أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك.. فتلك هي الكارثة.. هذه الكلمات تطبق على شاب خائن للعيش والملح.. ليس فقط العيش والملح بل لكل شئ وذلك عندما غدر بصديقة الذي كان يجمعهم غرفة واحدة للنوم وطبق واحد للاكل وكأس واحد للشرب.. يتشاركون فى كل شئ فيما بينهم .. يقضون اغلب ايامهم بعيد عن اهلهم فى محافظة اخرى غير الذي يقطنون بها ساعيا الى لقمة العيش.

هذه القصة ليست من وحى الخيال ولكنها واقع وحقيقة استيقظ عليها أهالي قرية الرضاونة بمركز ومدينة الحسينية حينما استيقظو على خبر مقتل زكريا رضوان والذي يبلغ من العمر ٢٤ عاما على يد اعز اصدقائه، ويدعى عبدالله ص داخل أحد المساكن الذي كانت تجمعهم سويا فى القاهرة حيث موقع أكل عيشهم الذين تغربو من اجله، ليرجع الشاب جثة هامدة الى اهلة بعد ان خانة صديقة وغدر به من أجل مبلغ لا يتعدى ال ٣ الاف جنية.

التقى "صدى البلد" وبـ أهل المجني عليه لمعرفة ما قبل الحادث وعن علمهم بخبر وفاة ابنهم وفلذة كبدهم ، وفي ذات السياق قال عبدالعزيز رضوان عم المجنى عليه: يوم الواقعة جالنا اتصالا هاتفيا من صديقه وصاحبة الى معاه فى الشغل يقول لنا ان زكريا عمل حادثة و عربية خبطتو وجايبو وجاى علشان ندفنه ، طبعا اول ما سمعنا الخبر تعبنا نفسيا وامو ومراتو فضلو يصوتو ويعيطو وانا ورجالة العيلة رحنا مستشفى الحسينية علشان نستناه ونخلص إجراءات الدفن ، واول ما وصل زكريا وصاحبة لقينا وش زكريا متخربش وفى دم وكأنه مخبوط على راسو ، كلنا قلنا دي مش حادثة وفعلا لما المباحث جت المستشفى قالت في شبه جنائية ، ولما سئلنا صاحبه الي كان واقف معانا وكأنى معملش حاجة وزعلان وبيعيط على صاحبة الى مات قال لنا لا ما فيش حاجة وزكريا مات من خبطة العربية وهو بيعدي الطريق، وبعد كده المباحث خدت عبدالله وفضلت تسأل فيه لحد ما عرفنا ان عبدالله الي بياكل وبيشرب وبينام معاه هوا الي قتلوا ويدعي انه مات فى حادثة".

يلتقط سعيد احد الجيران أطراف الحديث قائلا:" زكريا الله يرحمه خرج من بيته وراء ٣ أطفال أكبرهم ٤ سنوات والأصغر ٤ شهور تاركهم وأمهم، بيجري على أكل عيشه ، وزكريا هو اللي خد عبدالله معاه علشان يشغلوا وفى الاخر عبدالله الي يقتلو ، مين يتحمل دموع امه وآلامها وأنه يكون سبب فى بكاء اطفاله وترميم مراتو، زكريا طول عمرو جدع و مؤدب جدا ومحترم وفي حالة هوا واهله كلهم".

بداية الواقعة كانت بتلقى اللواء محمد والي، مدير أمن الشرقية، اخطارا من مركز شرطة الحسينية، يفيد ورود إشارة من مستشفي الحسينية المركزى، بوصول زكريا فرحات 24 عاما و مقيم بقرية الرضوان التابعة لمركز ومدينة الحسينية جثة هامدة إثر إصابته بجروح قطعية وكدمات وإصابات متفرقة بالجسد، وبسؤال أسرته أفادوا حدوث إصابته إثر تعرضه لحادث بمحافظة القاهرة.

وبإجراء المعاينة الاولية للمجنى علية و التى قام بها الرائد محمد ثروت رئيس مباحث مركز شرطة الحسينية تبين ان صديقه ويدعى ع ص اتصل بأهل المجنى عليه واخبرهم بوفاته في حادث ، فحضر احد اقاربه إلى محل سكن المتهم ونقلوا جثمان المجنى علية من القاهرة إلى مستشفى الحسينية المركزى، وكان فى انتظارهم أهل المجنى عليه متواجدين لإنهاء إجراءات الدفن، ولكن شاء القدر لتظهر الحقيقة ويظهر فى وجه وجسم المجنى عليه سحجات "خرابيش" وتورم فى وجه المجنى عليه تبدو وكأنها أثر خناقة و بمعاينة مباحث شرطة الحسينية للجثة اشتبهوا انا هناك شبهة جنائية فى الوفاة.

على الفور كلف اللواء محمد والى مدير أمن الشرقية بفتح تحقيق موسع وعمل التحريات اللازمة حيال الواقعة، وبسؤال صديق الجانى ويدعي عبدالله عن ملابسات الحادث وانه الشاهد الوحيد وهو من قام بنقل المجني عليه من القاهرة الى الحسينية اختلق عبدالله ان المجنى علية صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق مما ادى الى وفاته ، ومن ثم قمت بنقلة الى بلدة لدفنه ، وبسبب الخدوش والتورم فى وجه المجنى عليه تأكدت المباحث أن هناك شبه جنائية ، وبتضيق الخناق اعترف المتهم أنه قام بالتعدي على المجني عليه بآلة حديدية للتخلص منه والاستيلاء على أمواله.

تم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، واحالة المتهم للنيابة والتى امرت بحبسة 4 ايام .