المشاركون في الجلسة الرئيسية لـ"شباب العالم":
رئيس مالطا: نقاشات منتدى شباب العالم تساهم في تبادل الأفكار على المستويات الدولية
رئيس زامبيا: نقدر الفرصة التي يقدمها منتدى شباب العالم للتعرف على إبداعات الشباب
تنزانيا تدعو لبذل جهود مشتركة بين المؤسسات الإقليمية والدولية للتغلب على التحديات
وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الشباب: مصر قلب العروبة ووطني الثاني
ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: منتدى شباب العالم فرصة ذهبية استثنائية لحوار تفاعلي واحد
السفير الأمريكي: العمل مع الحكومة المصرية لمواجهة توابع كورونا عكس تعاونا وثيقا واستراتيجيا
انطلقت اليوم فعاليات الجلسة الافتتاحية للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وذلك تحت شعار "العودة معًا"، بمشاركة الشباب من 196 دولة بمختلف قارات العالم، في مدينة "السلام" شرم الشيخ.
البداية كانت بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحرمه، لافتتاح النسخة الرابعة من المنتدى وتستمر فعالياته حتى 13 يناير الجاري.
المتحدثون
بدأت الجلسة الافتتاحية بتقديم من سارة بدر، المتحدثة باسم منتدى شباب العالم، والتي رحّبت بضيوف المنتدى اليوم وسط أجواء من البهجة، حيث لبى شباب العالم دعوة شباب مصر للتعبير عن آرائهم والخروج بمبادرات ومقترحات في حضور نخبة من رؤساء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، لكي ترسل مصر من خلاله رسالة سلام وأمان وازدهار للعالم أجمع.
ورحب أحد روبوتات المنتدى بـ الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء العالم الذين شاركوا في الحضور كذلك الشباب الحاضر من مُختلف القارات، كما أعرب الروبوت عن السعادة بالتواجد طوال أيام المنتدى.
مشاركة دولية عبر الفيديو كونفرانس
استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة "أنطونيو غوتيريش"، الأمين العام للأمم المتحدة عبر الفيديو كونفرانس، والتي حث فيها الشباب على تجديد الأفكار والوصول إلى حلول لبناء مستقبل العالم، كما حث قادة العالم على ضرورة الاستماع لهم.
وتابع "غوتيريش" عبر الفيديو كونفرانس، بأن الأزمة أثّرت على الشباب كثيرًا على الجانب النفسي، وفي الوقت ذاته كانوا قادرين على مؤازرة بعضهم البعض في إعادة البناء والخروج من هذه الجائحة أقوياء إلى ضرورة بناء مستقبل أفضل بدءًا من اليوم بفضل الشباب المتواجد المشارك في هذه النسخة من المنتدى، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الشباب لديه ما لا ينضب من الأفكار والحلول المبتكرة.
فيما أكد "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، مدير منظمة الصحة العالمية، على أن المنظمة لا تدخر جهدًا لدعم الشباب الذي يجب أن يكونوا جزء لا يتجزأ من المنظومة العالمية، وتابع حديثه معربًا عن أمله في أن يكون عام ٢٠٢٢ عامًا تشهد فيه الجائحة نهايتها.
واستهل "ديفيد مالباس"، رئيس مجموعة البنك الدولي، كلمته الافتراضية بتوجيه الشكر للقائمين على المنتدى، مؤكدًا على أن العالم لديه قدر هائل من التحديات التي يلعب الشباب دور هام في التعامل معها، وبخاصة ما يتعلق بالقضاء على الفقر وتعزيز التنمية، مشيرًا إلى أن الجائحة أثرت بالسلب على فرص العمل والشمول الاجتماعي والتعليم، وأضاف بأن العالم تكبّد خسارة قدرها سبعين مليون تريليون دولار من إجمالي الناتج المحلي العالمي بسبب فيروس كورونا.
واختتم "مالباس" كلمته بالتوصية بضرورة تمكين سوق العمل من توفير فرص عمل مستدامة، وتعزيز البيئة التشريعية للعمل، بالإضافة إلى وجوب تفعيل الشمولية والصمود في البيئات الهشة جنبًا إلى جنبٍ مع تمكين الاقتصاد الأخضر الذي من شأنه أن يوفر فرص عمل كثيرة للشباب، مشيًرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعد الأكثر نُدرة في الموارد، ولذا ينبغي العمل على بناء القدرة على الصمود لكي تظل المنطقة في الصدارة.
