تبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية يائير لابيد، الانتقادات اللاذعة- مساء أمس- بشأن أعمال التجريف التي تسميها إسرائيل برنامج غرس الأشجار في النقب، حيث وقعت اشتباكات بين متظاهرين من البدو والشرطة صباح الثلاثاء.
ويرى أهل النقب برنامج غرس الأشجار أنه تمهيد للاستيلاء على أرضهم، وهددت القائمة العربية الموحدة، الشريك العربي في الحكومة الحالية والتي يتمركز دعمها في المجتمعات العربية بالنقب، بمقاطعة الحكومة الائتلافية بسبب البرنامج المثير للجدل.
وكان أعضاء من حزب الليكود المُعارض بزعامة نتنياهو شاركوا صباحًا في مراسم الزرع في النقب وسط احتجاجات من النواب العرب في الكنيست سواء كانوا في الحكومة أو المعارضين.
ونسبت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى نتنياهو قوله "لن يوقف أحد غرس الأشجار في أرض إسرائيل"، فيما رد وزير الخارجية يائير لابيد، الشريك الأساسي لرئيس الحكومة الحالية نفتالي بينيت، على نتنياهو موجهًا النقد له فقال "12 عامًا من التخلي عن النقب وإهمال مشكلة البدو" خلال فترة رئاستك للحكومة .
وقال لابيد إنه يدعم وقف برنامج غرس الأشجار، مضيفا "مثلما أوقفت حكومة نتنياهو البرنامج في عام 2020، من الممكن التوقف الآن من أجل إعادة التنظيم .. يحتاج الجميع إلى تهدئة المنطقة بدلاً من تأجيج النيران".
ويواجه الائتلاف الحاكم في إسرائيل، برئاسة نفتالي بينيت، تهديدًا جديدًا، بعد أن حذر رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، من أنه لا يُمكن للحكومة الاعتماد على أصوات تكتله، إذا استمرت أعمال التجريف في النقب والتي أثارت غضب الجمهور العربي في إسرائيل تجاه القائمة الموحدة كونها شريكة في الحكومة الحالية.
وقال عباس "لا يمكنني الاستمرار في العيش مع هذا.. لقد قبلت الأشياء التي ربما بدت أسوأ .. لكن عندما يطلقون النار مباشرة على صدرك، لا يمكنك البقاء على قيد الحياة.. النقب هو القائمة الموحدة.. أطالب بوقف التجريف.. لن نصوت مع الحكومة الائتلافية حتى يتم حل هذا الأمر ".
وبدون أصوات القائمة الموحدة، سيخسر الائتلاف أغلبيته لعرقلة تشريعات تصر المعارضة على طرحها. وقد ينتهي الأمر بإقرار مشاريع قوانين للمعارضة ضد رغبة الحكومة الائتلافية الحالية.
والحكومة الائتلافية الحالية مُكونة من ثمانية أحزاب لم يجمعها سوى الاطاحة برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وإبعاده عن الحكم الذي استفرد به 12 عامًا متواصلة. ويشار إلى أن هذه هي أول حكومة في تاريخ إسرائيل تضم طرفا عربيا وهو القائمة العربية الموحدة الذراع السياسية للحركة الاسلامية الجنوبية في إسرائيل.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، 20 مواطنا من قرية الأطرش بالنقب، بينهم 3 نساء وطفل عمره 10 سنوات، خلال تصديهم لأعمال تجريف في قرية الأطرش مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب الجنوبية.
وقال الأهالي إن الشرطة اقتحمت القرية وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، ونفذت حملة الاعتقالات في محاولة لردعهم عن التصدي لتجريف أراضيهم تمهيدا للاستيلاء عليها.
وقال الشيخ كمال الخطيب القيادي الإسلامي داخل الخط الأخضر في تصريح صحفي "ما يجري بالنقب ليس اعتداء على الأرض فقط وإنما اعتداء على العرض عبر اعتقال النساء والفتيات بطريقة همجية ووقحة.. صمود وثبات أهلنا في النقب هو من سيفشل مشروع المؤسسة الإسرائيلية، أهلنا في النقب كانوا دائمًا رقمًا صعبًا وسيبقون كذلك".