الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبكت الجميع.. حكاية الطفلة شروق غرقت بمعدية القناطر ولم يعثر على جثمانها

الطفلة شروق
الطفلة شروق

لم تكن تعرف شروق ياسر، ابنة 14 ربيعا أنها تخطو خطواتها الأخيرة ليس وصولا للشاطئ الآخر، حيث الراحة بعد تعب يوم طويل وشاق من العمل والبحث عن لقمة العيش بل إلى مثواها الأخير  لتلقى حتفها غرقا.

كانت المعين الوحيد لأبيها، الأمن والقوة اللتان يستند عليهما حين يقسو عليه الزمان، وتشتد الحاجة لمن يشعره بالطمأنينة، خير سند لأمها وأشقائها الأربعة.

غرقت شروق ياسر هي و7 من رفقاء البحث عن لقمة العيش، حين سقطت سيارتهم من معدية المناشي في قلب النيل، وخرجت جثامينهم بعد الحادث مباشرة لكن ظل جثمان شروق يرفض العودة إلى السطح.

5 أيام من البحث

5 أيام من البحث المتواصل وحالة من التضامن الكبير مع أسرة شروق ودعوات الملايين لم تتوقف لحظات وكتب عن مأساتها كل من يعرفها ومن لا يعرفها، وفي التقرير التالي نستعرض لكم حكاية شروق ضحية معدية  المناشي، التي عثر على جثمانها بعد 5 أيام من البحث ليل نهار.

دخلت عمليات البحث عن الطفلة شروق آخر ضحايا معدية المناشي بمنشاة القناطر يومها الخامس حيث لم تعثر قوات الإنقاذ النهري على جثة الفتاة بعد استخراج كافة جثامين الضحايا البالغ عددهم 7 أطفال.

10 فرق إنقاذ

وتتمركز بمنطقة الحادث 10 فرق إنقاذ من محافظتي الجيزة والمنوفية وعدة محافظات أخرى بعدما تم طلب دعم من فرق الإنقاذ لتوسيع نطاق البحث، حيث لم يتم العثور عليها في منطقة سقوط السيارة الربع نقل من أعلى المعدية أو في مكان العثور على باقي الجثامين على بعد قرابة 3 كيلومترات بعدما جرفهم التيار. 

وكشفت مصادر أمنية، أن فرق الإنقاذ تستعين بالضفادع البشرية للغطس على عمق كبير من المياه تحسبا لتواجد الجثمان بالقاع رغم مرور أكثر من 3 أيام تستوجب أن يطفو على سطح المياه كما تم اللجوء لطريقة أخرى تستخدمها اللانشات والمراكب، حيث تم الاستعانة ب"خطاف" حديدي وتمريره في المياه لسحب أية شوائب عالقة قد تكون احتجزت الجثمان بينها.

العثور على جثامين

وأشارت المصادر إلى أن الجثامين التي تم استخراجها في اليوم الثاني للحادث عثر عليهم على بعد قرابة من ١ الى ٢ كيلو متر بعدما جرفهم تيار نهر النيل.

وأضافت المصادر، أن كميات "الهيش" على جانبي النيل قد تخفي الجثمان الأخير،حيث مشطت لانشات الانقاذ النهري ضفتي النيل من الجيزة للمنوفية والبالغ عرضها 80 متر تقريبا ولم يتم العثور على الجثمان الأخير حتى الآن.

وتتمركز على ضفة النيل قوات أمن الجيزة تحت قيادة اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة واللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر والعقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث قطاع شمال أكتوبر والمقدم إكرامي البطران رئيس مباحث منشاة القناطر لمتابعة عمليات البحث حتى انتهائها بالعثور على الجثمان.

وتجمع أهالي الفتاة المفقودة، أمام البر الآخر من فرع النيل، نطاق عزبة التفتيش التابعة لقرية طليا بمركز أشمون في محافظة المنوفية، التي ينتمي لها الضحايا؛ لمتابعة استخراج آخر جثث الضحايا، وهي لفتاة تدعى "شروق".

وأكد الأهالي أن الفتاة المفقودة في مياه النيل هي الابنة الكبرى لوالدها، وكانت تساعده على تربية شقيقاتها الـ4 الصغار في مواجهة أعباء الحياة.

انتشال 7 جثث

وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال 7 جثث من ضحايا الحادث، وهم (دعاء نبيل، وندى أحمد، وهاجر عبدالصمد، وزياد أحمد حسن، ومحمد صبري سالم، وزينب عبدالمؤمن، وسعيد سعد الطناني)، وتم دفنهم في مقابر أسرهم بالقرية.

ينتمي الضحايا إلى قرية عزبة التفتيش التابعة لقرية طليا بمركز أشمون في محافظة المنوفية، حيث كانت السيارة تقل نحو 23 من أبناء القرية خرجوا للعمل في مزرعة الدواجن.

وتلقت النيابة العامة مساء الاثنين الموافق العاشر من شهر يناير الجاري إخطارًا بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها أربعة وعشرون عاملًا ما بين أطفال وبالغين، إذ كانوا في طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها فصعد قائد السيارة معبرا غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة) ولم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه، وأسفر الحادث عن وفاة اثنيْن من مستقليها، وفَقْد ثمانية آخرين مازال البحث عنهم جاريًا، بينما انتُشِل أربعة عشر أحياء.

وألقي القبض على قائد السيارة وثلاثة من العاملين بالمعبر غير المرخص، وضبط مالكه، وكان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى موقع الحادث لمعاينته ومناظرة الجثامين، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهاداتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.

يذكر أن والدة شروق لم تغادر موقع الحادث منذ إعلان غرق ابنتها وتنتظر حتى يتم العثور على جثمانها لتدفن في مقابر الأسرة.