وألقت "جاياثما ويكراماناياكي" مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب كلمتها التي استهلتها بالإعراب عن السعادة بالانضمام لشباب العالم من أجل نشر السلام والمحبة والتناغم بين شباب العالم.
وأشارت خلال كلمتها إلى أن أزمتي كورونا والمناخ تذكرنا دائمًا بضرورة العمل على تحقيق التنمية وتخطي التحديات بفضل الشباب ومجهوداتهم نحو صياغة مستقبلٍ أفضل، واختتمت كلمتها بأهمية وضع توصيات لكيفية العمل معًا من خلال التضامن مع الأجيال الشابة، مؤكدةً على أن الشباب هم الأقدر على مواجهة تحديات المرحلة الراهنة آملين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
فيلم تسجيلي عن الحياة قبل وأثناء جائحة كورونا
خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية، تم عرض فيلم تسجيلي تظهر فيه مشاهد الحياة منذ عامين قبل انتشار الجائحة، حتى جاء الفيروس العابر للحدود ليصيب العالم بأسره لتصبح كلمة "Positive" هي الكلمة الأكثر سلبية عالميًا، مرورًا بجهود منظمة الصحة العالمية مع الحكومات للسيطرة على الوضع، وفي ظل موجات جديدة من الفيروس، يتأرجح العالم بين الفتح والإغلاق نظرًا لعدم انتهاء الأزمة، وأوصي الفيلم التسجيلي في النهاية بضرورة رفع الروح المعنوية واستكمال الحياة واستمرار الابتسامة والتفاؤل.
مشاركة شبابية
ألقت الفنانتين مريم الخشت، ورنا رئيس، والإعلامي أحمد سلامة كلمة ترحيبية، أشاروا فيها إلى أن الإنسانية كانت من قبل قد دخلت في دوّامة من الصراعات والحروب وهناك خشية من أنه قد تعود إلى تلك الصراعات بعد انتهاء الوباء، وأوصوا شباب العالم بضرورة تجنب ذلك السيناريو والحفاظ على السلام والمحبة.
أينشتاين وابن رشد ماما تريز
تلي ذلك عرضًا افتراضيًا للعالم الفيزيائي العالمي "ألبرت أينشتاين"، الذي أوصى بأن تتجنب الإنسانية تكرار وأن تتعلم من الماضي، فيما أستنكر العالم التاريخي "ابن رشد" الحروب المتوالية، وأوصت "ماما تريز" بضرورة العودة إلى تغليب صوت الحكمة وتبادل المحبة.
بطلة مسلسل La Casa de Papel
تحدثت "ايتيزار إيتونو"، الممثلة الإسبانية وبطلة مسلسل "La Casa de Papel" الشهير، مُعربةً عن سعادتها بحضور المنتدى والتواجد وسط شبابٍ أتوا من بلاد كثيرة، مشيرًة إلى أن زيارتها تُعد الثانية بعد زيارتها الأولى عام 1998، وأثنت الممثلة الإسبانية على مصر قائلةً: "هذه أرض لا يمكن أن تصدق ما بها من تراث تاريخي.. أنا أرسل لكم تحيات زملائي في فريق عمل المسلسل الذي كان سبب شهرتي، لقد حظي المسلسل بنجاح بفضلكم".
فيديو لمنتديات الشباب
تلي ذلك عرض فيديو عن المنتدى ونسخه السابقة مرورًا بالأعوام 2017 و2018 و2019، ثم فيديو آخر مصوّر بعنوان "Back Together"، وبعدها عُرضت أغنية المنتدى الجديدة "ورجعنا تاني" يغنيها سبعة من الشباب من جنسيات مختلفة.
كلمة ترحيبية من الرئيس
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الكلمة التي تضمن الترحيب بشباب العالم في مستهل النسخة الرابعة من منتدى شباب العام، التي باتت منصة حوار وتواصل بين الشباب وأداة لتبادل الرؤي بين كل شباب العالم؛ خاصًةً في تلك اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني، والتي تحتّم علينا أن ندرك أهمية الحوار وإدارة الاختلاف فيما بيننا.
