يواجه الآلاف في إثيوبيا، خاصة من مرضى السكر، خطر الموت، وسط مخاوف من نفاد الإمدادات الطبية في البلاد، وسط أزمة في الغذاء والوقود والأدوية بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
حسب صحيفة "جارديان" البريطانية، يطالب الأطباء في مستشفى تيجراي الرئيسي، الحكومة الإثيوبية بالسماح بنقل إمدادات الأنسولين جوا إلى المنطقة، محذرين من نفاد المخزون خلال أسبوع، وأن مرضى السكر "معرضين لخطر الموت".
وفي ميتشفى ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي الواقع شمال إثيوبيا، حيث يبلغ عدد السكان 7 ملايين نسمة، أكد الأطباء أنه ليس لديهم سوى 150 قارورة أنسولين، وأنه لا يوجد أدوية لمرضى السكري عن طريق الفم.
وحذر الاتحاد الدولي للسكري (IDF) من أن هذه الكمية تكفي لخدمة المرضى، لأقل من أسبوع، حسب الصحيفة البريطانية.
ويمثل التحذير الجديد، علامة أخرى على تدهور الأوضاع الصحية في إثيوبيا، بسبب الصراع المستمر في البلاد منذ 14 شهرا، وامتد من تيجراي إلى مناطق أخرى.
ويخشى العلماء من أن تؤثر أزمة الأنسولين على آلاف من مرضى السكري في إثيوبيا، وسط اتهامات لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد بفرض حصار على منطقة تيجراي، لحرمانها من الموارد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
ولم يتلقى الأطباء في تيجراي، أي أدوية لمرضى السكري من الحكومة منذ يوليو الماضي، ويستخدمون أدوية منتهية الصلاحية منذ سبتمبر، وفقا للصحيفة.
وأوضح الأطباء أن كارثة مرضى السكري في إثيوبيا، تكشف عن عن المرضى لا يمكنهم العيش بدون الأنسولين، كما نفذت المحاليل من المستشفيات ما أجبرهم على معالجة المرضى بالماء فقط.
وفي وقت سابق، حذر برنامج الغذاء العالمي من كارثة إنسانية تهدد إقليم تيجراي، على خلفية استمرار النزاع المسلح في البلاد.
وأشار إلى أن احتياطيات الأغذية المخصصة للأطفال والنساء الذين يعانون من المجاعة كانت قد استنفدت، ومن المتوقع أن يتم في الأسبوع القادم توزيع آخر احتياطيات الحبوب والبقول والزيت.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن "قلبه ينفطر حزنا على معاناة الشعب الإثيوبي"، منشدا الجانبين وقف القتال.
كما اعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن الحصار المفروض على إقليم تيجراي، يمنع وصول الأدوية وغيرها من اللوازم المنقذة للأرواح إليه ويسبب "جحيما" في المنطقة.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، "لم نشهد في أي مكان في العالم جحيما كالذي في تيجراي".
في المقابل، تتهم حكومة إثيوبيا قوات تيجراي، منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى الإقليم، دون تقديم أي دليلا على هذه المزاعم.
ومنذ مطلع يناير الجاري، قُتل 108 أشخاص على الأقل، في ضربات جوية شنتها القوات الإثيوبية على إقليم تيجراي.