كم عدد الأنبياء العرب .. الأنبياء والرسل يعد عددهم من الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله، قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)، والذي عُرف منهم فقط الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة.
كم عدد الأنبياء العرب .. يجب على المسلم الإيمان بالأنبياء والرسل إجمالا الذين جاءوا في القرآن وفي الأحاديث، وسنوضح فيما يلى كم عدد الأنبياء العرب .
كم عدد الأنبياء العرب.. يبلغ عدد الأنبياء والرسل العرب أربعة فقط؛ وهم سيدنا هود، وسيدنا صالح، وسيدنا شعيب -عليه السلام جميعاً-، وسيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم-.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بعث الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للعرب جميعاً رسولاً عربياً منهم بعدما استمروا العرب على عبادةِ الأصنامِ مدة طويلة، ليُعلِّمهم ويُرشدهم ويدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده، ويكون فخراً لهم بين الأمم، وهو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
وكان اليهود والنّصارى يفخرون على العرب بأنّهم أهل علمٍ وكتابٍ؛ لأن الله -تعالى- قد بعث فيهم سيدنا عيسى -عليه السلام- وسيدنا موسى-عليه السلام-. فشَرُفَهم الله ببعثة رسولا منهم.
ودمر النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة كلِّ الأصنام الموجودة في الكعبة، وكان عددها 360 صنماً، فكان يقف عند كلِّ صنمٍ ويضربه بعصاه ويردّد قول الله -تعالى-: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
وقد نشر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- دعوته في جميع أنحاء الأرض وللناس كافة، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
هود عليه السلام
بعث الله سيدنا هود عليه السلام إلى قوم عاد، وهي قبيلةٌ عربيةٌ تقع في جنوب جزيرة العرب، وتميّزت في مجالات الحياة الزاعية، والصناعية، والمعمارية، فأقاموا حضارةً راقيةً مزدهرة.
وكان يمتاز قوم هود بطول القامةِ وقوة الجسمِ، واتّصفوا بالغرور، والكبر، والظلم، والعدوان، حيث كانوا أوّل من عبدوا الأصنام بعد قومِ نوح -عليه السلام-، ولم يؤمنوا بالبعث ويوم القيامة، فتبرّأ سيدنا هود -عليه السلام- من آلهتهم ودعاهم إلى عبادة الله -تعالى-، وأخبرهم بأنّه واحدٌ منهم ويريد مصلحتهم وسعادتهم، وآتاهم بالأدلة والبراهين التي تُثبت لهم أنّ الله -تعالى- خالقهم والمُتفضّل عليهم بكل هذه النّعم والحضارة، وعليهم عبادته وحده، ولكن لم يؤمنوا بما جاء به واستهزأوا وسخروا واستكبروا عليه، فتبرّأ منهم.
لذلك أنزل الله عذابه عليهم، وأرسل ريحاً عاتيةً دمرتهم جميعاً، وقال بعض المؤرخين إن الله حبس عنهم المطر 3 سنواتٍ عندما أنكروا دعوة نبيّهم.
صالح عليه السلام
اسمه صالح ابن عبيد بن جابر، وقد تعدّدت آراء علماء النسب في الأسماء التي بعد اسم عبيد، وقال بعضهم إن اسمه صالح ابن آسف -عليه السلام-، وهو أوّل من سُمّي بهذا الاسم، وكان من أشرف قومه نسباً.
وعُرف سيدنا صالح بين قومه بالصدق، والأمانة، وحب الخير، وقد بُعث إلى قوم ثمود، وسمّيت بذلك؛ لقلة الماء في هذه المنطقة، ويُطلق عليهم أيضا أصحاب الحِجْر، وتُسمّى مدينتهم بمدائن صالح؛ نسبةً إلى نبي الله صالح -عليه السلام-، وتقع في شمال الجزيرة العربية.
وكان يتميز قوم سيدنا صالح في المجال الزراعيّ والعمرانيّ والصناعيّ، وقدرتهم العقليّة؛ وقاموا بنحت الجبال وجعلوا منها بيوتاً، فكانوا في فصل الصيف يسكنون البيوت التي قاموا ببنائها فوق الجبال ويسكنون البيوت التي نحتوها في باطن الجبال في فصل الشتاء.
وقام نبي الله صالح بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، فكذّبوه ولم يؤمن به إلا قليلا منهم ، فعذبهم الله وأرسل عليهم الصيحة فدمّرتهم جميعاً، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ* وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِين* وَكانُوا يَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ).
شعيب عليه السلام
بعث الله سيدنا شعيب -عليه السلام- إلى قومِ مدين، وقد كانوا كُفار يعبدون الأيكة؛ وهي شجرةٌ عظيمةٌ تلتف أغصانها بعضها على بعض من كثرة الري، وكانت قريتهم مليئة بالبساتين والحدائق، وكانوا يغشّون في المكيالِ والميزانِ عند البيع.