وأكد الرئيس على ضرورة تشكيل حالة من اليقين والإيمان بأن حكمة الخالق في هذا الكون أن نكون مختلفين دون تمييز في هذا الاختلاف، مضيفًا أنه ليس للإنسانية سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام.
وأعلن الرئيس عن انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى قائلًا: "يشرفني بحضور هذا الجمع الفريد والمتميز أن أعلن عن انطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم ...على الخير اجتمعنا ومن أجل المستقبل نعمل ... بسم الله نبدأ".
الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم
شارك في الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم عبر الفيديو كونفرنس: رئيس جمهورية مالطا جورج فيلا، ورئيس دولة رومانيا كلاوس يوهانيس، ورئيس جمهورية كولومبيا إيفان دوكي، ورئيس جمهورية زامبيا هاكيندي هيشليما، ورئيس وزراء جمهورية تنزانيا قاسم مجاليوا، ونائب رئيس رابطة الشباب الصيني وذلك نيابة عن الرئيس الصيني شي جين بينج.
كما شاركت شما المزروعي وزيرة الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات، وميجال موراتينوس وكيل سكرتير العام للامم المتحدة والممثل السامي لمنظمة الامم المتحدة للتحالف من أجل الحضارات، والسفير الأمريكي بالقاهرة جوناثون كوهين في جلسة المنتدى.
المبادرات الصحية ساهمت في تقليص أعداد الإصابات والوفيات بـ كورونا في مصر
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المبادرات الرئاسية التي نفذتها مصر في مجال الصحة، وكذلك المسح الذي قامت به الدولة للأمراض السارية؛ ساهمت بشكل كبير في تقليص أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وأكد الرئيس السيسي - في استعراضه لجهود الدولة المصرية لمكافحة جائحة كورونا أمام الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم، تحت عنوان "جائحة كورونا ..إنذار للانسانية وأمل جديد" - أن جائحة كورونا تعد تحديا عظيما يواجه الإنسانية، حيث خلقت مشاكل مركبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
واستعرض الرئيس السيسي جهود مصر لمجابهة فيروس كورونا، منوها بالمبادرات التي نفذتها مصر خلال الأعوام 2017 و2018 و2019، في قطاع الصحة، أبرزها مبادرة الكشف عن فيروس (سي)، والمسح الذي أجرته الدولة للكشف عن الأمراض السارية (الضغط والسكر والسمنة)، والتي نالت استحسانا من المجتمع الدولي، أبرزها منظمة الصحة العالمية التي شهدت أن معدلات الإصابة بفيروس (سي) - بعد أن كانت مصر الأكثر إصابة بالفيروس - أصبحت بفضل المبادرة الأقل حاليا.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة المصرية لم تخش جائحة كورونا، وأن الشعب المصري لم يتوقف عن العمل للحظة خلالها، مشيدا بتعامل الشعب مع الأزمة والتزامه بالإجراءات الاحترازية واندفاعه لتلقي اللقاحات.
وأضاف أن الجميع اتفق على أنه رغم قسوة محنة (كوفيد 19)، إلا أنها ألقت الضوء على أهمية زيادة التواصل والاستعداد لإتاحة فرصة أكبر لشباب العالم أجمع؛ ليكون له مشاركة أكثر فعالية من الواقع الحالي.
وأشار إلى أن الكلمات التي ألقيت خلال الجلسة سلطت الضوء على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وأن بعض الدول كانت لديها الفرصة للوصول إليها ودول أخرى لم يكن لديها هذه الفرصة لتوفير اللقاحات لشعوبها خلال الأزمة، وما لذلك من آثار في العالم أجمع.
وأكد أن الكلمات ألقت كذلك الضوء على أهمية التشاور العالمي في مجابهة التحديات بشكل عادل غير مرتبط بقدرات الدول الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، وأوضح الرئيس السيسي أن عالم ما بعد كورونا سيكون عالما مختلفا عما كان قبله، مؤكدا أن العالم لن يستطيع معرفة كل ما أفرزته الجائحة وما أنتجته خلال الوقت الحالي ، بل سيحتاج الأمر إلى سنوات قد تقل وقد تكثر.
