قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تحت هيمنة المانحين.. لماذا تعارض واشنطن مقترحات تعزيز استقلال منظمة الصحة العالمية.. دعم عربي ودولي لخطة التطوير رغم الرفض الأمريكي.. ومخاوف بشأن قدرة المنظمة على التحرك في حالات الطوارئ

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية
×

تعارض الولايات المتحدة، المانح الأكبر لمنظمة الصحة العالمية، مقترحات ترمي إلى توفير قدر أكبر من الاستقلالية للمنظمة، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن 4 مسؤولين لم تكشف هويتهم أو جنسياتهم.

وأوضحت الوكالة أن المقترحات التي قدمتها مجموعة عمل تابعة لمنظمة الصحة العالمية ونُشرت في 4 يناير، والتي تتعلق بالتمويل المستدام للمنظمة، تقترح زيادة المساهمات السنوية للدول الأعضاء.

الصين سر معارضة الولايات المتحدة

وتُعد الخطة المقترحة جزءًا من عملية إصلاح أوسع نطاقا حفزتها جائحة كورونا، والتي سلطت الضوء على حدود قدرة منظمة الصحة العالمية على التدخل في وقت مبكر في أي أزمة.

لكن مسئولين أمريكيين قالوا لرويترز إن الحكومة الأمريكية تعارض الإصلاح لأن لديها مخاوف بشأن قدرة منظمة الصحة العالمية على مواجهة التهديدات المستقبلية، بما في ذلك التهديدات من الصين.

وتدفع الولايات المتحدة بدلاً من ذلك من أجل إنشاء صندوق منفصل يسيطر عليه المانحون بشكل مباشر، يمول الوقاية في حالات الطوارئ الصحية ومكافحتها.

وأكد أربعة مسئولين أوروبيين مشاركين في المحادثات معارضة الولايات المتحدة. ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة الأمريكية.

تفاصيل المقترحات

وتدعو المقترحات المنشورة إلى زيادة المساهمات الإلزامية للدول الأعضاء تدريجياً اعتباراً من عام 2024 بحيث تمثل 50% من الميزانية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية البالغة ملياري دولار بحلول عام 2028، مقارنة بأقل من 20٪ الآن.

وتهدف الميزانية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية إلى مكافحة الأوبئة وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. كما أنها تجمع مليار دولار إضافيًا أو نحو ذلك سنويًا لمواجهة تحديات عالمية محددة مثل أمراض المناطق المدارية والإنفلونزا.

يقول المؤيدون لمقترحات التمويل المستدام لمنظمة الصحة العالمية إن الاعتماد الحالي على التمويل الطوعي من الدول الأعضاء والجمعيات الخيرية مثل مؤسسة بيل وميليندا جيتس يجبر منظمة الصحة العالمية على التركيز على الأولويات التي يحددها المموّلون، ويجعلها أقل قدرة على انتقاد الأعضاء عندما تسوء الأمور.

ودعت لجنة مستقلة معنية بالأوبئة تم تعيينها لتقديم المشورة بشأن إصلاح منظمة الصحة العالمية إلى زيادة أكبر بكثير في الرسوم الإلزامية، لتصل إلى 75٪ من الميزانية الأساسية، معتبرة النظام الحالي "خطرًا كبيرًا على نزاهة واستقلالية" منظمة الصحة العالمية.

وردت منظمة الصحة العالمية نفسها على استفسار بقولها إن "الأموال المرنة والتي يمكن التنبؤ بها هي وحدها القادرة على تمكين منظمة الصحة العالمية من التنفيذ الكامل لأولويات الدول الأعضاء".

دعم عربي ودولي رغم المعارضة الأمريكية

وقال ثلاثة من المسئولين الأوروبيين إن كبار المانحين في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، يدعمون الخطة إلى جانب معظم الدول الأفريقية وجنوب آسيا وأمريكا الجنوبية والعربية.

وقال أحد المسئولين الأوروبيين إن دولًا كبيرة أخرى، بما في ذلك اليابان والبرازيل، كانت مترددة أيضا بشأن اقتراح منظمة الصحة العالمية المنشور.
وقال اثنان من المسئولين الأوروبيين إن الصين لم توضح موقفها بعد، بينما وضع مسؤول ثالث بكين ضمن منتقدي الاقتراح.

وأكدت منظمة الصحة العالمية عدم وجود توافق في الآراء بين الدول الأعضاء في الوقت الحالي، وقالت إنه من المرجح أن تستمر المحادثات حتى الاجتماع السنوي لجمعية الصحة العالمية في مايو، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في الوكالة.

ويفضل المانحون الأوروبيون على وجه الخصوص تمكين المنظمات متعددة الأطراف بما في ذلك منظمة الصحة العالمية بدلاً من إضعافها.

وقال مسئول أوروبي إن الخطة الأمريكية "تثير الشكوك بين العديد من الدول"، وقال إن إنشاء هيكل جديد يسيطر عليه المانحون، وليس منظمة الصحة العالمية، سيضعف قدرة الوكالة على مكافحة الأوبئة في المستقبل.

وسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية بعد اتهامها بالدفاع عن التأخيرات الأولية للصين في مشاركة المعلومات عندما ظهر فيروس كورونا هناك في عام 2019.

وعادت إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن للانضمام إلى منظمة الصحة العالمية بعد فترة وجيزة من توليه المنصب، لكن المسؤولين قالوا لرويترز إنهم يعتقدون أن منظمة الصحة العالمية بحاجة إلى إصلاح كبير، وأثاروا مخاوف بشأن حوكمتها وهيكلها وقدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة، ليس أقلها من الصين.