من الطبيعي أن نجد رموزا معينة مرتبطة الأعياد المختلفة، فلكل عيد طقوس معينة تعبر عن سبب الاحتفال به، ويصادف اليوم عيد الغطاس عند الأقباط، ودائمًا ما نجد الشوارع تتزين بأعواد القصب استعدادًا لهذا اليوم.
تستعد بيوت الأقباط للاحتفال بيوم عيد الغطاس، وتكون الأكلة الرسمية لجميع البيوت في مثل هذا اليوم، هي وجبة القلقاس، إلى جانب وجود القصب في الشوارع والمنازل، طالما تعودنا على هذه الطقوس، لكن ما سر ارتباط القلقاس والقصب بعيد الغطاس لدى الأقباط؟.
مسميات عيد الغطاس المجيد
يُطلق على عيد الغطاس العديد من المسميات منها: « عيد الظهور الإلهي، عيد الدنح، عيد العماد»، ويتم الاحتفال خلاله بمعمودية السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
يتمثل الغطاس في عصرنا الحالي بالمعمودية، حيث يتم تغطيس الطفل بالماء بعد أن يتجاوز 40 يوما من ولادته، ويُقام مساء اليوم قديسات عيد الغطاس بالكنائس للاحتفال بالعيد.
مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس؟
يستقبل الأقباط يوم الاحتفال بعيد الغطاس المجيد، بالصوم حتى الغروب، ولا يأكلوا إلا ما جرت عليه العادة أن يتم أكله في الأربعين المقدسة، حيث يمتنعون عن أكل اللحوم بجميع أشكالها خلال فترة الصوم.
تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس، حيث يتناول الأقباط نوعًا معينًا من الطعام كرمز على الغطاس والمعمودية، وتكون هذه الأطعمة القلقاس والقصب، حيث أعتاد الأقباط على تناول القلقاس.
ماذا يرمز القلقاس والقصب؟
يحتوي القلقاس في الأصل على مادة سامة «المادة الهلامية»، إلا أنها بمجرد أن تختلط بالماء تتحول إلى مادة نافعة ومفيدة، وتشبه بذلك «ماء المعمودية»، والتي يتم من خلالها تظهير الشخص من الخطية، كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بواسطة ماء الطهي.
ما هي المعمودية؟
تعتبر المعمودية هي دفن الإنسان تحت المياه وقيامة مع السيد المسيح كما حدث له عند التعميد في نهر الأردن، لذلك يعتبرون أن نبات القلقاس رمز للمعمودية، حيث يُزرع عن طريق دفنه كاملاً في الأرض ثم يصبح نباتًا حيًا صالحًا للطعام، كذلك القصب الذي يعتبر لونه الأبيض من الداخل رمز للنقاء الذي توفره المعمودية.
طقوس «فانوس البرتقال» و «صلوات اللقان» في العيد
يستخدم الأقباط في عيد الغطاس المجيد البرتقال، الذي يُفضل أن يكون كبير الحجم، لعمل «فانوس البرتقال»، حيث يتم قطع رأس البرتقالة وتجويفها من الداخل، دون أن تتأذى القشرة الخارجية، ووضع شمعة في داخلها لتنتشر رائحة البرتقال في المكان.
يرتبط عيد الغطاس بالمياه، وقداسته، لذلك يقوم الأقباط بما يُعرف ب «صلوات اللقان»، ويتم من خلاله عمل الصلوات لمباركة وتقديس المياه، والاحتفاظ بها طوال العام.