رجل أصر على الزواج من مريضة ثم تركها لأهلها.. فما حكم الشرع

ورد سؤال للدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائلة تقول ابنتي مريضة وكنت أرفض زواجها، لكن تقدم عريس وأصر على الزواج منها وهو يعلم أنها مريضة وكنت أصطحبه معنا أثناء الذهاب للدكتور حتى يعلم الحالة وحتى أكون صادقة ولا أكون قد أخفيت شيئا عنه وزوجته معي في البيت لأنه لا يملك شقة، لكن بعد فترة بدأت تظهر مشكلات وتزيد لأنه غير مقتنع أنها مريضة رغم أني شرحت له كل التفاصيل، وهو الآن تركها في البيت عندي ولا يصرف عليها وبجلس مع أهله، قائلا: ما دام أنتي في بيت أهلك لن أصرف عليكي فما حكم ذلك.

أجاب الورداني  أنه لا يجوز أن يترك الزوج زوجته في بيت أهلها ما دام توافق على الجلوس والعيش معه، متابعا: بنتكم ليست ناشز ومستعدة تروح معاه في بيت مستقل وطالما أنها ليست ناشزا، فهو ما زال زوجها وما زالت زوجته ويجب عليه الإنفاق عليها.

وأضاف: بما إنه لا يمتلك بيت مستقل يستطيع إنه يعيش فيه وبما إنه طالب إنها تذهب معه فعليه أن يؤسس لها بيت مستقل تعيش فيه.

واختتم أمين الفتوى: إذا كان بيت أهله غير مناسب للزواج فهذا يعني أنه ليس لديه بيت أي فاقد للقدرة على توفير بيت وهذه البنت بذلك حافظة نفسها وحافظة عرضها بجلوسها معك، وهو يجب عليه الإنفاق وتوفير بيت لها وهي بذلك غير آثمة.

قال الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه  يجوز للزوج شرعًا الامتناع عن الإنفاق على «زوجته الناشز» ولا إثم عليه.

وأضاف "شلبي"، خلال البث المباشر لدار الإفتاء على «فيسبوك» فى إجابته عن سؤال ( من هي الزوجة الناشز؟)، أن كلمة نشوز أى خروج عن الطاعة وهناك امور يجب على الزوجة ان تطيع زوجها فيها، فالمرأة الناشز هي من تتعالى على زوجها وترفض إطاعته، وغادرت البيت دون إذنه وترفض العودة إليه مرة أخرى، مؤكدًا أن الناشز ليست مسئولة من الزوج في مأكل ولا ملبس ولا مشرب، ولكن يجب على الزوج أن ينفق على الأولاد إذا ذهبوا معها.

وأوضح أن مسالة النشوز لا يحكم فيها إلا القاضي، لأن النشوز يترتب عليه أمور لا تستحقها المرأة كإسقاط النفقة وأنها حملت نفسها وزرًا وما شابه ذلك، مُشيرًا الى أنه كذلك على الزوج أن لا يتهم زوجته بالنشوز فإن لم تطيعه فى أمرأً ما أو إختلفت معه فى أمرًا لا يصح أن يتهمها بأنها ناشز فمسألة النشوز هذه كبيرة وتحتاج للجنة تجلس مع الطرفين وتحدد ان هذا نشوز ام غير لأنه يترتب عليه أمورًا أخرى.

وتابع: لذلك قرر الفقهاء أن النشوز لا يحكم به إلا القاضي حتى لو أن هناك مشكلة بين الزوجين فعليهم ان يأتوا لدار الإفتاء لإدارة فض المنازعات أو لخدمة الإرشاد الأسري وتسمعهم وتحاول ان تحل مشكلتهم وإن لم يريدوا ذلك فعلهم أن يرفعوا أمرهم للمحكمة والقاضي يحكم فيها.