الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام : المعاصي حجاب غليظ يمنع إدراك لذة العبادة

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المعاصي حجاب غليظ يمنع إدراك حلاوة الإيمان ولذة العبادة.

راحة للنفس وسعادة للقلب

وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن حلاوة الإيمان ولذة العبادة راحةٌ للنفس وسعادةّ للقلب، ومفتاح للثبات على الطاعة وسر الصمود أمام الفتن، و الفوز بالآخرة يكون بترويض النفس لتألف الطاعات.

وأضاف أن  اللسان لا يصمت والجوارح لا تسكن، أشغل لسانك وجوارحك بالعظائم والخير حتى لا تنشغل بالصغائر والشر، منوهًا بأن لذة الدنيا قد تفوّت على العبد لذة الآخرة، وتزكية النفس وتطهيرها جالبة لحلاوة الإيمان.

الدنيا تقطع بالأقدام

وأوصى بتهذيب النفس والعمل للآخرة، لأن الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب،  مشيرًا إلى أن في النفوس ركونا إلى السهل والهينِّ، ونفوراً عن المكلِّف والشاق ، والحازم يرفع نفسه إلى معالي الأمور، ويروضها حتى تألف جلائل المطالب، وتطمح إلى أعالي الذرى، حتى إذا ما عرفت العزة نفرت من الذل، وإذا ذاقت لذة الروح استصغرت لذة الجسد .

اللسان لا يصمت

وأفاد بأن الفكر لا يحد، واللسان لا يصمت، والجوارح لا تسكن، فإن لم تُشْغل بالعظائم شُغِلت بالصغائر، وإن لم تستعمل في الخير انصرفت إلى الشر، فسبحان من أشهد بعض عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من رَوْحها، ونسيمها، وطيبها، ما استفرغ قواهم بطلبها، والمسابقة إليها .

واستشهد بما قال بعض السلف : إنه لتمر بي أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب، نعم – حفظكم الله – شتان بين من يُنْعِم بدنا ، ويُهْلِك قلبا ، ومن يُتْعِب بدنا ، ويُسْعِد قلبا : « حُفَّتْ الجنةُ بالمكاره ، وحُفَّتْ النار بالشهوات».

معنى حلاوة الإيمان 

وأشار في حلاوة الإيمان إلى أنه يقول الحافظ بن رجب رحمه الله : الإيمان له حلاوة ، وطعم يذاق بالقلوب كما تذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، والإيمان هو غذاء القلوب وقُوتُها ، كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقُوتها ، والجسد يجد حلاوة الطعام والشراب عند صحته ، فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه ، بل قد يستحلى ما يضره ، فكذلك القلب يجد حلاوة الإيمان إذا سلم من مرض الأهواء المضلة و الشهوات المحرمة ، وإذا مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان ، بل يستحلى ما فيه هلاكه من الأهواء والبدع ، والمعاصي ، والمنكرات . انتهى كلامه رحمه الله.

ونبه إلى أن معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات ، وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورضى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإيثار ذلك على عرض الدنيا، مؤكدًا أن حلاوة الإيمان ولذة العبادة هي راحة النفس ، وسعادة القلب ، وانشراح الصدر عند القيام بالمطلوبات الشرعية من كل ما يحبه الله ويرضاه ، من الأقوال ، والأفعال الظاهرة والباطنة .

وأفاد بأنها حلاوة تختلف من شخص إلى شخص ، ومن حال إلى حال ، ومن قوة وضعف ، وإقبال وإدبار ، فسبحان من فاوت بين الخلق في هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد ما بين المشرقين والمغربين ، مضيفًا: حلاوة الإيمان – عباد الله – مفتاح الثبات على طاعة الله ، ولذة العبادة سر الصمود أمام الفتن .