انطلقت صباح اليوم فعاليات اليوم الأول من النسخة الرابعة لــ منتدي شباب العالم المقام في شرم الشيخ من فترة 10 إلى 13 يناير الجاري بحضور ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من ضيوف مصر من مختلف دول العالم.
بدأت الجلسة الافتتاحية بدخول الرئيس السيسي، إلى القاعة الرئيسية، وشهد فيديو تقديمي من المنتدى في نسخته الرابعة، وكلمات للمتحدثين وهم، سارة بدر، عضو من مصر، وإيزاك بوما، من غانا، ورحاب عياش، من تونس، ثم شاهد فيلم الافتتاح، بالإضافة إلى بعض الفقرات التاريخية والفنية، وعرض أغنية "بحلم بمكان"، وفيديو عن مستقبل العالم بعد جائحة كورونا والتي استمرت عامين ونصف.
الجلسة العامة الرئيسية في أول أيام منتدى شباب العالم، تناقش "جائحة كورونا: إنذار للإنسانية وأمل جديد"، لاسيما أن الوباء أحدث تغييرا جذريا في طريقة عيش الناس وتفاعلهم الاجتماعي، وبما أن مرحلة "ما بعد الجائحة" صارت تثير فضولا عارما لدينا، حرص منتدي الشباب في نسخته الرابعة عن الحديث عن الحياة ما بعد الكورونا.
وخلال مناقشة المنتدى لـ جائحة كورونا وتأثيرها على حياة المواطنين، لم يغفل المنتدى عرض تأثير الجائحة على الدول الإفريقية والصراعات التي من الممكن أن تقع بين الدول أم سيكون هناك تكاتف في مواجهة هذا الوباء.
تحديات كورونا في أفريقيا
و قال الدكتور نبيل نجم الدين، خبير العلاقات الدولية: رغم أن الأرقام المتوفرة لانتشار فيروس كورونا في القارة الأفريقية ليست بالدقة ولا بالحجم المتوفر كما هو الحال في أوروبا وأمريكا الشمالية، إلا أن الإشكاليات الأمنية والإنسانية التي تعاني منها القارة تمثل مخاطر كبيرة لانتشار الفيروس في ظل الضبابية التي تخيم على الموقف.
وتابع نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد"، من أهم عوامل الخوف من ما يجري في إفريقيا، هي هشاشة الأنظمة الصحية في أغلب دول القارة الإفريقية، حيث تواجه إفريقيا قبل كورونا تحديات صحية كبيرة منها الكوليرا والحمى الصفراء و الإيبولا والإيدز، لذلك جائحة كورونا في القارة الإفريقية جاءت في توقيت ليس في صالح القارة.
وأكمل: "لأن عام 2019 كان عاما كارثيا في القارة بأكملها في ظل تعرض تعرض القارة لكوارث طبيعية، فـ زامبيا وزمبابوي يواجهان أسوأ موجة جفاف منذ عام 1980، كما أن الأعاصير المدارية تضرب موزمبيق وأسراب الجراد تغزو المحاصيل في شرق إفريقيا، الأمر الذي يهدد لا يقل عن 50 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.
تدهور الأوضاع الاقتصادية
وأضاف أن اللجنة الاقتصادية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والخاصة بإفريقيا، قالت أن القارة الإفريقية تحتاج إلى حوالي 10.5 مليار دولار للإنفاق على البرامج الصحية في القارة، بالرغم من أن عدد سكان القارة يعادلون 16% من سكان العالم فإن سكانها لا يتمتعون إلا بـ 1% من الإنفاق العالمي للبرامج الصحية.
وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن هناك كثير من التحديات الاقتصادية السلبية لكورونا على القارة الاقتصادية، منها انخفاض معدلات النمو الاقتصادي لأنه منذ ظهور الفيروس وتحي نهاية عام 2020 خسرت الدول الإفريقية ما يقدر بـ 35 مليار دولار من الناتج المحلي لدول القارة أجمعين.
وتابع: " تنبأت اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة أن الفيروسات التاجية ستؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للقارة بـ 2.5 تريليون دولار بسبب تعطل الأعمال في جميع أنحاء العالم والقارة بأكملها، وتوقعت اللجنة بانخفاض النمو الاقتصادي من 3.2 إلى 1.8 في نهاية 2020 مع احتمال تفاقم الوضع وتزايد التراجع في 2022، لذلك ستحتاج القارة الإفريقية إلى أكثر من 100 مليار دولار على الأقل لمواجهة انتشار الفيروس.
