دعونا فى هذا المقال نسلط الضوء على ظاهرة خطيرة ومصيبة ثقافية كبرى وجدت ضالتها والترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وهذه الظاهرة هى الألقاب المزيفة والصفة غير الصحيحة من أجل خداع الآخرين.
فى البداية نود التأكيد على انتشار تلك الظاهرة من خلال العديد من الكيانات الوهمية التى تدعى أنها تابعة لمنظمات دولية عالمية وأيضاً إقليمية وأخرى محلية، وتقوم تلك الكيانات بالترويج لنفسها من خلال منح الألقاب والتكريمات التي يتم استخدامها لإيهام الناس أو لتحقيق غرض نفسى لدى من يحصل على هذه الألقاب والتكريمات المزيفة نظراً لظروفه الحياتية التي يعيشها أو الوسط الاجتماعى والمستوى الثقافى الذى يعيش بداخله.
وفى الحقيقة أن ما سبق هو مصيبة ثقافية كبرى وظاهرة خطيرة تستشرى فى المجتمع وبخاصة أن هؤلاء المزيفون لديهم من المتابعين والمعجبين والمريدين أعداداً خيالية تسمعهم وتعيد نشر تغريداتهم وآرائهم وتدافع عنهم ليتحولوا بعد ذلك إلى قادة الفكر والسياسة فالكل باحث والكل دكتور والكل سفير والكل مستشار وإذا لم يستطع أن يكون أحد أصحاب تلك الألقاب، أصبح ناشطاً سياسياً أو حقوقياً أو اقتصادياً أو محللاً أو مفكراً، حيث تلصق الألقاب لصقاً وبالقوه والكل يريد وصفاً يعطيه بعض القوه على منصات التواصل الاجتماعى أو بالأحرى منصات الخراب الاجتماعى.
وإذا كان ما سبق هو فى حقيقته وليد مجموعة ثقافات تفتقر الوعى بما يحاك بالمجتمع من مخاطر إلا أن العامل النفسى لدى من ينتحل هذه الألقاب والصفات المزيفة وعدم ثقته فى نفسه وقدراته والرضا بالواقع هى أحد العوامل الرئيسية لارتكابه هذه الجريمة دون أن يشعر بأن أفعاله تشكل النموذج الإجرامى لجريمة النصب المنصوص عليها فى قانون العقوبات وبعض الجرائم الأخرى المنصوص عليها فى ذات القانون.
وفى النهاية يجب التأكيد على أهمية ثقافة احترام النفس كما يجب التأكيد على أهمية ثقافة احترام القانون فى ظل الجمهورية الجديدة التي نعيش بين جنباتها كما أن ترسيخ جذور احترام القانون فى مجتمع هذه الجمهورية الجديدة هو الذى يخلق الشعور الإيجابي لدى الجميع من أجل مواجهة هذه الجرائم والظواهر الاجتماعية السلبية.