وقال الرئيس - موجها خطابه لشباب العالم - إنهم سيجدون وقتها أن الجائحة كان لها آثار إيجابية جدا رغم ما عاناه العالم خلال الأزمة، مؤكدا ضرورة عدم توقف الحياة مهما كانت المحنة.
وعقب كلمة الرئيس السيسي، انتهت فعاليات الجلسة الرئيسية للمنتدى.
رئيس مالطا
أكد رئيس مالطا جورج فيلا ثقته في أن الموضوعات التي سيناقشها منتدى شباب العالم سوف تساهم في تبادل الأفكار على المستويات السياسية والدولية، مشيرا إلى أنها "جاءت في وقتها".
ووجه رئيس مالطا - في كلمته عبر الفيديو كونفرانس خلال الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم "جائحة كورونا.. إنذار الإنسانية وأمل جديد" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشكر للرئيس السيسي لتوجيه الدعوة له للحديث في هذا الحدث المهم، الذي يضع الشباب في جوهر نقاشاته ويعد من أهم الأحداث، لاسيما في ظل السيناريو العالمي القاتم الذي صنعته الجائحة.
وقال فيلا: "أتوجه إليكم جميعاً من مختلف البلدان، ومن مختلف الخلفيات الثقافية، بالتأكيد أن هذا المنتدي مثال رائع لكيفية مواجهة المجتمع الدولي لأزمات تواجهنا جميعا من خلال حوار شامل ومتنوع".
وأضاف أن العاميين الماضيين شهدا الأزمة التي دعتنا جميعا إلى التفكر والتدبر، ليس فقط في العواقب الوخيمة الاقتصادية والصحية التي واجهناها جميعا، وإنما أيضا في حالات عدم الاستقرار التي ولدتها الجائحة، والتي تهددت وجودنا، مؤكدا أنه كان علينا أن نركز على الأثر الذي كان لهذه الجائحة على الأجيال الشابة، حيث واجه ملايين الأطفال الأثر المُدمر لها، فضلا عن الأثار النفسية الخطيرة، حينما رأوا أعز أحبائهم مرضى، وبعضهم احتاج إلى الأجهزة الطبية والأدوية ولم يجدها.
وتابع رئيس مالطا: "وبالنسبة لمن كان حظهم أفضل استمروا في التعليم، ولكنهم مع ذلك واجهوا عددا من العواقب، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، وإنما أيضا في فقدانهم الفرصة للتواصل الاجتماعي مع أحبائهم وأصدقائهم".
وفيما يتعلق بالتعليم في كل مستوياته الإبتدائي والإعدادي والثانوي والعملية التعليمية، قال رئيس مالطا: "كان هناك حرص على أن تستمر، لكن ذلك تطلب أن يكون هناك تفاهم على نحو جديد فيما بين أعضاء العملية التعليمية والطلاب من ناحية أخرى"، مشيرا إلى أن الأطفال، ولاسيما صغار السن، تعرضوا لشكل غير مسبوق من الخشية والخوف من أن يفقدوا أحباءهم أو من أن يتعرقلوا خلال هذه الأشهر التي كانت حافلة بالاضطراب.
وقال رئيس مالطا جورج فيلا، في كلمته خلال الجلسة الرئيسية لمنتدي شباب العالم، "إن الكثير من الشباب شعروا بفقدان اليقين والحماس، وكان عليهم أن يتراجعوا عن حياتهم النشطة والحافلة، فضلا عن التأثير على الصحة العقلية"، مؤكدا أنه ينبغي ألا أن نقلل من قيمة ذلك وأن نضعه في الاعتبار حينما نناقش تعافي ما بعد الجائحة.
وأعرب فيلا عن سعادته بأن يتم تخصيص إحدى الحلقات النقاشية خلال المنتدي لمناقشة الآثار النفسية السلوكية لما بعد الجائحة، مشيرا إلى أن الموقف كان ضعيفا وهشاً للملايين من سكان العالم الذين كانوا يعانون الفقر ويبحثون عن سبل الرزق، فجاءت الجائحة لتلحق الضرر بملايين آخرين، لاسيما الفئات الأكثر هشاشة وضعفاً.
