تركت دلال عبد العزيز مسقط رأسها الزقازيق، وجاءت إلى القاهرة، وتخلت عن العمل بمؤهلها الدراسي، لكي تحقق حلمها وتدخل مجال التمثيل وتبرز موهبتها الفنية، عملت في البداية من خلال المسرح، ثم بدأت في الانطلاق في السينما، والتليفزيون، ورحلت الفنانة دلال عبد العزيز عن عالمنا عن عمر ناهز 61 عاما، بعد معاناتها من تداعيات إصابتها بفيروس كورونا.
رحيل يربك حسابات مسلسل عالم موازي
رحلت دلال عبد العزيز، عن عالمنا، قبل استكمال تصوير عدد من الأعمال، لعل أبرزها مسلسل «عالم موازي» الذي كان من المُقرر عرضه في موسم رمضان الماضي، إلا أنَّ القدر حال دون ذلك، إذ أصيبت بفيروس كورونا، لتتسارع وتيرة الأحداث لتنتهي برحيلها يوم 7 أغسطس.

وكشف مصدر من داخل أسرة عمل «عالم موازي»، تفاصيل دور دلال عبد العزيز في المسلسل، موضحًا أنَّها كانت تُجسد دور رئيس حي المنطقة التي تدور فيها الأحداث، إذ كان يجمعها مشاهد بغالبية الأبطال، لافتًا إلى أنَّها كانت قد انتهت من تصوير عدد كبير من المشاهد قبل الرحيل.
الانتهاء من تصوير 20 يومًا
وأوضح المصدر، أنَّ المخرج كان اجتاز أكثر من «20 يوم تصوير»، وكان يتبقى عدد قليل من المشاهد، إلا أنّ عدد من الممثلين، منهم دلال عبد العزيز، أصيبوا بفيروس كورونا، ليتوقف وقتها ولأجلٍ غير مسمى.

وأكّد أنَّ مصير مسلسل «عالم موازي»، مازال مجهولًا حتى الآن، لاسيما في ظل توقف الحديث تمامًا عن هذا المشروع، عقب وفاة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، قائلًا: «مش قادرين حتى نسأل عن المسلسل من باب الذوق.. مش قادرين».

وشارك في بطولة المسلسل دنيا سمير غانم، شيماء سيف، عمرو وهبة، محمد أوتاكا، إخراج وإنتاج هشام جمال.
دلال عبد العزيز وسمير غانم حكاية عشق
لحكاية الحب التي جمعت بين الفنانة دلال عبد العزيز والفنان سمير غانم، الذي كان يكبرها بأكثر من 20 عاما، وجها آخر يشهد عليه هذا الشارع الهادئ بمنطقةالعجوزة، ويطلق عليه سالم سالم، هنا قررت الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز أن تقطن وذلك في بداية مشوارها الفني، فاختارت حى العجوزة، والمعروف لفترة طويلة وسابقة بأنه السكن المفضل لأهل الفن والرياضة والسياسة.

من يقطنون شارع سالم سالم بالعجوزة منذ سنوات طويلة، هم أكثر الشاهدين على قصة التعلق التي جمعت الفنان سمير غانم بدلال عبد العزيز، فكان حريصا على اصطحابها يوميا إلى المسرح، ومن حسن خلقه واحترامه لسمعتها قبل الارتباط بها، كان يرسل لها مع حارس العقار لإبلاغها بحضوره، لتنزل فيصحبها معه حيث العمل في المسرح.
حكاية السيارة سيات 137
كانت أول سيارة قد اشترتها الفنانة الراحلة دلال عبد العزيزعاشقة الشروق،كما كان يطلق عليها، سيات 137، حيث نصحها الفنان الراحل سمير غانم بشرائها، وكانت من السيارات الشهيرة في ذلك الحين، لاسيما أن سعرها كان مناسبا لفنانة في بداية مشوارها الفني.

وكان الفنان سمير غانم حريصا على متابعتها في المرحلة الأولى من تجربة قيادة السيارة، حيث روى في أحد اللقاءات الإعلامية أن الفنانة دلال عبد العزيز كانت تحتضن «دريكسيون السيارة» من شدة الخوف، وأنه كان يخاف عليها، لذلك نصحها بشراء سيارة «زيرو» والابتعاد عن السيارات المستعملة نظرا لمشاكلها العديدة.
آخر لقاء جمع بين سمير غانم ودلال عبد العزيز في العجوزة
كان الفنانالراحل سمير غانميلقب زوجته الفنانة دلال عبد العزيز بـ«الأسطورة»، وبخفة دمه التي لا تغيب عن أذهان محبيه كان يقول دائما: «خططت وتكتكت وخطفت قلبي».

لتنتهي قصتهما بالزواج وتترك «دلال» حي العجوزة، وتنتقل للعيش مع زوجها رفيق دربها الفنان سمير غانم في حي الدقي بالجيزة.
دلال عبد العزيز وحب الخير
يروى أهل الفن من أصدقائها ومحبيها مدى حرص الفنانة الكبيرة، على عمل الخير، فكانت حريصة على مشاركتهم في أحزانهم قبل أفراحهم، وتسأل على الزميل المريض، بل كانت حريصة على تخصيص خاتمة قرأن كصدقة جارية على المتوفي من أهل الوسط الفني.

هكذا كان طريق الفنانة دلال عبد العزيز في عمل الخير، لكن مرضها الشديد بسبب إصابتها بفيروس كورونا وما نتج عنه من مضاعفات أدى إلى تليف الرئة بالكامل واحتجازها داخل سرير بالعناية المركزة لمدة 90 يومًا، لم يمهلها توديع رفيق دربها الفنان الكبير سمير غانم، الذي وافته المنية قبلها بنحو 80 يومًا.

وروت هبة يسري، مخرجة مسلسل سابع جار، الذي شاركت فيه الراحلة، موقفا مرتبط بالفنانة دلال عبد العزيز، على صفحتها الشخصية عبر منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن خلال إحدى أيام التصوير بمصر الجديدة، أخبرتها أن هناك فتاة تشاهدها وتريد رؤيتها بعدما توفت والدتها، متابعة: «اتأثرت شوية بس كنا شغالين، ومدام دلال طلبت شوية وقت لغاية ما البنت تيجي».

وأضافت المخرجة، أنه بعد فترة جاءت فتاة بسيطة محجبة من مكان بعيد، على يدها رضيع لا يتجاوز عمر 3 أشهر، وعندما رأت الفنانة دلال عبد العزيز بكت بشدة وحاولت أن تلمسها لكنها لم تستطع، مستكملة: «ساعتها دلال خدتها في حضنها وفضلت تطبطب عليها والبنت تعتذر مكسوفة عشان ماتبقاش بتبشر بحاجة وحشة، ودلال تقولها عيطي ولا يهمك، وتدعيلها وقالتلها ما أنا كمان ماما».

وحرصت الفتاة أن ترى الفنانة دلال عبد العزيز ابنتها التي لا تستطع والدتها رؤيتها، ولم تتردد الراحلة لحظة عن فعل ذلك، مما جعل الفتاة تشكرها على استقبالها في مكان عملها، مضيفة: «البنت طلبت مني أصورهم وأنا فضلت اتفرج وأشوف البنت البسيطة اللي جاية من مشوار طويل نزلت فرحانة ومبسوطة بحاجة بسيطة جدا، دلال عبدالعزيز عملتها من غير ما تفكر ولا تتردد».