ألقى الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، كلمة نيابةً عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، خلال اجتماع الهيئة الموسع لمكتب قمة الاتحاد الأفريقي، الذي عقد تحت رئاسة الرئيس "فيليكس تشيسيكيدى"، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي؛ وذلك لمناقشة عدد من القضايا الخاصة بالقارة الأفريقية.
استهل الرئيس السيسي كلمته بتوجيه التحية للرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ورؤساء الدول والحكومات أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد، معرباً عن تقدير مصر للجهود التي تقوم بها الكونغو الديمقراطية بقيادة فخامة الرئيس "فيليكس تشيسيكيدي"، في سبيل الدفع بتحقيق مصالح القارة الأفريقية.
مسانده مصرية لدول أفريقيا في حرب الارهاب
واستعرض الرئيس السيسي، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء، موقف مصر تجاه عدد من قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية، داعياً في هذا الصدد إلى صياغة استراتيجية أفريقية واضحة للقضاء على خطر التطرف والإرهاب وتجفيف منابع تمويله، ومؤكداً سعي مصر لتقديم المساعدة لدول القارة، من خلال تكثيف الدورات التدريبية المقدمة لكوادرها في مجال مكافحة الإرهاب، والمشاركة في بعثات حفظ السلام الأممية، ومواصلة تلك الجهود من خلال مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ومقره القاهرة، واستعداد مصر لتقديم المزيد من الدعم، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آليات الاتحاد الأفريقي.
واختتم الرئيس السيسي، كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء، بالتأكيد أن مصر كعهدها لن تدخر جهداً نحو العمل مع أشقائها الأفارقة، بما يسهم في تخطي التحديات التي تواجه قارتنا الأفريقية، والعودة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف وتطلعات شعوبنا نحو مستقبل أفضل.
وأشاد نواب البرلمان بتوجيهات الرئيس السيسي، بشأن الدعوة إلى صياغة استراتيجية أفريقية واضحة للقضاء على خطر التطرف والإرهاب وتجفيف منابع تمويله، مؤكدين على انها تاتي في اطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية للقارة إضافة إلى التأكيد على نهج الدولة المصرية التشاركي في كافة القضايا مع دول القارة السمراء.
الإرهاب يهدد القارة
وفي هذا الصدد قالت أسماء الحسيني مدير تحرير صحيفة الأهرام، المتخصصة في الشئون الافريقية، إن الرئيس السيسي دعا لاستراتيجية للقضاء على الإرهاب لأنه الخطر الكبير الذي يهدد القارة الافريقية والذي يؤثر على جميع مناحي الحياة، فلا يمكن أن يكون هناك تنمية أو تقدم بدون القضاء على الإرهاب بعد معالجة الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى نشوئه.
وأضافت الحسيني لصدى البلد أنه بالفعل هناك أسباب لزيادة التطرف والإرهاب في الآونة الأخيرة، وأنها ترى أن هذه الأسباب هي هشاشة الدول الافريقية إما كليا أو جزئيا إما هشاشة في الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، والهشاشة هي الضعف المتمثل في عدم قدرة الدول على توافق سياسي يؤدي إلى استقرار وهشاشة أمنية في قدرة الدول على السيطرة على حدودها وأراضيها مما يؤدي إلى وجود ونشؤ جماعات إرهابية اما تتسلل اليها من الخارج أو تنشأ محليا.
وتؤدي الأوضاع الاقتصادية الهشة لعدم التنمية وعدم القدرة على تلبية حاجة المواطنين والفقر والبطالة وخلق أجواء مثالية لنشوء التطرف الفكري الذي يؤدي بعد ذلك لنشوء الإرهاب الذي يتم فيه استخدم السلاح.
استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب
وأكدت الحسيني على أهمية الجانب الديني والإعلامي والتعليمي في توافر العوامل الثقافية الصحيحة ونشوء مجتمعات صحيحة معافاة وشباب لديهم أفكار قوية تستطيع أن تواجه وتصمد في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تغزو الان دولنا وقارتنا الافريقية.
وترى الحسيني أن التصدي للإرهاب من قبل الحكومات يحتاج إلى مقاربات شاملة ومنظومة واستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب عن طريق عمل فكري ثقافي ديني يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام الإرهاب عن طريق تنسيق وثيق بين حكومات الدول الافريقة لتستطيع أن تواجه التنظيمات الإرهابية التي تنتشر الان في جميع دول القارة تقريبا وتقيم على ما يبدو علاقات وثيقه فيما بينها وتنسق الجماعات الإرهابية مع بعضها العض.
وأكدت الحسيني أن الحكومات الافريقية تحتاج إلى التنسيق هي الأخرى مع بعضها البعض ويحتاج هذا التنسيق إلى تمويل والمجتمع الدولي مطالب الآن بدعم الدول الإفريقية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي لم تقف عند حدود الدول الافريقية ونحتاج لعمل تنوي حقيقي يوفر البيئة الآمنة للمواطنين وللشباب كي لا يجعلهم فريسة سهلة لهذه الجماعات المتطرفة والارهابية التي تسلط جهدها كله على الشباب لأنهم يكونوا أسهل في الانقياد والتطلع لأفكار قد تبدو مثالية لكنها في الواقع أفكار هدامة أفكار جماعات متطرفة وإرهابية.
واختتمت الحسيني بأنه يجب منع المظالم التي يشعر بها السكان في بعض المناطق المهمشة والتي تجعلهم في أوضاع صعبة تستطيع الجماعات المتطرفة والارهابية استغلالها من أجل نشر أفكارهم الهدامة