وأضاف "العالم يدعونا إلى أن نحدد في عالم ما بعد الجائحة أهداف التنمية المستدامة بناء على استجابة صحية شاملة، بما في ذلك العمل على توفير اللقاحات والتشخيص والمنظومات الصحية الفاعلة، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نتجاهل الآثار الاجتماعية والإنسانية الاقتصادية والأثر المتمثل على حقوق الإنسان"، مشددا على أن علينا جميعا أن نخطط لتعاف يحفظ منظومة النقل العالمية ويبني شكلاً من الحماية يضمن توريد السلع بشكل مستدام بحيث يمكن توفير السلع من دون انقطاع، والأهم من ذلك أن نتمتع بالثقة والأمن.
وبشأن مسألة إنتاج اللقاحات، قال رئيس مالطا "هناك تباين صارخ في قابلية الوصول إلى اللقاحات ما بين من يتمتعون بالقدرة على ذلك ومن يفتقرون إليها، وعلى العالم أن يخلص نفسه من هذا الفيروس، وهذا لن يتحقق ما لم يتم ضمان توفير اللقاحات لشتى سكان العالم".
ولفت إلى أن الوصول إلى اللقاحات أمر يتعذر تحقيقه إلى الملايين من سكان العالم، موضحا أن الأمر لا يتعلق فقط بالمعلومات العلمية والإحصائيات، حيث يجب التأكد من أنه لن يتخلف أحد عن الركب حتى في مواجهة محدودية الموارد، منوها بأنه في مثل هذه المناسبات كانت هناك محاولات لتوزيع اللقاحات مجانا إلى الدول الأخرى التي تستطيع توفيرها.
وأكد رئيس مالطا أن هناك دورا للشباب ليلعبوه فيما يتعلق بالتضامن العالمي خلال هذه الأحداث، مشددا على أن الجميع مسئول عن تعزيز الحوار من أجل تحقيق التعاون الكامل والأمن والرفاه والسلام.
واختتم رئيس مالطا، كلمته، بقوله "أدعوكم جميعاً حينما تعودون إلى أوطانكم، وخلال حياتكم اليومية، أحرصوا على أن تستمروا في النقاش وأن تعززوا ثقافة الإقناع بدلاً من ثقافة الإجبار والقهر بناء على احترام متبادل للرأي المختلف".
رئيس دولة زامبيا
وبدوره، أكد رئيس دولة زامبيا هاكيندي هيشيليما، في كلمته، أن بلاده تقدر وتثمن الفرصة التي يقدمها منتدى شباب العالم للشباب من أجل الاستماع إلى أصواتهم والتعرف على ابتكاراتهم وإبداعاتهم.
وقال هيشيليما: "إن زامبيا قامت بوضع الشباب في قمة أولويات أجندتها، حيث أنهم القوة الدافعة للأوضاع السياسية والاقتصادية، كما لم تدخر جهدا في دعم وتعزيز الشباب للمشاركة الفعالة في الشؤون الاقتصادية للدولة"، منوها بإيمان بلاده الشديد بالمشاركة الفاعلة للشباب لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أن بلاده وضعت مهاما تتضمن مشاركة الشباب في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والرياضية، وأن يكونوا جزءا فاعلا مهما في المجتمع، معربا عن سعي بلاده لأن يكون هناك مزيدا من السياسات والبرامج والمبادرات لدعم الشباب ومشاركتهم الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها.
وأشار رئيس زامبيا إلى أن بلاده صدقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" في مجال التعليم والثقافة من أجل تعزيز التنوع الثقافي، موضحا أن التصديق على هذه الأداة الدولية توضح التزام زامبيا بالعمل الجاد في هذا القطاع.
وحث شباب العالم على استخدام منصة منتدى شباب العالم، ليس فقط لتبادل الرؤى، ولكن للانخراط والاشتراك في اتخاذ القرار وصنعه، فضلا عن الاستفادة من المنتدى وتحويله إلى أفعال جادة وفعالة، وأن يكون الشباب أعضاءً فاعلين في مجتمعات العالم.
رئيس وزراء تنزانيا
ومن جهته، دعا رئيس وزراء تنزانيا قاسم مجاليوا، في كلمته، إلى بذل جهود مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية والدولية، لوضع استراتيجيات وسياسات شاملة للتغلب على التحديات العالمية.
