EN 
"أنا بدأت اشتغل من 7 سنين... اشتغلت في البلاط والسباكة والمحارة واتعلمت حاجات كتير بس من خمس سنين عرفت مجال البيع والشراء واشتغلت في الصيني كوبايات وأطباق وكل محتويات المطبخ وحبيت اوي المجال ده عن أي شغل اشتغلته واستمريت فيه لدلوقتي"، بهذه الكلمات بدأ الطفل محمود ناصر، ابن محافظة سوهاج، حديثه مع موقع صدى البلد.
وأوضح ذا الأربعة عشر ربيعًا، أنه بدأ العمل منذ طفولته، حيث كان عمره سبعة سنوات عندما تعلم أول صنعة في حياته العملية، ثم أخذ يتأرجح بين المِهن المُختلفة عكس ما يماثله من أقارنه في مثل هذا العُمر.
أفنى الطفل الشقي مرحلة طفولته في العمل وتعلُم الصناعات المُختلفة، ولم يُهمِل تعليمه أبدًا، حيث إللتحق بالمرحلة الإعدادية ويدرس بالصف الثاني الإعدادي، ويُحاول ألا يُهمل دروسه ومذاكرته، ويجلس جانب المنتجات التي يُتاجر في بيعها ويحمل بين يديه كتابه ويقرأ ويستذكر دروسه، في مشهدًا يجمع "طفلا ورجلاً ومُتعلمًا"، تلك هي صفات هذا الطفل الشقي.
وتابع الطفل :" "أنا بذاكر هنا جنب الفرش ولو جه حد يشتري بقوم ابيع له وبعدين اقعد بقى اكمل مذاكرة وكده... أنا في تانية إعدادي وامتحاناتي قربت لكن مينفعش اسيب شغلي لان انا متعودش اقعد من غير ما اشتغل ومجال الصيني ده حلو مش مُرهق زي البلاط والسباكة وقاعد في مكاني يعني مش زي السباكة اتحرك واروح هنا وهناك والحمدلله الدنيا حلوه".
وأكد أنه لن يتخلى عن الحصول على شهادة عُليا كالكثير من الشباب، لكنه لن يقبل يعيش على كتف من يعوله ويحب أن يكون عائل لنفسه ولديه قدر من المسؤولية يكفي لطفلاً بعمره.
وناشد الطفل محمود الأباء أن يعلمون أطفالهم مِهن يستطيعون من خلالها كسب اموالًا حلال وأن يعولوا أنفسهم منها، مع الحفاظ على تعليمهم وانتقالهم إلى الصفوف العُليا بنجاح وتفوق، حتى لا يخرج لنا جيلًا ينتظر وظيفة حكومية أو خاصة بشهادته كالذي نراه الآن.
ليُنهي ابن محافظة سوهاج ، كل ما يمكن قوله ردًا على حديثه بجملة شعبية، ينتهي عندها الحديث:"اللي يجرب ياكل من عرق جبينه ميعرفش ياكل من عرق غيره".