فدعى نبي الله شعيب عليه السلام -وهو المُلقّب بخطيب الأنبياء؛ لشدة فصاحته وبلاغته في الكلام في دعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده- قومه إلى التقوى وترك هذه الأفعال السيئة، وحذّرهم من أن يصيبهم عذابٌ شديدٌ كمأصاب الأقوام السابقة من قوم عادٍ وثمودٍ، ولوطٍ.
لكن قوم مدين كذبوا نبيهم شعيبا ونشروا الظلم و الفساد ، واستمروا في عنادهم ، وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا .
عدد الأنبياء والرسل الوارد ذكرهم في القرآن
يبلغ عدد الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن 25 نبياً ورسولاً، ويقال للعرب الذين كانوا قبل سيدنا إسماعيل -عليه السلام-؛ العرب العاربة؛ وسيدنا هود وسيدنا صالح -عليهما السلام- منهم.
والعرب المستعربة فهم وَلد سيدنا إسماعيل -عليه السلام-.
أمّا الأسباط فهم الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم بدون ذكر أسمائهم، وهم أبناء سيدنا يعقوب -عليه السلام-، ويبلغ عددهم 12 نبياً، وقد أخبرنا الله -تعالى- عن اسم واحدٍ منهم فقط وهو سيدنا يوسف -عليه السلام-، أمّا الأنبياء الباقين فأخبرنا الله -تعالى- بنبوّتهم ولم يخبرنا بأسمائهم، قال -تعالى-: (قولوا آمنَّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط).
أسماء الأنبياء والرسل في القرآن
أخبرنا الله في القرآن بأسماء 25 نبياً ورسولاً، وهم: سيدنا آدم، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل -عليهم السلام-، وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ويجب الإيمان بالرسل والانبياء جميعا إيماناً مُجملاً حتى الذين لم يخبرنا ويعلمنا الله بهم ، قال الله -تعالى- (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ).
شجرة الأنبياء والرسل
آدم عليه السلام
إدريس عليه السلام
نوح عليه السلام
هود عليه السلام
صالح عليه السلام
إبراهيم عليه السلام
لوط عليه السلام
إسماعيل واسحاق ويعقوب عليه السلام
يوسف عليه السلام
ذو الكفل عليه السلام
يونس عليه السلام
شعيب عليه السلام
موسى وأخوه هارون عليهما السلام
إلياس وبعده اليسع عليهما السلام
داوود عليه السلام
سليمان عليه السلام
زكريا ويحيى عليهما السلام
عيسى عليه السلام
محمد صلى الله عليه وسلم
كم عدد أنبياء بني إسرائيل
لا يوجد نصوص تدل على عددٍ دقيق لأنبياء بني إسرائيل، ولكن ذكر بعضهم في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وواجب على المسلم أن يؤمن بالأنبياء والرسل جميعا .
وقد ذُكر في الأحاديث النبوية أنّ كل الأنبياء هم من بني إسرائيل باستثناء عشرة من الأنبياء، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال: (كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وليس لنبي من بني إسرائيل اسمان إلا عيسى: المسيح، ويعقوب: إسرائيل.)
آخر أنبياء بني إسرائيل
بُعث الله إلى بني إسرائيل عددا كبيرا من الأنبياء والرُّسل، وذُكر أنَّ آخرهم هو نبيُّ الله -تعالى- عيسى ابن مريم -عليه السلام-،
وقد بُعث سيدنا عيسي إلى بني إسرائيل بشريعةٍ وتعاليم جديدة لم تتغيَّر حتى بُعث محمَّد -صلى الله عليه وسلم- نبيّ آخر الزَّمان برسالة الإسلام.
وورد أنَّ خلال الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد -عليهما السلام- كان لا زال هناك أتباعٌ ينشرون ما جاء به عيسى -عليه السلام- من تعاليمٍ وشريعةٍ.
ويُستدلُّ بأنَّ عيسى -عليه السلام- هو آخر الرُّسل لبني إسرائيل بعددٍ من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ).
قال تعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين).
قال تعالى: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّـهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).
خصائص الأنبياء والرسل
اختار الله -تعالى- الأنبياء والرسل من البشر، ولم يبعث على الأرض ملائكة لدعوة التوحيد، فلو أنزل الله ملائكةً للبشر لصعب عليهم التّفاهم معهم، لاختلاف خصائص الملائكة عن البشر، لذلك اصطفى الله -تعالى- من البشر رسلاً وأنبياءً وخصّهم بمجموعة من الخصائص وهي:
الوحي: خصّ الله -تعالى- الأنبياء والرسل بوحيِ السماء، فمنهم من كلّمه الله -تعالى- مباشرةً، أو من وراء حجاب، ومنهم من أرسل له ملائكةً توحي إليه.
العصمة: فالأنبياء والرسل معصومون من الشركِ والضّلال، ومعصومون من نسيان ما أوحى الله -تعالى- لهم، ومعصومون في تبليغ الوحي للناس.
