كنوز صلاة الفجر.. يغفل كثير من المسلمين عن كنوز صلاة الفجر، وما أعده الله تبارك وتعالى للمواظبين على أدائها وقيامها، وقبيل أذان صلاة الفجر ليوم السبت نستعرض معك أبرز ما ورد عن كنوز صلاة الفجر.
كنوز صلاة الفجر
صلاة الفجر، ورد في القرآن الكريم في 5 مواضع، منها قوله تبارك وتعالى:" والفجر"، و"وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً"، وأيضاً:"ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ".
وقد بين القرآن الكريم عظم هذا الوقت الفارق بين الليل والنهار، يذكر ابن كثير في تفسيره لآية "إن قرآن الفجر كان مشهودا" قال الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود - وعن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية "إن قرآن الفجر كان مشهودا" قال:"تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار".
وذكر البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة - وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر". ويقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم:" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا".
وقال الإمام أحمد: حدثنا أسباط، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم - وحدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" قال:" تشهده ملائكة الليل ، وملائكة النهار " .
وفي لفظ في الصحيحين، من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم- وهو أعلم بكم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون " وقال عبد الله بن مسعود: يجتمع الحرسان في صلاة الفجر، فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء .
كنوز صلاة الفجر
وصلاة الفجر مشهودة تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، وجاء في فضل راتبتها أنها خير من الدنيا وما عليها، فكيف إذن بالفريضة التي هي أحب إلى الله تعالى منها؛ لأنه ما تقرب متقرب إلى الله تعالى بأحب من تقربه ما افترضه عليه، ومصلي الفجر مع العشاء في جماعة كمن قام الليل كله، وهو في ذمة الله تعالى، فمن استحضر عظيم الأجر فزع لصلاة الفجر.
يقول الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في بيان فضل ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، إن الظاهر من حديث النبي أن المراد السنة، فالنبي يؤكد على فضل صلاة الفجر، وقال بعض العلماء هما صلاة الفجر، موضحاً ان الأمر مختلف فيه، مشدداً على أن أداء صلاة الفجر وركعتي السنة يصيب بهما المسلم مراد النبي، لذا يجب أن يحرص عليهما.
وفي إجابته على سؤال: هل عدم صلاة الفجر غضب من الله؟، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلوات الخمس المفروضة لابد على كل مسلم بالغ عاقل أن يؤديها، وكذلك المرأة بشرط أن تكون خالية من الحيض والنفساء أي ما يمنعها من الصلاة.
وأضاف عثمان، فى رده على سؤال «هل عدم صلاة الفجر غضب من الله؟»، أنه يجب على كل مكلف أن يحافظ على كل الصلوات فضلًا عن أن كل صلاة لها وقت معلوم، فإذا فات أحد وقت الصلاة لعذر ما واستيقظ بعد طلوع الشمس فيستغفر الله تعالى ويتوضأ ويصلى الفجر بنية القضاء، مشيرًا إلى أن خروج وقت الصلاة بسبب النوم لا وزر فيه ولا إثم لأنه كما ورد فى الحديث الشريف، (رفع القلم عن ثلاث منهم النائم حتى يستيقظ)، فالنائم لا وزر عليه لما يفوته وهو نائم وبالتالى بعد الإستيقاظ فعليه أن يقضي الصلاة التى فاتته وذلك إذا استيقظ بعد الوقت وليستغفر الله.
كنوز صلاة الفجر
يقول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في بيان فضل صلاة الفجر في الصقيع والجو البارد، إن الثبات على أداء صلاة الفجر في هذا الوقت من العام وفي ظل هذا الطقس القارس هو ثبات على الطاعة ومعرفة بلذة النعمة.
وأشار خالد الجندي خلال برنامج لعلهم يفقهون المذاع على فضائية دي ام سي :" لذة ونعمة لا يعرفها إلا متذوقوها، فمن تعود على صلاة الفجر صقيع مش صقيع برد مش برد، تقوم من النوم في قمة السعادة أن يراك مع الساجدين والعابدين، الدنيا برد أو تكتكة، هتصلي في البرد في الصيف والمطر، طالما فيه صلاة هتصلي".
