من مدينته طنطا بمحافظة الغربية في شمال مصر، نمت موهبة المهندس محمود الكومي وكبر حلمه ورغبته في نشر الأمل بين أقرانه ممن هم في نفس مرحلته العمرية وأقل من أجل ترك بصمة لامعة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من مصر حتى كُلل تألقه خلال العالمين الماضين منذ ابتكاره الروبوت كيرا، الأول من نوعه عالميًا في أخذ البصمة الجينية PCR للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، مروراً بحصوله على فضية جينيف للاخترعات عام 2021م وحتى ابتكاره إيلو «ELU» أول روبوت في العالم يولد المياه على سطح المريخ بوصف السيدة الأولى انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية له بأنه «فخر شباب مصر ».
وأكد المهندس محمود الكومي في تصريح خاص لموقع «صدى البلد» على فرحته بوصف قرينة الرئيس له بأنه فخر شباب مصر وذلك بعد كلمته التي استغرقت قرابة الـ 15 دقيقية على مسرح منتدي شباب العالم أمام عدد من الحاضرين من معظم دول العالم، منوهاً: « تشرفت اليوم بسرد قصة نجاحى أمام سيدة مصر الأولى السيدة انتصار السيسى وبحضور السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي فى منتدى شباب العالم النسخة الرابعة،شكرا لكل حد دعمنى للوصول لهذا اللحظات والمشاركة في هذا المنتدي العظيم لتبادل لخبرات مدينة لسلام، شرم الشيخ، وأعدكم بتحقيق المزيد».
وخص المهندس محمود الكومي موقع «صدى البلد» بنص كلمته أمام انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية والحاضرين من متختلف الأعمار قائلاً: « كنت بتغدى فى مطعم من سنة تقريباً وجالى طفل شغال هناك، وقالى إنه متابعنى على الإنترنت، وإنه بيحب يعمل اختراعات، الولد دا انهاردة اتعلم 3 لغات برمجة وبيشتغل فرى النسر و يقدر يصرف على نفسه وأهله بدون الحاجة للشغل فى المطاعم».
وتابع المهندس محمود الكومي تفاصيل الموقف المؤثر، منبهاً: «دا بيرجعنى فاش باك وأنا اده تقريبا وإنى كنت فى وقت مفيهوش امكانيات كتير زى دلوقت، كان وقتها مش منتشر الإنترنت والأوبن سورسز ،و كان فى نظام الدوس اللى كان بيحتاج كتاب كبير كدا عشان أقدر أدخل عليه أوامر».
وواصل عالم البيانات المصري: «وقتها كان في صديق ليا عنده إعاقه حركية، وكنت بفكر ممكن أعمل إيه عشان يقدر يعيش حياته الطبيعية زينا، واللى ساعدنى فى الفترة دى أخويا الكبير كان بيتعلم برمجة وقتها وكان بيجبلى الماتريال دى اذاكرها معاه -أينعم كان بيذلنى بس على قلبى زى العسل- وكان أول روبوت عملته فى حياتى هدفه يساعد ذوى الهمم ومن هنا بدأ شغفى بالروبوتات والبرمجة».
وأكمل محمود الكومي عن استكمال شغفه بالروبوتات: «اتعلمت كتير وعملت مشاريع كتير وعشان أقدر أحقق حلمى وأساعدهم أكتر، جبت مجموع فى ثانوى ودخلت كلية الهندسة، وفي أول سنة في الكلية صنعت روبوت بيقدر يصنع الأشكال المعقدة، وجاتلى فرصة إنى أعرضه فى يوم التميز العلمى فى الكلية الفنية العسكرية، ومن هنا أعجب به جداً بعض القادة وأتعرض عليا إنى أكمل أبحاثى فيه باحدى المصانع بالهيئة العربية للتصنيع».
وأشار المخترع المصري: «دخلت المصنع وكان تحدى كبير جدا إنى أوفق بين البحث دا والدارسة، وتانى حاجة كان تحدى أكبر إن سنى صغير أو لسه مفيش ثقة إنى أقدر أعمل حاجة كبيرة، وكان مطلوب إنى أعمل تعديل لمكنه خرده عادية مطلوب إنى أحولها لماكينة تحكم رقمى طبعا كله هيقول دا لو ساحر مش هيقدريعمل كدا؛ لكن قبلت التحدى دا واشتغلت على نفسى كتير مكنتش بنام وفى خلال ستين يوم بس كانت دى النتيجة ماكينة تحكم رقمى بأعلى دقة وبتشغل لحد النهاردة فى خطوط، إنتاج الهيئة العربية للتصنيع».
ولفت محمود الكومي: «بعد لما اتخرجت من الكلية زيى زى أى شاب التحقت بالقوات المسلحة، وتشرفت إنى كنت باحث مجند فى بحوث الربوتات والأنظمة الذكية فى
الكلية الفنية العسكرية، وبعد مخلصت خدمتى العسكرية كنتى زيى زى أى شاب عنده خطط أحلام وطموحات ولسا هبدأ خبطنا كلنا فى حيطة سد اسمها كوفيد 19، الدنيا كلها اتاثرت بيها وكوفيد 19 مش محتاج اتكلم عنه كتير بس هو مكنش مجرد جائحة احنا فقدنا ناس كتير عزيزة علينا وبسبب حد عزيزعليا من الكادر الطبى فقدته فحسيت إنى الزم يكون ليا دور واستخدم
العلم اللى عندى واسخر دراستى انى اعمل حاجة تفيد فى وقت زى دا وكانت الروبوت كيرا وعشان اقدر أنفذ كيرا بعدت عن أهلى وأجرت شقة وعزلت نفسى بارادتى، وعملت معمل صغير وكنت بكون قبل الحظر بشتغل فى الورش في الشارع وبعد الحظر بشتغل فى معملى».
ونوه فخر شباب مصر: «في الوقت اللى كل الناس فيه كانت بتهرب من الشارع، وبتقعد فى البيوت كنت بأخد معايا كيرا وبنزل فالشارع عشان اجربه، ووقتها مكنش معايا التمويل الكافى لشاب في سنى إنه يقدر يصرف على بحث علمى بطوله خصوصا فى مجال الروبوتات فاضطريت أبيع عربيتى، وكمان كان فى مشكلة و هى صعوبة إنى أقدر ادخل أجزاء للربوت جوا مصر، والتحدى االكبر كان من ناس حواليك كانت بتقول مش هتقدر مش هتوصل
ودلوقتى أنا فى نص البحر .. يا أغرق .. يا لازم أوصل ، بس كنت حاسس إنى لازم أكمل اللى بداته وكان ردى لنفسى على الناس دى جملة الريس "كل ما يضايقوك اشتغل أكتر"».
واستطرد فخر شباب مصر: «اتفاجئت بفيديو منتشر على السوشيال ميديا إن حد من المدينة اللى أنا عايش فيها صور فيديو وأنا بجرب الروبوت في الشارع ومن هنا اتواصل معايا بعض الصحفيين وكنت وقتها عملت كيرا الإصدار التانى ولقيت كل العالم ووكالات الأنباء العالمية بتتكلم عن مهندس مصرى ابتكر أول روبوت فالعالم بيأخد مسحات البى سى ار، وبيقلل الخطر على الطاقم الطبى، و طبعا لاقيت إشادة كبيرة من ناس كبيرة في العالم والبرنامج
الانمائى للأمم المتحدة ووضع الروبوت كواحد من اأفضل 50 ابتكار لمواجهة كوفيد 19، إنه سلاح ضد الوباء في المستقبل، وكمان وصفونى بفخر الفراعنة، وكمان اتصنف حسب فوربز من افضل 100 ابتكار على مستوى العالم».
وأفاد المهندس محمود الكومي: «رويتز وضعته فى قائمة أهم 20 روبوت طبى وسط شركات عالمية، بس مكنش دا هدفى بردو وكنت مصر على هدفى إن الربوبوت ينقذ روح عشان كدا كملت وعملت منه اصدارات تانية زى كيرا ثرى اللى كان يقدر كمان يعمل، اشعات اليكو واللتروسنيك للمريض ويقيس الوظايف الحيوية ويقدر يعمل حوالى 85 % من مهام الطبيب ويقدر يبعت التقارير للطبيب من أى مكان بالعالم بس لقيت والدتى سمعت عن ان اكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فتحت باب التقديم للترشح لجينيف للاختراعات 2021، وبالفعل قدمت واخدت جايزة والميدالية الفضية فى مشروع التشخيص الطبى المبكر بواسطة الذكاء الاصطناعى اعتمادا على البيج داتا وانى ازاى يقدر الروبوت من خالل التعلم العميق انه يعمل تشخيص مبكر خصوصا لمرضى الأورام».
