EN 
شهدت العديد من القرى والمدن المصرية مؤخرا اكتشافات أثرية عن طريق الصدفة، سواء تحت المنازل أو في الأراضي الزراعية، وهو ما يطرح تساؤلا مستمرا عن سبب معرفة المواطنين بأماكن الآثار دون دراسة خاصة أن بعضها يتم العثور عليه بعد رحلة تنقيب فردية.
وأوضح د. حسان عامر أستاذ الللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة ومدير حفائر بعثة جامعة برشلونة في المنيا، أن العثور على الآثار أمر طبيعي خاصة أن الأماكن السكنية في دلتا النيل هي نفسها التي عاش فيها المصريون القدماء على مر العصور.
وأضاف "عامر" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": "تعتبر جميع مناطق مصر بدءا من أسوان حتى البحر الأبيض المتوسط، مناطق اثرية بالإضافة إلى الموجود على جانبي الوادي، وأي مدينة موجودة على تل من التلال القديمة يعد تل أثري وكل المدن والقرى الموجودة على مناطق مرتفعة في الغالب هي مناطق أثرية".
وأشار إلى أن العثور على آثار أسفل المنزل عن طريق الحفر لأساسات المنزل يتم اكتشافه بالصدفة أسفل المنزل وعادة أغلب القرى أو المدن المصرية مبنية على مدن أثرية وعند الحفر يجد قطعة ما وقد يستكمل الحفر للعثور على كم أكبر بالمنطقة نفسها.
اكتشافات البهنسا
وعن البناء في منطقة البهنسا الغنية بالآثار في محافظة المنيا والتي كانت محل اكتشافات البعثة في وقت سابق، قال “عامر” إنها مدينة أثرية قديمة وقد بُنيت المنازل على البهنسا القديمة التي كان لها شعار سمكة القنومة الموجودة في بحر يوسف.
وأوضح أنه يتم بناء المنازل بالمنطقة وفقا لضوابط أولها الحصول على إذن حفر، لكن من المحتمل عثور المواطن على آثار بها في باطن الأرض، لافتا إلى أن هذه تعد مشكلة كبيرة جدا وهي بناء المباني الحديثة في المدن القديمة والقرى لأن تاريخ الأرض أثري بخلاف المدن الجديدة مثل التي لا يوجد بها آثار.
وعن البحث في منطقة ما عن الآثار، فإن ذلك يكون وفقا لضوابط، ويوضح عامر لـ "صدى البلد": "أي منطقة يكون بها دلائل أو شواهد أثرية توجهنا للعمل في المنطقة مثل كسر الفخار أو كسر أحجار جيرية، ولا بد أن يكون هناك شواهد أثرية مثل وجود تل أثري أو بقايا طوب لين، ويتضح قيمته في فصل الشتاء حين يكون مبتلا بندى الصباح ويظهر اختلافه مع ما يحيط به من أرض".
