الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوم المؤمن عبادة.. فعل تؤجر عليه وأنت نائم لا تغفله

نوم المؤمن عبادة
نوم المؤمن عبادة

نوم المؤمن عبادة.. ما حقيقة أن نوم المؤمن عبادة، وهل هناك عمل تؤجر عليه وأنت نائم، أسئلة كثيرة يبحث عنها أغلب المسلمين الراغبين في تحصيل الأجر والثواب لإنقاذ البدن من النار.

وفيما يلي نسلط الضوء على أبرز ما ورد في هذا الوقت من الليل الذي جعله الله تبارك وتعالى راحة وسكينة واختبار.. 

العبادة في الليل

نوم المؤمن عبادة

يقول الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي في بيان حكم من ترك عبادة أو ذكر اعتاد عليه لكن النوم غلبه أو أقعده المرض والتعب عنه، عليه ألا يحزن ويعلم أن رحمة الله تبارك وتعالى واسعة وأجره وفضله عظيم يكتب له وإن لم يفعل.

واستدل أبو بكر بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما من امرئٍ تكونُ لهُ صلاةٌ بليلٍ يَغْلِبُهُ عليها نومٌ إلا كَتَبَ اللهُ لهُ أجرَ صلاتِهِ وكان نومُهُ عليهِ صدقةً"، مشيراً إلى أن المراد من الحديث أن أي عبادة في الليل من تسبيح، ذكر، أو استغفار، وأقعد الإنسان المرض عنها، أو غلبه النوم، فإن الأجر قد وضع لك في الميزان، وأصبح النوم لك صدقة ورحمة من الله.

وأوضح أن صلاة العصر ليس لها سنة راتبة، إلا أنه هناك 4 ركعات، إن حرصت على أدائها فحينما تكبر أو تمرض من رحمة الله يجعل الملك يكتب لك مثل ما كنت تفعل في شبابك وصحتك، لأن الله رحيم إذا أقعد عبده التعب أو المرض فلا يغلق رحمته في وجهه.

 

 نوم المؤمن عبادة

يقول الدكتور مبروك عطية أستاذ الشريعة جامعة الأزهر، إن النوم عبادة، إذا قصد النائم وجه الله فى نومه، وذلك بأن ينوى به الراحة من أجل أن يقوم بعده لعمل يرضى الله ـ عز وجل ـ صائماً كان هذا النائم أو مفطراً في رمضان حدث هذا أم فى شوال.

ولفت عطية إلى أن شاب صحب سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه ففرح وقال: هذا صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه ينام بالليل، فتعجب، وكلمه فى ذلك، فقال له: «إنى أحتسب عند الله نومتى كما أحتسب عند الله يقظتى»، وفرق كبير بين أن تحتسب نومتك عند الله ـ عز وجل ـ على تلك النية التى فسرت لك بأن ينوى الصائم وغيره أن يرتاح بدنه من عناء لكى يصحو على طاعة، فهو يجدد بالنوم نشاطه، لا لكى يفسد فى الأرض، ويهلك الحرث والنسل، وإنما لكى يعمل فيزداد خيراً، ويتصدق من طيب كسبه، لأن الله ـ تعالى ـ طيب، لا يقبل إلا طيباً، ولكى يصل رحمه، ويصلح بين الناس، ويجتهد فى عمل الصالحات، أما ما يزعمه كثير من الناس من أن نوم الصائم لا يصح، فهو يضيع وقت صومه فى النوم حتى يأتى المغرب، فيصحو لكى يأكل.. فهو بذلك بعيد عن روح الصيام، فليس ذلك بصحيح متى عاد الصائم من عمله الذى أتعبه وأرهق بدنه مع تحمل الجوع والعطش، وهو ينأى به عن الاضطراب الذى قد يصيبه بكلمة فاحشة أو تصرف لا يليق، فالنوم يكون بالليل ويكون بالنهار.

واستدل بقول الله تعالى: «ومن آياته منامكم بالليل والنهار» إنما يكون نوم الصائم بغيضاً إذا شغله عن العمل، فآثر النوم وأغلق باب محله الذى يأتيه الرزق منه، أو أعطى نفسه إجازة فى رمضان لكى يتسنى له الصوم من خلال نوم النهار واليقظة بالليل من أجل مشاهدة المسلسلات السرطانية التى يقال فيها رمضانية، فيعطل رزقه، ويعطل مصالح الناس الذين هم فى حاجة إليه. وبعض الناس يتعلل بعلة غير مقبولة، فيقول إنما أعطى نفسى إجازة فى رمضان حتى لا أنظر إلى عورات النساء اللاتى لا يتقين الله فى رمضان، وهذه ليست علة، لأن الله أمرنا بغض البصر فى رمضان وفى غير رمضان.

نوم المؤمن عبادة

وفيما يتعلق بـ عبادة قيام الليل، يقول أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القيام جزء من الليل أو كله، وهو إحدى أفضل الطاعات والأعمال تقربا إلى الله تعالى، ولكن يتساءل الكثيرون حول أنسب وقت لأداء ركعات قيام الليل.

وأضاف وسام، فى إجابته على سؤال: «هل قيام الليل صلاة فقط أم أنه فيه عبادات أخرى؟»، أن أفضل وقت لقيام الليل الصلاة لكن هذا لا يجعل غيرها من قيام الليل فإذا ما جلس المسلم يذكر الله وجلس يقرأ القرأن فهذا من قيام الليل، مشيراً إلى أنه ليس هناك ذكرًا محدد فى قيام الليل فحيثما يجد الإنسان قلبه يذكر به الله.

ويؤكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن القرآن الكريم هو أفضل الأذكار وبه تنشرح الصدور وتخشع القلوب وتحصل لذة العبادة وقيام الليل، وإحياؤه يكون بجميع أنواع العبادة من الأذكار والأدعية وتلاوة القرآن والصلاة.

وأضاف عاشور، فى إجابته عن سؤال "هل قراءة القرآن فى الثلث الأخير من الليل من غير صلاة يعتبر من قيام الليل؟"، أنه إذا جمع المسلم بين الصلاة والتلاوة بحيث يصلي بما يقرأ من القرآن فإنه يجمع بين الخيرين، وإذا اقتصر على القراءة بخشوع وتدبر فلا شك أن في ذلك خيرًا كثيرًا وثوابًا عظيمًا، إلا أن قيام الليل يكون بالصلاة.

وأشار إلى أنه جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية أن قيام الليل يكون بالتهجد أي بالصلاة، مناشدًا الآخرين أن يصلوا ركعتين قيام ليل لأنه لو تعود على فعل ذلك فى رجب وشعبان ورمضان فسيأتي عليه شوال فسيكون متعودًا على ذلك، وقالوا قيام الليل عادة الناس الصالحين.

العبادة في الليل

سنة مهجورة قبل النوم

وجاء في ذكر ما قبل النوم كـ سنة مهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما رواه البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ".

كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :(إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً، شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك).

 

سنن قبل النوم

يستحب للمسلم أن يردد دعاء قبل النوم بما ورد عن النبي ومنه قول "باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ، إن أمسَكْتَ نفسي فارحَمها، وإن أرسلتَها فاحفَظها بما تحفَظُ بِهِ عبادَكَ الصَّالحينَ".

كما أن هناك بعض سنن لقبل النوم وهي:

1- النوم على وضوء: فقد قـال النبي -صلى الله عليه وسلم- للبراء بن عازب رضي الله عنه : "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث" [ متفق عليه:6311-6882] .

2- قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين قبل النوم: فقد ورد فى السنة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس" ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات. [ رواه البخاري: 5017].

3- التكبير والتسبيح عند المنام : فعن علي رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال حين طلبت منه فاطمة -رضي الله عنها- خادمًا: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم" [متفق عليه: 6318 – 6915].

4- الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم : فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته" [ رواه البخاري: 1154].

5- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور" [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .

كيفية الإستيقاظ لصلاة الفجر

قال الشيخ على فخر، مدير الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، إن الأفضل فى القيام لصلاة الفجر هو القيام مسرعا عند الاستيقاظ وعدم الإنصياع لوساوس الشيطان وغلق المنبه، وبعدها يتثاقل عليها النوم بطريقة عجيبة ولا تستيقظ إلا فى الصباح.

وأضاف فخر، في فتوى له أن القيام والجلوس على سرير النوم، فى وقت صلاة الفجر بشكل سريع يذهب النوم ووساوس الشيطان، ومن ثم يتوجه المرء للوضوء والصلاة ويعود للنوم مرة أخرى.

واستشهد أمين الفتوى بما رود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

 

أذكار تغفر الذنوب

أولًا:- ورد من الأذكار التي تغفر الذنوب دعاء يقال عند الأذان حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».

 واختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد.

ثانيًا:- أن الأذكار عقب الصلاب تغفر الذنوب روى مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

ثالثًا:- وورد دعاء يقال قبل النوم يغفر الذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر - غُفِرت له ذنوبُه أو خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر» أخرجه ابن حبان في صحيحه.

رابعًا: في صحيح البخاري ما يقرب منه، وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».

خامسًا:  عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». رواه الترمذي.

سادسًا: ثبت أن من ردد سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ 100 مرة تغفر لها ذنوبه، روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: :« مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر»، رواه البخاري ومسلم.