وقال مجاليوا إن بلاده تشجع أن يكون منتدى شباب العالم، منصة مستدامة من أجل الاستماع إلى كافة الرؤى، وتمكين الشباب للانخراط مع صناع السياسات من أجل جعل عالمنا أفضل، مشيدا بالنسخ الثلاث السابقة التي جمعت الشباب من كافة أنحاء العالم لانخراطهم في اتخاذ القرارات ومواجهة التحديات التي ربما قد تعوق السلام العالمي.
وأوضح أن جائحة كورونا أدت إلى تباطؤ قطاع الأعمال والتأخر في مجال الإنتاج، مشيرا إلى أنه كان هناك حاجة إلى التركيز على تحقيق التعافي الاقتصادي من أجل نظرة مستقبلية تطلعية، لافتا إلى أن الجائحة لم تؤثر على الحكومات فقط ولكن أثرت على الحياة اليومية للشباب ولذا اعتمدنا على استراتيجيات من أجل تحقيق الرفاه والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد رئيس وزراء تنزانيا أن العالم في حاجة إلى أن يستمر في مراقبة الأوضاع الخاصة بالجائحة بما في ذلك تحقيق استجابات فعالة والتوسع لنطاق التشريعات والسياسات حول العالم، وملاحظة أن الشباب يشكل نسبة كبيرة من إجمالي سكان العالم، ومن ثم هو أمر جوهري أن نبذل الجهود من أجل تعافي الاقتصاديات وأن يصبح الشباب جزءا لا يتجزء وشريكا فعالا في مجتمعاتنا.
رئيس دولة رومانيا
قال كلاوس يوهانيس رئيس دولة رومانيا، أن منتدى شباب العالم بات عنصرا مهما في حركة الشباب العالمي، مشيرا إلى أن الشباب يواجهون - شأننا جميعا - العواقب الوخيمة التي أدت إليها جائحة كورونا.
وقال رئيس رومانيا - في كلمة ألقاها اليوم الاثنين عبر الفيديو كونفرانس أمام منتدى شباب العالم - إنه ينبغي أن نكون على يقين أن الشباب هم المستقبل ونحن ندرك تماما الدور الفاعل الذي يلعبه الشباب في صياغة تنمية مجتمعاتنا وفي الاستجابة الى التحديات الجارية.
وأضاف أنه للتعامل مع هذه التحديات تعد الحكومة الرومانية استراتيجية وطنية معنية بالشباب 2022 - 2027 وهي تركز على التمكين والتعليم وزيادة معدلات تشغيل الشباب وزيادة المشاركة الفعالة للشباب في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الشباب
ومن جانبها، قالت وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الشباب الدكتورة شما المزروعي، في كلمتها، إن مصر بمثابة القلب للعرب كافة، واصفة مصر بـ"وطننا الثاني".
ووجهت الشكر للرئيس السيسي على دعوته لحضور فعاليات المنتدى، مؤكدة أن مصر لها مكانة خاصة في نفوس الإماراتيين "عيال زايد"، وكل العرب متفقون على التحرك تجاه مصر بالعاطفة قبل أي اعتبار آخر، مذكرة بكلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: " نهضة مصر هي نهضة الأمة العربية كلها".
ووصفت المرزوعي جائحة كورونا بـ"الفرصة للتأمل لتغيير ما كنا نعتقد أنه طبيعي وأمر واقع"، موضحة أن الجائحة كشفت أن كل شيء قابل للتغيير، بما في ذلك طريقة العمل والتعلم وسير الاقتصاد والتعامل مع الصحة ومع كوكب الأرض.
وأشارت إلى أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه أمام صناع القرار في منتدى شباب العالم هو كيف نتأكد من أن يحقق شباب العالم كامل إمكانياتهم وطموحاتهم؟، موضحة أنه لا يمكن تجاوز كل التحديات المطروحة خلال فعاليات الأيام الثلاث للمنتدى بدون إشراك الشباب الذين يمثلون نصف المجتمع العالمي (4.3 مليار نسمة من سكان العالم).
وقالت إن سياسة دولة الإمارات في التعامل مع الجائحة هي سياسة تحدي الأمر الواقع والطرق التقليدية، مضيفة أن قيادة دولة الإمارات أحدثت تغييرا نوعيا في قطاع الشباب من خلال منظومة شاملة يتولى قيادتها الشباب.
