الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تتغلب الإسكندرية على مشكلة النوات والأمطار المزمنة؟

صورة أرشيفية - كورنيش
صورة أرشيفية - كورنيش الإسكندرية

الإسكندرية أكثر المدن الساحلية تعرضًا للنوات على مدار العام، حيث تشهد المدينة حوالي 18 نوة خلال فصل الشتاء، لعل البداية هذا العام كانت نوة المكنسة، والتي شهدت سيولاً من الأمطار على مدار 3 أيام، لم تتوقف فيها سوى لدقائق معدودة، وأدت إلى أزمة مرورية خانقة في الكورنيش، وغرق في بعض مناطق سبورتنج، ونفق كليوباترا وسموحة، وهي مناطق لم نكن نسمع عن تعرضها لأي مشاكل خلال سقوط الأمطار من قبل.

ويوجد بالإسكندرية حوالي 94 ألف مطبق صرف، و38 ألف شنيشة، كما توفر شركة الصرف الصحي عشرات السيارات لنزح المياه وشفطها أولاً بأول، بالإضافة إلى البدلات.

أقرأ أيضًا:

للتصدي لظاهرة البناء المخالف.. حملات إزالة موسعة بأحياء الإسكندرية

وتتسبب هذه الأمطار في حدوث تصدعات ببعض المنازل القديمة، وانهيارات في أجزاء من عقارات، فضلاً عن انهيار عقارات بالكامل أحيانًا، وخاصة في وسط المدينة.

أصل المشكلة

قال اللواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة صرف صحي الإسكندرية إنه حتى عام 2004 كان يوجد محطات علي الكورنيش لتلقي مياه الأمطار ونقلها علي البحر مباشرة، إلا أنه أثناء تطوير الكورنيش في الفترات السابقة تم إلغاء جميع محطات الكورنيش وتحويل كل مياه الامطار علي شبكات الصرف الصحي.

وأضاف اللواء محمود نافع أن كمية الأمطار زادت أيضًا بشكل كبير جدا بسبب التغيرات المناخية ولكن المشكلة ليست فقط في الزيادة ولكن في المدة ،لأنه عند هطول 10 أمتار مكعبة في ساعة يختلف عن هطول نفس الكمية في دقيقة، فالكمية الضخمة من الأمطار التي تسقط في فترة صغيرة جدا تسبب مشكلة كبيرة جدا لان الشبكة لا تستوعب تلك الكمية في تلك المدة، وهو ما يحدث أيضا حين تسقط الأمطار بشكل متواصل وبدون توقف لفترة طويلة فلا تستوعب شبكات الصرف كميات الأمطار وهو ما حدث أثناء نوة المكنسة وأدى الى غرق بعض الشوارع بالمحافظة.

وقال د.هلالي عبد الهادي هلالي خبير إدارة الصرف الصحي والصناعي والحماة وإعادة الاستخدام بشركة الصرف الصحي أن مشكلة الإسكندرية ان شبكة الصرف الصحي وشبكة الأمطار واحدة وبعض الأماكن في الإسكندرية يحدث فيها مشكلة احمال زائدة نتيجة تزايد كميات الأمطار ولذلك عندما نتحدث عن الأمطار يجب ان نحدد نوع الأمطار، فهناك اكثر من نوع من الأمطار (الأمطار الخفيفة المتقطعة والأمطار الخفيفة المتواصلة).

أقرأ أيضًا:

صرح التأمين الصحي بالاسكندرية.. مستشفى جمال عبد الناصر بناها صاحب أول مصنع كحوليات في مصر.. حكاية تخصيصها لعلاج مصابي الحرب العالمية الثانية .. ورواية غريبة وراء إنشائها

وتابع دكتور هلالي، في النوع الأول لا توجد مشكلة فالشبكة تستوعبها ولكن في حالة الأمطار الخفيفة المتواصلة تحمل على الشبكة، وإذا دخلت إلى مرحلة الأمطار المتوسطة والغزيرة فهنا المشكلة لان سعة الشبكة لا تستوعب كل كميات الأمطار خاصة إذا استمرت أكثر من ثلاث ساعات.

وأضاف قائلا في الأماكن التي بها كثافة سكانية مرتفعة وحدث بها بناء عشوائي وزادت الكثافة السكانية بدرجة مرتفعة جدا فهذه أكثر الأماكن التي تعاني من المشاكل، وأهمها مشكلة تكدس الأمطار في بعض الأماكن.

