لا تزال الأزمة في أوكرانيا تمثل نقطة خلاف كبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا، وسط تهديدات أمريكية بفرض عقوبات قاسية على روسيا، في حال قامت بغزو أوكرانيا.
وأكد كبير المسؤولين الاقتصاديين في البيت الأبيض اليوم الخميس، أن أية عقوبات تُفرض على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا لن تمس الاقتصاد الأمريكي على نحو خاص، بالرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن تركز على أي تأثير محتمل على النفط بشكل عام.
وفي حوار مع شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية، قال رئيس المجلس الاقتصادي الوطني برايان ديس إن "التدابير المتاحة لدينا والتي نعمل مع حلفائنا عن كثب لتطبيقها ستفرض ثمنا باهظا بمرور الوقت على الاقتصاد الروسي، وستفعل هذا بطريقة تخفف من التأثير على الاقتصاد العالمي والأمريكي".
وأضاف لشبكة "حقيقة الأمر أن، التدابير التي أعددناها سيترتب عليها أثمان باهظة يدفعها الاقتصاد الروسي".
وقالت الدول الغربية إنها تساورها المخاوف من أن روسيا تخطط لهجوم على أوكرانيا، بعد ثماني سنوات تقريبا من سيطرة القوات الروسية على شبه جزيرة القرم.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود قرب حدود أوكرانيا في الشهور الأخيرة.
وتنفي روسيا عزمها مهاجمة أوكرانيا، لكنها تقول إن بإمكانها اللجوء لإجراء عسكري غير محدد إذا لم يتم تلبية قائمة من المطالب، من بينها وعد من حلف شمال الأطلسي بعدم السماح بانضمام أوكرانيا إليه.
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "سيتحرك" بشأن أوكرانيا، لكنه لا يريد "حربا شاملة".
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي عن المخاوف من غزو روسي، قال بايدن: "أظن أنه (بوتين) سيتحرك، لا بد أن يفعل شيئا".
لكنه حذر من أن الزعيم الروسي سيدفع "ثمنا باهظا" مقابل "اختباره" الغرب.
وتشير التقديرات إلى أن لدى موسكو حوالي مئة ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا.
وقدمت روسيا مجموعة من المطالب للحكومات الغربية، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو مطلقا، وأن تظل الأنشطة العسكرية الدفاعية محدودة لدى دول الحلف بما في ذلك بولندا.
وفشلت المحادثات بين الغرب وروسيا الأسبوع الماضي في تحقيق انفراجة، مع رفض بعض مطالب موسكو.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد الإطاحة بحكومة موالية لروسيا في أوكرانيا، ودعمت موسكو متمردين موالين لها يسيطرون على أجزاء من شرق أوكرانيا في حرب دامية مع القوات الحكومية.
وهناك مخاوف من أن الصراع الذي أودى بحياة 13 ألف شخص على الأقل وتسبب في فرار أكثر من مليوني شخص من منازلهم، قد يندلع مجددا، مع تدخل الجيش الروسي علنا.