وأكدت أن قيادة دولة الإمارات تنظر للشباب على أنهم ثروة وطنية ومستقبل للدولة، ممثلة على ذلك بفصل قطاع الشباب عن قطاع الرياضة في الإمارات للتركيز على كل منهما بشكل مستقل، وتأسيس حراك شبابي على مستوى الدولة ومؤسساتها، وتأسيس مجلس الإمارات للشباب ليكون صوتا للشباب، وإطلاق أكثر من 40 مبادرة للشباب.
وأضافت أن كل ذلك شكل بيئة مؤسسية مناسبة وجاهزة لاستراتيجية وطنية تركز على الاستثمار في الشباب، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء الإماراتي أقر منذ ثلاثة أشهر سياسة وطنية تشكل أول تعريف علمي قابل للقياس لتمكين الشباب، ما جعل تمكين الشباب في دولة الإمارات حالة وفكرة وثقافة وممارسة تتسابق عليها مؤسسات الدولة.
وأشارت إلى أن نتائج كل ذلك ظهرت جليا في استطلاع الشباب العربي الذي تجريه لشركة "أصداء بيرسون- مارستيلر" لاستشارات العلاقات العامة، موضحة أن الاستطلاع أظهر أن ثلثي الشباب العربي يؤمنون بأن القادم أفضل بينما يؤمن أكثر من 90% من الشباب الإماراتي بأن القادم أفضل، ما يعني أن شباب المنطقة مفعمين بالأمل رغم كل التداعيات السلبية للجائحة.
ولفتت إلى أن الاستطلاع نفسه في 2016 أظهر أن 40% من الشباب العربي كانوا قلقين من الفكر المتطرف كأكبر تحد يواجهونه، فيما جاءت نتيجة الاستطلاع في 2021 تشير إلى أن كلمة تطرف ليست ضمن أولويات الشباب العربي، ما يعد دليلا على وجود فرصة ذهبية للاستثمار في الشباب العربي.
وقالت إن المعادلة التي تنتهجها دولة الإمارات للأمل هي إشراك الشباب والعمل المخلص لطموحاتهم، مضيفة أن منتدى شباب العالم يمثل "الأمر الطبيعي الجديد" للشباب (new normal).
وأكد ميجال موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات أن منتدى شباب العالم يمثل فرصة ذهبية استثنائية جمعت شباب العالم في حوار تفاعلي واحد.
ممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة
قال موراتينوس، في كلمته، "إن رؤية الرئيس السيسي هي خلق جسر لجمع شباب العالم من أجل إيجاد أرضية مشتركة للفهم بين الشباب وصناع القرار لسماع أصواتهم وسماع أصوات صناع القرار من الكبار من أجل الاستفادة من الخبرات، وما تم فعله خلال محاولات التغلب على المصاعب والظروف العصيبة خلال مسيرة الحياة".
وأضاف أن نقاش اليوم بعد جائحة كورونا يحوي الكثير من الدروس على الجميع الاستفادة منها وتغيير منهجية الفكر، معربا عن عميق شكره وامتنانه للرئيس عبدالفتاح السيسي على دعوته للمشاركة في منتدى شباب العالم.
وفيما يتعلق بجائحة كورونا، قال ميجال موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات "إن تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة يحاول أن يجمع الناس جميعا لكي يتحلوا بمنظور إنساني"، مشيرا إلى أن أهم العناصر والإسهامات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة، هي وضع الشباب كعنصر جوهري في عملية الإصلاح، ليس من خلال التشاور فقط ولكن من خلال المساهمة الحقيقية.
وأضاف أن التحدي الأهم على مستوى العالم هو إنقاذ الكوكب، ولكن التحدي الثاني هو إنقاذ الإنسانية، فعلينا أن نتعلم أن نعيش معنا، وأن نحترم بعضنا بعضا وأن تتعايش الحضارات والثقافات والديانات وتفكر في صياغة مستقبل الإنسانية.
وفي ختام كلمته اقتبس ممثل الأمم المتحدة من حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة بنيويورك، قائلا "دعونا نجمع جهودنا جميعا من أجل أن ننقذ مستقبلنا".