من جانبه قال النائب إيهاب زكريا، عضو مجلس الشيوخ، في تصريحات لموقع صدى البلد، إن التغير المناخي هو الخطر الاهم يجب انه تواجهه المحافظة باستراتيجية جديدة لان حجم الامطار سيزيد طرديا كل عام.

هل هناك حل جذري للمشكلة

أوضح النائب إيهاب أبوكليلة، عضو مجلس الشيوخ، في تصريحات لموقع صدى البلد، أن جامعة الإسكندرية بأجهزتها المختلفة تمتلك مشروعًا مهمًا وهو فصل شبكة الصرف عن شبكة الأمطار، حيث تقدمت الجامعة بدراسة وافية لهذا المشروع الحيوي والمهم لكل أهل الإسكندرية، معتبرًا أن هذا المشروع هو الحل الجذري للمشكلة، بالإضافة إلى الحلول العاجلة المتمثلة في الصيانات الدورية ورفع كفاءة شبكات الصرف الصحي الموجودة، وإنشاء شبكات جديدة دون حدوث مشكلات مع المواطنين او إعاقة للمرور.

وأشار النائب إيهاب أبوكليلة إلى أن هناك اجتماعات تتم حاليًا بين مختلف الجهات المعنية وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكليفات رئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي لوضع الخطط التي يتم من خلالها الاستفادة من مياه الأمطار، وبشكل رئيسي ترتكز هذه المخططات على فصل شبكات مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي.

من جهته، أضاف النائب إيهاب زكريا أنه يجب رفع قدرة شبكة الصرف الي الضعف بحد أدنى على أن تكون شبكة منفصلة لتتيح اعادة استخدام هذه الامطار كأحد سبل الاستفادة من هذه الكمية المهولة من المياه.

وفي هذا السياق، أكد اللواء محمود نافع، أن الحل الأمثل لمعالجة ازمة الامطار في الإسكندرية وهو فصل شبكة الأمطار عن شبكة الصرف الصحي، مشيرًا إلى أن هناك دراسات تجرى حاليا لتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة لحل الأزمة جذريا، وهناك ٦ مشروعات حاليا من أجل التعامل الأمثل مع عدد من البؤر الساخنة في المحافظة. 

وأشار نافع إلى أن الدراسات تتم حاليا بشكل جاد لفصل مياه الأمطار عن شبكة الصرف الصحي ولكن إدارة منظومة الأمطار تستغرق وقت لأنه لابد من عمل رفع مساحي للشوارع ومعرفة أى الشوارع اعلى من الأخرى واتجاه سير المياه، وغالبا في شهر ابريل القادم سنبدأ في تنفيذ المشروع وحتى تنفيذ المشروع فإن البديل هو نشر سيارات وبدالات وعمال الصرف الصحي في جميع أماكن تجمعات الأمطار بمحافظة الإسكندرية للتعامل مع المياه المتراكمة وازالتها.

وأشار نافع إلي أن الأمطار التي يتم نقلها الى محطات المعالجة تذهب الى مصارف ثم تنقل الى محطة المكس ثم يتم التخلص منها بشكل آمن والتفكير المخطط له ان هذه المياه التي يتم التخلص منها في البحر والمصارف المختلفة ومياه مصرف القلعة ومصرف العموم ومصرف العامية سيتم نقلها الى مشروع الدلتا الجديدة، أما محطات المعالجة التي لا تذهب الى المصارف سيتم عمل محطات رفع لها وتذهب الى الدلتا الجديدة أيضا، أى ان كل نقطة مياه موجودة بالإسكندرية وتصل الى 7.5 مليون متر مكعب ستذهب الى الدلتا الجديدة.

من جانبه، طمأن الدكتور هلال المواطنين أن اطمئن المواطن ان كل نقطة من مياه الأمطار وكل نقطة من مياه الصرف الصحي سيعاد استخدامها وفقا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، لن تضيع نقطة مياه واحدة لان لدينا مشروعات استصلاح وخطط طموحة وهذه المشروعات والخطط تتطلب ان نستفيد من مياه الأمطار ونعيد استخدام مياه الصرف الصحي ومياه المصارف الزراعية أكثر من مرة.