وأوضح خالد الجندي أن القدرة على تحقيق الطاعة والعبادة ثبات ونعمة من الله تبارك وتعالى يقول الله عزوجل : “يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة”.
كنوز صلاة الفجر
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم وتطرح البركة في الرزق، لافتًا إلى أن أثقل صلاتين على المنافقين هما العشاء والفجر.
وأضاف خلال إجابته عن سؤال شخص يقول: "أحاول جاهدًا الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها أو في جماعة ولكني لا استطيع فأصليها في الصباح الساعة السابعة أو الثامنة، فهل علي ذنب؟"، قائلًا "ليس عليك شيء طالما أنك تحاول ولا تستطيع ولكن هذا لا يعني التقليل من أهمية صلاة الفجر في جماعة وفي وقتها ولكن شأنك شأن قطاع كبير من الناس، حيث كان هناك بعض الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم نفس شأنك وكانوا يشتكون للنبي هذه الآفة فكان يقول لهم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدها وقت تذكرها"، ولم يقل لهم أنت تارك للصلاة أو أي شيء من هذا القبيل.
وأوضح "ممدوح"، أن الذنب عليك إذا كنت ساهرا حتى قبل الفجر بدقائق أو سمعت الأذان وخلدت للنوم فهنا يأثم بترك الصلاة في وقتها وفي جماعة أما إذا كنت تنام مبكرا ولا تستطيع فلا بأس.
كنوز صلاة الفجر
ولصلاة الفجر كنوز عديدة منها:
1- قيام ليلة كامِلة:عن أبي ذر - رضيَ الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلَّى العشاء في جماعة، فَكَأَنَّما قام نصف الليل، ومَن صلَّى الفجر في جماعة، فكأنما قام الليل كله"؛ رواه مسلم.
2- صاحبها فى ذمّة الله:يقول النبي- صلى الله عليه وسلّم-: "مَن صلَّى الصُّبح في جماعة، فهو في ذمَّة الله"؛ رواه مسلم.
3- نور يوم القيامة:فإنها تفيض منَ النور على وجوه أهلها ما يميزهم عن غيرهم، يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم-: "بشِّر المشَّائينَ في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التَّامِّ يوم القيامة"؛ رواه التِّرمذي، وابن ماجه.
4- تشهد لك الملائكة:من يحافظ على صلاة الفجر يتشرف برفع اسمه في تقرير ملائكي إلى الله - تعالى - قال - صلى الله عليه وسلَّم -: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله - وهو أعلم - كيف وجدتُم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلّون"؛ رواه البخاري بسندٍ صحيح عن أبي هريرة.
5- خير الدنيا وما فيها: يقول النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم-: "ركعتا الفجْر خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها"؛ رواه مسلم عن عائشة بسندٍ صحيح.
6- الرِّزق والبَرَكة:من بركات صلاة الفجر أنها تنزل العبد في مقام الطاعة وقت البكور، الذي هو ذاته وقت البركة في الرِّزق؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لأمته بقوله: "اللهُمَّ بارك لأمتي في بكورها"؛ رواه التِّرمذي بسندٍ صحيح.
7- البشرى بالجنة: قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلَّى البردَينِ دخل الجنة"؛ رواه البخاري، عن أبي موسى الأشعري، بسند صحيح؛ والبردان هما: الفجر والعصر.
أفضل الذكر قبل صلاة الفجر
والذكر هو أفضل العبادات التي أوصى بها المولى تبارك وتعالى ورغب عليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال جل شأنه:" واذكروني أذكركم"، وجاء عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني كلاما أقوله. قال: «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني، وارزقني» . رواه مسلم.
وفي فضل ذكر ما قبل الفجر يقول الله تبارك وتعالى:"الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)"، ويقول جل وعلا:"أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)".
أفضل الذكر قبل صلاة الفجر
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث فضل الذكر، فعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".
كما روي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " أفضل الذكر: "لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله".
إلا أن ذكر الفجر وصلاته من القربات العظيمة والأوقات التي يجزل فيها العطاء والثواب، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربه:"ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر".