في جو عالمي مشحون بالتوتر على أكثر من صعيد، وبالتزامن مع مباحثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا والمفاوضات الروسية الغربية حول الضمانات الأمنية في شرق أوروبا، أجرت القوات البحرية من روسيا والصين وإيران تمرينًا مشتركًا في بحر العرب بالمحيط الهندي.
روسيا والصين وإيران.. توقيت مقصود؟
وتجري المناورات المشتركة بين إيران وروسيا والصين أثناء وجود الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في روسيا. وفي الوقت نفسه، تحضر الصين وروسيا، إلى جانب ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بشكل مباشر والولايات المتحدة بشكل غير مباشر، في فيينا للتفاوض مع طهران للعودة إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" المعروفة باسم "الاتفاق النووي".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن انتهاء التدريبات العسكرية البحرية "CHIRU-2022" بمشاركة الصين وإيران، في بحر العرب.
وصرحت وزارة الدفاع الروسية بأن السفن الحربية الروسية والصينية والإيرانية قامت بتدريبات على عمليات الإنقاذ في البحر.
وقالت في بيان إن "التدريبات البحرية الروسية - الصينية - الإيرانية تم إجراؤها في خليج عمان (الجزء الشمالي من بحر العرب) وفي الأجواء هناك.
تفاصيل التدريبات
وشاركت في هذه التدريبات، مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ، والطراد الحامل للصواريخ "فارياج"، والسفينة الضخمة المضادة للغواصات "الأميرال تريبوتس"، وشارك في التدريبات ما مجموعه 14 سفينة حربية وسفينة مساعدة من ثلاثة أساطيل".
وصرحت وزارة الدفاع الروسية أن المشاركين في المناورات في خليج عمان تدربوا على إنقاذ المنكوبين ومكافحة القرصنة البحرية.
وتضمنت فعاليات المناورات البحرية المشتركة إطلاق قذائف المدفعية على هدف بحري وقيام الوحدات البحرية الروسية والصينية والإيرانية بحركات تكتيكية، والبحث عن المنكوبين في البحر وإنقاذهم.
وقام المشاركون في المناورات في المرحلة الختامية بإجراء التمارين حول تفتيش سفينة مشبوهة وتحرير سفينة اختطفها القراصنة.
وأفادت وكالة أنباء "نادي الصحفيين الشباب" الإيرانية، بأنه استمراراً للمراحل الرئيسية لمناورة "حزام الأمن البحري 2022" المشتركة للقوات البحرية الإيرانية والصينية والروسية، فقد حررت وحدات الأسطول والطيران، بناء على سيناريو محدد سلفاً، سفينتين تجاريتين مخطوفتين في المياه الدولية بواسطة القراصنة.
وأضافت الوكالة، أنه في هذه العملية، حطت قوات خاصة للجيش والحرس الثوري الإيراني، بمشاركة قوات العمليات الخاصة الصينية والروسية، وبعد عملية إطفاء الحريق، على سطح العائم المخطوف، واعتقلت القراصنة ونفذت عملية تحرير السفينة، وفقاً للسيناريو المتبع.
تدريبات روسيا والصين وإيران.. ما الرسالة؟
وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك الدول الثلاث في مناورة بحرية مشتركة، حيث أجرت مناورات بحرية مشتركة أخرى، كان آخرها نهاية عام 2019، في خليج عمان والمحيط الهندي.
ويبدو أن إدراج سيناريو الإفراج عن "سفينة خطفها القراصنة" في مناورة "حزام الأمن البحري"، هي محاولة لإيصال رسالة فحواها أن الغرض من هذه المناورة هو إرساء "الأمن البحري في المياه الدولية".
وتحتل المناورة الثلاثية المشتركة هذا العام أهمية خاصة بالنسبة للصين، التي اعتبرت تحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في المحيط الهندي استفزازًا عدوانيًا موجهًا إليها بشكل خاص.
وبالتزامن مع التمرين البحري الثلاثي بين روسيا والصين وإيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن اتفاقية الدفاع بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "أوكوس" تقوض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتثير المواجهة
وأضاف المتحدث الصيني، اليوم الجمعة، "أكدت الصين مرارا وتكرارا أن الشراكة الأمنية الثلاثية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا هي كتلة عسكرية نموذجية.. إن تعاون الدول الثلاث بشأن الغواصات النووية يتعارض مع الهدف الرئيسي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ويوجه ضربة للنظام الدولي الخاص بحظر الانتشار النووي".
وشدد على أن أطراف الاتفاقية (الشراكة) تستخدم ما يسمى بـ"التهديد الصيني" لتعزيز التعاون في مجال الغواصات النووية، متجاهلة المجتمع الدولي.