نظمت الأمانة العامة لـ جامعة الدول العربية اليوم احتفالية بمناسبة اليوم العربي لـ محو الأمية 2022 تحت شعار "محو الأمية.. بناء للإنسان وتنمية للأوطان" بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية بصفتها الدولة صاحبة مبادرة اطلاق العقد العربي لمحو الأمية والرئاسة الحالية للعقد العربي لمحو الامية وتعليم الكبار.
وشارك في الاحتفالية وفود من مصر واليمن وسلطنة عمان والاردن والامارات وليبيا، الى جانب الاستماع الى كلمات مسجلة (عن بعد) من وفود السعودية والبحرين وفلسطين وموريتانيا.
وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "، أن العالم العربي يحتفل في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الامية، والذي يأتي فرصة للتذكير بهذا التحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية، ويسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الأمية والدعوة الى بذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر كافة الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وابتكار أساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للامية.
وأوضحت الأمانة العامة فى كلمتها التى ألقتها الدكتورة دعاء خليفة مدير إدارة التعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية، أن جامعة الدول العربية تسعي الى بذل مزيد من الجهود لحشد الطاقات فى مجال محو الامية لاسيما ان مشكلة الامية فى الوطن العربي تعوق مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ، مؤكدة ان النزاعات المسلحة واللجوء والنزوح فى بعض الدول العربية ادى الى التأثير المباشر على نسب التحاق الاطفال بالتعليم النظامى وزيادة الفجوة بين الجنسين.
دمج التكنولوجيا بالنظام التعليمي
وأشارت إلى ان جامعة الدول العربية تري أن دمج التكنولوجيا بالنظام التعليمي يوفر للمتعلمين المعارف المختلفة ويؤصل التعليم الذاتي، حيث اتضحت أهمية دمج التكنولوجيا بالنظام التعليمي خلال جائحة كورونا حيث كان لتعليم الكبار نصيب من الاثار السلبية التى طالت التعليم ، وقالت انه اصبح لزاما على الدول العربية ان تجد حلولا بديلة تضمن معها استمرارية تعليم الكبار فى ظل الجائحة .
وأشادت جامعة الدول العربية بما حققته بعض الدول العربية فى مجال محو الامية وتعليم الكبار حيث فازت تجربة جامعة عين شمس المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار فى مصر بجائزة ( كونفشيوس لمحو الامية لعام2021) التى تمنحها منظمة اليونيسكو لافضل التجارب الرائدة على مستوي العالم.
كما أشادت الجامعة العربية بفوز ثلاث دول عربية ( السعودية ، مصر ، قطر ) بالانضمام لمدن التعلم التابعة لمعهد التعلم مدى الحياة بهامبورج التابع لليونسكو.
من جانبه أكد الدكتور عاشور عمري رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار ( مصر ) رئيس الدورة الحالية للعقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار فى كلمته ان الاوضاع السياسية فى المنطقة العربية فرضت تداعيات خطيرة وغير مسبوقة على قطاع التعليم بصفة عامة ومحو الامية وتعليم الكبار بصفة خاصة ، حيث تغيرت المعالم والملامح بسبب الحروب والنزاعات المسلحة والثورات المتتالية فى عدد من الدول العربية خاصة فى سورية والعراق واليمن وليبيا، فضلا عن المخاطر التى تحاك بباقى الدول العربية مما يهدد الامن القومى ثم جاءت جائحة كورونا ليزداد الأمر سوءا .
وأضاف عمري أنه رغم جهود الدول العربية فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار الا ان اعداد ونسب الامية مازالت غير مرضية ، كما انها تزداد تفاقما بسبب حالات الطوارئ الناجمة عن الحروب والنزاعات المسلحة فى بعض الدول العربية ، حيث تبلغ نسبة المية الان مايقرب من 21% والتى قد تزداد مستقبلا بسبب عدم الاستقرار السياسي فى بعض الدول ، ممايؤثر على نسب الالتحاق للاطفال بالتعليم النظامي ، وزيادة الفجوة بين الجنسين ، وزيادة معدلات تهميش المرأة ،وهو الامر الذي يستدعي توحيد الجهود بهدف القضاء على الامية وسد منابعها فى الوطن العربي.
وشهد الاحتفال هذا العام تقديم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عرضا مرئيا يتضمن إبراز أهم الجهود التي بذلتها بالتعاون مع الجهات الشريكة منذ بداية إطلاق العقد العربي لمحو الامية.
كما تم إطلاق صفحة العقد العربي لمحو الامية وتعليم الكبار على شبكة الانترنت الذي جاء نتيجة تعاون جامعة الدول العربية مع مؤسسة طلال أبو غزالة التي تكفلت بكافة تكاليف هذا الموقع وتقديم الدعم الفني الخاص بتشغيله، ولم تجد جامعة الدول العربية أفضل من هذه المناسبة لإطلاق هذا الموقع الذي يهدف الى إبراز جهود الدول العربية والمنظمات العربية والجهات الشريكة وتبادل الخبرات في مجال محو الامية وتعليم الكبار.
كما تضمنت الاحتفالية عقد جلسة حوارية بمشاركة أساتذة الجامعات والخبراء المتخصصين في مجال تعليم الكبار حول شعار الاحتفالية (محو الامية حق للإنسان وتنمية للأوطان).