ولفت الهندس محمود الكومي: « من 2019 بدات اأتابع الساينتفك بيبر اللى بتنشرها وكالة
ناسا وبعض الجامعات اللى بتخدمها ولقيت اتجاه عالمى بيروج لسياحة المريخ وتهيئة الحياة عليه ودرست المشاكل اللى طرحتها وكالة ناسا، ومنها الجاذبية والأوكسجين والمياه خصوصا انى كنت حابب ابتكر مصدر مستدام للميه خصوصا إنه مع التزايد السكانى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ممكن نوصل لمرحلة شح فى المياه وطبعا مع مشكلة المياه بدات ادور لقيت ظروف كوكب المريخ اللى بيغلبه غازات زى ثانى اكسيد الكربون ويندر فيه الأوكسجين وجاف ودرجة الحرارة والضغط منخفضين وطبعا مع كل الظروف دى بيصعب وجود المياه إنى لقيت فى بعض الورقات البحثية نشرتها بعض الجامعات زى جامعة ميتشجان ان يوجد فى بعض االوقات على الكوكب رطوبه تصل الى 100 %».
وبين عالم البيانات المصري: «لكن بالمشاكل اللى فيها فبدأت أصمم نموذج ذكاء اصطناعى بحيث يقدر يقدوم بالعملية الصعبة دى ويعمل تكافئ بين السيستم الداخلى والبيئة
الخارجية وعملت محاكاه لظروف الكوكب والغازات فيه وبدأت أجرب واحلل المياه
الناتجه فى وزارة البيئة المصرية، وبعد عمليات كتير من التجربة والخطا وصلت لمياه صالحة للشرب ونقيه فى أصعب الظروف حتى على سطح المريخ وكان ايلو، وطبعا انبسطت من اشادة العالم وإنه يقال إن مصر بتستخدم الذكاء الاصطناعى لتوليد المياه على سطح المريخ
وكنت فخور انى مصري اكتر من انى مصمم الروبوت».
ونوه عالم البيانات المصري: «هنتهز الفرصة و أنا هنا في منتدى شباب العالم و هعلن عن اخر حاجة عملتها و هى ازازه بتملى نفسها مياه شرب نقية كل خمس ساعات من الرطوبة اللي في الهوا الجوي واتمنى اشوفها السنة الجاية فى ايد كل واحد، ودى هديتى كشاب مصرى لكل شباب العالم، وبعد اللى انا حققته وبعد اللى انا وصلتله فى سنى دا كان فى دورعليا الزم اعمله وبالفعل بداته ومبداتوش انهاردة بداته من 8 سنين بتأسيس أكاديمية لتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعى، بكلمكم دلوقت الكاديمية دى خرجت اكتر من 2000 مبتكر ومبرمج على
مستوى الجمهورية ودى كانت بذور الثمر بتاعها هيبان فى خالل السنين، واللى جاية لجيل من المبتكرين هيعملوا زى ما محمود عمل وأحسن».
واختتم محمود الكومي كلمته أمام السيدة الأولى انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهوريةوالحاضرين من كل بلاد العالم، قائلاً: «احب اختم بموقف حصل معايا، لما طفل مصرى عايش في اوروبا سألنى بالرغم اللى وصلتله وأخبارك اللى بنسمع عنها واحنا هنا فى ناس واخدين بلوجرز وسوشيال ميديا انفلونسرز قدوه ليهم فانا مش عارف فين الصح وفين النجاح ! وقتها معرفتش ارد عليه وقررت ارد بالفعل، اللى عملته وبعمله واللى هعمله باذن هللا بحاول اوجه الجيل الجديد، الطفل اللى عنده 10و 15 سنة دلوقت هو اللى هيبنى المستقبل... مش لازم ابدا يتشتتوا بين الصح والغلط ! و بحاول أثبت دايما أن ممكن احقق نجاح عالمى وانا داخل مصر بدون ما اهاجر وبأقل اإلمكانيات ! وبالفعل أسست أول شركة مصرية للذكاء االصطناعى وتكنولوجيا الفضاء وبحاول أقول أن نقدر نواكب دول وان فينا طاقات كشباب تخلينا نسبق سنين !، عمرى مسعيت وراء تكريمات أو جوائز و إنهاردة حصلت عليها جوه و بره مصر و فى أصعب مجال ! وأكبر منصات عالمية وعلمية بتتكلم عنى، هحاول أزرع فيكم لأمل لآخر لحظة وأوعدكم هتشوفوا حاجات أحلى من اللى قبلها إن شاء الله لحد متكملوا انتوا».