قال الدكتور ايهاب الشربينى مؤلف كتاب حكايات شوارع المنصورة، ان كفر البدماص كانت فى الماضى قرية قديمة منذ عهد البطالمة، أي أن عمرها حوالي 2300 سنة، وسميت Potamos وتعني النهر لأنها كانت زمان تقع على النهر مباشرة ولكن النهر ذهب بعيدا عنها فأصبحت على البحر الصغير، وأسماها الأقباط بدموس، وأول كنيسة أنشئت في المنصورة كانت كنيسة صغيرة في بدموس في عصر المسيح، وبعد الفتح العربي الإسلامي أصبح أسمها بدماس وكانت مشهورة كقرية هامة على طريق دمياط ولكن في العصر العثماني تدهور حالها وأصبحت مجرد كفر صغير وتغير اسمها إلى كفر البدماس ولكن المصريون استمرأوا الاسم ووجدوا فيه ميوعة فتحول مع الزمن إلى كفر البدماص.

وأضاف " الشربينى " في نهاية القرن التاسع عشر كانت القرية شبه جزيرة تقع على ضفاف البحر الصغير ومكانه اليوم شارع الجيش، وعلى ضفاف فرعه الذي اصبح شارع قناة السويس، وكان الوصول إليها إما بالمراكب أو الكباري ، فكان هناك كوبري الهويس أمام المحافظة وكان الأهالي يسمونه كوبري حموده نسبة إلى عمدة القرية، وهنا كوبري آخر أمام شارع المديرية اسمه كوبري كفر البدماص واسماه الأهالي الكوبري الأخضر، والبعض أسماه كوبري العجواني لأن بائع عجوة مشهور كان يقف عليه.

وتابع " عندما زار الخديوي عباس المنصورة في نهاية القرن التاسع، كان راكباً يخت يسير بالقرب من البحر الصغير، وخرج أهالي المنطقة ليستقبلوه، وكان عبد الله سمك عمدة كفر البدماص بالمنصورة يحمل حفيدته أمينة على كتفيه والتي ما أن شاهدت الخديوي عباس حلمي حتى صاحت بأعلى صوتها: شوق على شوق يا أفندينا ، فأوقف عباس اليخت وسأل الرجل عن اسمه، فقال اسمي عبد الله سمك، قال له الخديوي، أنت من النهارده، عبدالله بك سمك.
واضاف ..أما الطفلة أمينة فبسبب هذه الواقعة اشتهرت باسم أمينة هانم وكبرت وتزوجت من عمدة قرية كفر البدماص واصبح ابنها حمودة ابراهيم آخر عمدة لكفر البدماص قبل أن يتم ضمها لزمام مدينة المنصورة، وابنها الاخر المستشار بدوي حمودة اول رئيس للمحكمة الدستورية العليا وفي سنة 1932 تم ضم قرية كفر البدماص إلى المنصورة وأصبحت أحد أشهر أحيائها.