اليقظة في القلب: فالأنبياء والرسل -عليهم السلام- تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم، فعن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ ولَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وكَذلكَ الأنْبِيَاءُ تَنَامُ أعْيُنُهُمْ ولَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ).
التخيير بين الموت والبقاء: جميع الأنبياء والرسل -عليهم السلام- يُخيّرون عند الموت بين الموت والحياة، لكن جميعم يختارون الآخرة ونعيمها على الحياة الفانية، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن نَبِيٍّ يَمْرَضُ إلَّا خُيِّرَ بيْنَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ).
الحياة في القبور وعدم أكل أجسادهم فيها: فمهما طال الزمن تبقى أجسامهم كما هي في قبورهم، قال رسول الله: (إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)، ويُدفن الأنبياء والرسل -عليهم السلام- في نفس المكان الذي يموتون فيه؛ فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- دُفن في المكان الذي مات فيه وهي غرفة السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
أفضل الناس خُلقاً وخَلقاُ ونسباً، وأكثر الناس طُهراً وأكثرهم صبراً، وجميعهم رجالٌ.
لا يورثون بعد موتهم، فكل ما تركوه يكن صدقة، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ).
أزواجهم لا تُنكح بعد موتهم.
الفرق بين النبي والرسول
النبي في اللغة: على وزن فعيل من الإنباء، وهو الإخبار، لأنه أنبأ عن الله، أي أخبر.النبي في الاصطلاح: كل من نزل عليه الوحي من الله - عز وجل- على لسان أحد الملائكة، وكان مُؤيَّدًا بنوع من الكرامات النّاقضة للعادات.
من هو الرسول؟
الرسول في اللغة: جمع رُسل ورُسُل وهو: شخص مبعوث يحمل الرسائل الشفهية وينقلها، ويستوي فيه الواحد وغيره. الرسول في الشرع: إنسان بعثه الله - تعالى- إلى الخلق لتبليغ الأحكام، وقد خُتمَوا بمُحمد - صلى الله عليه وسلم-.
الفرق بين النبي والرسول
هناك عدد من الفروق بين النبي والرسول ذكرها العلماء، وهي:
أولًا: النبي هو من نبأهُ الله بخبر السماء:فإن أُمِرَ بتبليغ غيره فهو نبيٌ رسول، وإن لم يُؤمَر بذلك فهو نبي وليس برسول، وقيل أنالرسول من أُرسِلَ إلى قوم مُخالِفين، مثل نوح - عليه السلام-، والنبي هو من لم يُرسل إلى قوم مُخالفين وإن أُمر بتبليغ الدعوة.
ثانيًا:الرسول أخص من النبي: أي أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، وعليه تكون الرسالة أعم من النبوة من الجهة نفسها، فهي تتناول النبوة وغيرها، وأخص من النبوة من جهة أهلها.
ثالثًا: النبوة والرسالة والنبي والرسول من الكلماتالتي إذا اجتمعتا معًا: كان معنى كل واحد مُختلفًا عن الآخر، وإذا تفرقتا اجتمعتا في المعنى، فيكون المُراد منهما واحدًا، ومثال ذلك قول الله - عز وجل-: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا»، وكذلك قول الله - تعالى-: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ »، والشاهد من الآيات الكريمة أن لفظة (نبي) جاءت مَعطوفةً على لفظة (رسول)؛ مما يَدل على أنه يوجد اختلاف بينهما.
رابعًا: الرسل أُرسلوا إلى قوم غير مؤمنين بالله يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته: فيُكذب القوم رسلهم، قال الله - عز وجل-: «كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ»، وقال الله - عز وجل-: «مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ»، فالرسول يُرسَل إلى قوم مُخالفين، فيُكذبه بعضهم ويُصدقه بعضهم، ويُسمى الرسول رسولًا على الإطلاق؛ لأنه يُرسَل إلى قوم بما لا يعرفونه وما لم يأتهم من قبل.
خامسًا: الرسول من أُوحي إليه بشرع جديد: والنبي هو المبعوث لتأكيد شرع من قبله، وأكثر الأنبياء المبعوثين إلى بني إسرائيل من هذا القبيل. ما يشترك فيه الرسول والنبي:يوجد عدد من الأمور المُشتركة بينبشكل عام، أبرزها:أنهم جميعًا مبعوثون من عند الله - عز وجل- لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له. أن الله - عز وجل- اصطفاهم واختارهم وخصهم من بين خلقه من البشر بحمل الدعوة وهداية الناس.أن الإيمان بهم أصل وركن من أركان الإيمان، وإنكارهم كفر لما عُلم من الدين بالضرورة. أن الأنبياء والرسل معصومون من الكبائر والذنوب والمعاصي.أن الغاية من بعثهم هداية الناس لما فيه خير الدنيا والآخرة، وإصلاحهم للفوز بالجنة التي وعدهم الله إياها. أن وظيفتهم التبليغ عن الله -عز وجل- والدعوة إليه وعبادته.