاب المتسربين من التعليم بين عامين، 2019، 2020، و2020، 2021، فى المرحلة الإعدادية، موضحة أن المتسرب للعام الدراسى الماضى، وصل إلى 43351، منهم 16631 بنين، و26720 بنات، أما فى المرحلة الابتدائية، وصلت إعداد الطلبة المتسربين من التعليم إلى 25380 طالب وطالبة، منهم 14979 تلميذ و10401 طالبة.
وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أعلنت حصاد الوزارة لعام 2021، فى ضوء أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 والتي تعد المرجعية الاساسية التي يستند إليها في عملية التقييم، حيث تبنت الوزارة أهدافا استراتيجية بما يضمن توفير خدمة تعليمية تتسم بالجودة والقدرة على تلبية تطلعات المواطنين وجميع المعنيين بتطوير العملية التعليمية، بما يتفق مع الأهداف المنصوص عليها في محور التعليم باستراتيجية التنمية المستدامة والتي تهدف إلى تحقيق تعليم عالي الجودة.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن مصر تقدمت في مؤشر المعرفة العالمى للعام 2021، حيث حصلت على المركز الأول إفريقيا، بعدما جاءت في المركز 53 على مستوى 153 دولة للعام الحالي، لتقفز 19 مركز مقارنة بالعام الماضى.