وأضاف نجم الدين، أن تقديرات الاتحاد الإفريقي تشير إلى أن التداعيات الاقتصادية على القارة ستصل إلى خسارة 20 مليون وظيفة و300 مليار دولار من الخسائر التجارية الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
الصراعات والحروب
وأشار إلى أنه في ظل هذه الصورة السلبية التي ترسم جزء من تداعيات الكارثة على القارة الإفريقية، نستطيع أن نتوقع أن فرص إندلاع الصراعات البينية وزيادة الإرهاب في عام 2022 ستكون كبيرة، لافتا إلى أن التوقعات تشير إلي إغلاق مؤسسات الأعمال وتراجع التجارة الداخلية والخارجية وانخفاض معدلات النمو وتراجع القدرات الصحية في دول القارة، وكل هذه الأمور ستؤدي إلي أن إندلاع بؤر توترات واحتراب مجتمعي عسكري في أكثر من دولة، لأن القدرة على السيطرة على الجائحة تسير بالتوازي على عدم السيطرة على المجتمعات.
وأضاف أن هناك مسارين لإنقاذ القارة الإفريقية، الأول أن تتدخل المنظمات الإقليمية والدولية كمنظمات الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وغيرهما من المنظمات الدولية لدعم الدول والاقتصاديات الإفريقية، والمسار الثاني هو توقع اندلاع حروب بينية وصراعات مسلحة في القارة خلال العام الحالي 2022.
منتدى شباب العالم
يذكر أن منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد انطلق عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و 2018 و 2019، حيث تم استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جميع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم بدء وصول الوفود المشاركة بالنسخة الرابعة للمنتدى الجمعة بمدينة السلام شرم الشيخ، حيث يمثل الشباب المشاركون الجنسيات المختلفة من 196 دولة من جميع قارات العالم، وتنطلق الفعاليات بحضور ورعاية الرئيس السيسي في الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022.
وأعلنت إدارة المنتدى عن مجموعة من المعايير لاختيار الشخصيات المؤثرة والشباب الواعد من جميع أنحاء العالم، والتي تتضمن اختيار القيادات الشابة ممن يتمتعون بالخبرات الشخصية والمهنية والتعليمية التي تتعلق بالموضوعات التى يناقشها المنتدى، وكذلك الشباب من أصحاب الطموح والشغف الحقيقى لحل المشكلات العالمية وابتكار المبادرات لغد أفضل.
وأوضحت أنه تم تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات التي تسمح للشباب بالمشاركة فى الفعاليات كعضو فريق، أو مشارك بنموذج المحاكاة، أو يشارك بورشة عمل، وغيرها الكثير اعتمادا على موضوع الحدث، وتخصيص فريق لفحص طلبات المشاركة، ويشمل ذلك مراجعة بعض المستندات مثل السيرة الذاتية، أو أسباب الرغبة فى الحضور، أو الفيديوهات والأوراق البحثية التى يقدمها الراغبون فى القيام بدور المتحدثين.
وأكدت الحرص على إتاحة الفرصة أمام الشباب من مختلف دول العالم بما يضمن التمثيل العادل، ليشمل مختلف الجنسيات والتخصصات العلمية، فضلا عن إعطاء الفرصة المتساوية للشباب من الجنسين، بالإضافة إلى دعوة الشباب من ذوى القدرات الخاصة، وكذلك المتفوقين علميا وأصحاب التجارب الإنسانية الملهمة.
وكانت إدارة المنتدى قد تلقت أكثر من 500 ألف طلب تسجيل من شباب العالم للحضور والمشاركة في المنتدى من مختلف القارات بالترتيب الآتى؛ أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية.
وتتجه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء اليوم الإثنين لمتابعة إطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذي يعقد خلال الفترة "10 - 13" يناير الجارى بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويعود المنتدى هذا العام عقب تأجيل نسخة العام الماضى بسبب جائحة كورونا؛ لفتح آفاق الحوار مجددا بين شباب مصر والعالم، فضلا عن طرح أصحاب الحلم والإرادة رؤيتهم لتحقيق التنمية على كافة المستويات.