السفير الأمريكي بالقاهرة
كما أكد السفير الأمريكي بالقاهرة جوناثان كوهين أن التعاون بين الحكومتين المصرية والأمريكية من أجل تخفيف توابع جائحة كورونا، عكس تعاونا وثيقا واستراتيجيا بين البلدين.
وقال السفير الأمريكي، في كلمته، إن البلدين عملتا معا من بدء الجائحة لضمان الحد من انتشار الجائحة، مشيرا إلى أن بلاده شاركت بأكثر من 50 مليون دولار لمساعدة الحكومة المصرية على مجابهة تداعيات الجائحة فضلا عن التبرع بعدد كبير من الأجهزة الطبية والاختبارات، كما وفرت بالمشاركة مع "كوفاكس" أكثر من 60 مليون جرعة من اللقاحات لمصر.
وأعرب جوناثان عن شكره للرئيس السيسي، لما أبدته مصر من سخاء بالغ عندما تبرعت بالعديد من الأجهزة الطبية والمستلزمات للدول الأخرى للتعامل مع أزمة كوفيد.
وأشار إلى التعاون مع مصر في مواجهة كورونا لم يكن التعاون الوحيد، حيث تم التعاون في مجال مجابهة تغير المناخ الذي أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لافتا إلى أن مصر تتخذ خطوات جادة نحو علاج هذه المشكلة وذلك من خلال تغيير قطاعات كبيرة من استهلاكاتها في الطاقة إلى قطاعات خضراء.
وأوضح أن طموحات مصر أن تكون رائدة في مجال الطاقة الخضراء تعني أن الطاقة سوف يتم تجديدها، وهذا من بين أمور أخرى نراها في مصر تحدث مثل ترشيد استخدام موارد المياه وتحسين الطرق والصناعة، كما أكد أن الموقع الجعرافي الاسترايتجي لمصر يعد فرصة واعدة، مشيرا إلى أن الاستثمار سوف يكون له حضور كبير في مصر.
ولفت إلى أن المنتدى سوف يشهد مناقشات حول آفاق الاستثمار التي تصب في خانة مكافحة تغير المناخ التي يمكن أن تبدأ بالتعاون مع جمهورية مصر العربية بوصفها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف 27 هنا في شرم الشيخ.
وقال كوهين: "نحن هنا لنتحدث عن الشباب لذا قررت أن أنشئ مجلس الشباب التابع للسفارة الأمريكية في القاهرة والذي سوف يجهز عدداً كبيراً من رواد الشباب المصريين الذين سوف يعملون معي ومع فريق السفارة من أجل التعامل مع أهم القضايا التي من شأنها أن تصيغ مستقبل أفضل سوف نقوم بتسخير طاقاتهم المبتكرة في هذا المجال كما سيكون فيه ممثلون من مختلف القطاعات وسيناقش أموراً لها علاقة بريادة الأعمال وحماية البيئة وتمكين الشباب والابتكار الثقافي والقيادة المدنية".
واختتم بالقول: "هناك الكثير من الثمار التي يمكن أن نحصدها من العمل مع الأجيال المختلفة.. أنتم الشباب لستم فقط المستقبل بل الحاضر نعمل على النموذج الذي نفذناه وهو من بين نماذج أخرى، وأعرض عليكم أن نعمل معاً للتعاون بين مختلف الأجيال، نحن كإنسانية واحدة علينا أن نقف ونتصدى لهذه الأزمات؛ أزمة المناخ والجائحة وكل الأزمات المستقبلية من أجل بناء غد أفضل".
ختام الجلسة
أعرب الرئيس السيسي - في ختام الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم في نسخته الرابعة تحت عنوان "جائحة كورونا ..إنذار للإنسانية وأمل جديد" - عن شكره لجميع المسئولين الذين ألقوا كلماتهم خلال الجلسة، مشيدا بما طرحوه من موضوعات في هذه الكلمات.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي انتهاء أعمال الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم، في نسخته الرابعة، تحت عنوان "جائحة كورونا - إنذار للإنسانية وأمل جديد"، عقب إلقاء المشاركين من رؤساء دول وحكومات كلماتهم.
حضر الجلسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من كبار رجال الدولة، وضيوف مصر من المشاركين في أعمال المنتدى.