يعد الإعلامي وائل الإبراشي الذي رحل عن عالمنا أمس الأحد بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 58 عاما، فهو علامة بارزة في عالم الصحافة والإعلام.
كان وائل الإبراشي صاحب تاريخ حافل في مجال عمله وله العديد من المواقف الوطنية المشرفة، ودائما ما كان يتعرض لـ سهام النقد بسبب مواقفه الوطنية الثابتة.
في التقرير التالي يستعرض "صدى البلد"، أهم المواقف التي جعلت أعداء الوطن يشمتون برحيل صاحب قلم ورأي حر ومدافع ومحب لوطنه وهو الإعلامي والكاتب الصحفي وائل الإبراشي.
حرب شرسة مع الإخوان
تعرض الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، لحرب شرسة شنتها كتائب الإخوان، وكان أكثرها تأثيراً عليه الراحل هى السطو على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إذ كان مناهضا لفكر الإخوان ورافضاً لـ عنفهم المجتمعي، مما جعل الكتائب الإلكترونية للإخوان تهاجم صفحته وتستولي عليها وكتبت بالنص: "تم الاستيلاء على صفحة العلماني كاره الدين وائل الإبراشي وقريباً نشر فضائحه".
وكانت هذه الجولة من الحرب أكثر تأثيرا على الإعلامي الكبير وائل الإبراشي الذي فارق الحياة منذ ساعات، حيث انفعل الإعلامي على الهواء مباشرة قائلا: "أكاد أجزم أني أكثر فهما للإسلام أكثر من الإخوان"، وتساءل مستنكراً: "هل سرقة الصفحات الشخصية ليست حراماً؟ تصفني بكاره الدين ونحن نحب الدين ونحب الإسلام أكثر منكم ونعرف لغة التسامح.
ومن جانب آخر يوضح حب الراحل الكبير وائل الإبراشي لوطنه وهذا لأول مرة في حياته في عمل فني وهو مسلسل (الجماعة 1) عام 2010 وكأنه كان يريد أن يكتب اسمه في سجل الوطن عندما وقف ضد الإخوان.
وظهر الإبراشي بشخصيته الحقيقية كضيف شرف استضاف أحد قيادات جماعة الإخوان وجسدها الفنان حسن العدل تحت اسم الدكتور عطية التلباني.
وفي مواقف أخرى قوية لوائل الابراشي وقعت مشادة كلامية بينه وبين محمد مصطفى العضو بحركة 6 أبريل، وذلك مع اتهام الأول حركة 6 أبريل بالتحول لتكون أحد أدوات جماعة الإخوان المسلمين في الشارع، ورفض الثاني هذه الاتهامات ونفيه تنسيق 6 أبريل مع جماعة الإخوان.
حربه ضد 6 أبريل
وقال محمد مصطفى في مداخلة هاتفية لبرنامج ''العاشرة مساء'' :''أنا كنت مسجون في عهد محمد مرسي في سجن العقرب، وأنت من حرضتني على العمل السياسي، وبالأمس وقفنا ضد الدولة الفاسدة ودولة مبارك والحزب الوطني، والآن الدولة الفاسدة تعود، والتهم المعلبة أصبحت جاهزة لكل من يشارك في المظاهرات فإما يتهم بأنه إرهابي أو مخرب أو عميل أو إخواني، وفي ذكرى 25 يناير كان هناك بداية موجة ثورية جديدة والإعلام الحكومي يتعامل معها بشكل آخر، ونحن نزلنا المطرية لإسعاف الناس وأهالي المطرية عانوا من قنابل غاز الداخلية، ولم نتورط في عمليات إرهابية، وكننا نجد أهالي المطرية، ولم نسير في مسيرات للإخوان''.
ومن جانبه اعترض وائل الإبراشي على مواقف حركة 6 أبريل السياسية قائلا :''لو دخلت العمل السياسي من الهتاف لي ولإبراهيم عيسى في عهد مبارك، ستجعلني أخجل من ذلك وأعتذر للناس على منهجك الآن، وأعتذر لهم على دخولك للعمل السياسي من بوابتي، والمرحلة كانت تختلف وقتها كنا نواجه استبدادا واضحا وبشكل سلمي ومتحضر وقدمنا للمحاكم، أما الآن فنلتف حول المشروع الوطني الذي يقوده الرئيس السيسي الذي جاء بأغلبية ساحقة لتحويل الثورة لدولة، وأنت تحطم الآن المشروع الوطني وأداة في يد الجماعة الإرهابية، وأنت تعترف بالتورط في العمليات الإرهابية وأبناء المطرية اتهموا جماعة الإخوان بقتل أبنائهم''.
أشد أعداء الإخوان
وكان الإعلامي وائل الإبراشي من أشد أعداء الجماعة الإرهابية، حيث كان له أكثر من تصريح، منها إنه يتعرض لتهديدات شديدة اللهجة مشيرا إلى تسلمه رسائل يومية تهدد بقطع رأسه واستباحة دمه.
وأضاف الإبراشي أنه يضطر يوميا للخروج من بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي الخلفية لوجود بعض ما سماهم إسلاميين يتربصون به لقتله.
واعتبر قيام جماعة الإخوان الإرهابية بتعليق أخطائهم على الإعلام مجرد شماعة استخدامها من قبل النظام السابق، لافتا إلى أن الإعلام بريء، لأنه لم يقتل الأطفال على خطوط السكك الحديدية، ولم يقتل الجنود على الحدود، ولم يسيل الدماء أمام قصر الاتحادية.
وكان قد تابع قائلا: الإعلام الذى يهاجم الإخوان الآن هو نفسه الذي ساندهم في عهد النظام السابق، حتى بداية الثورة، لكن للأسف الشديد الكراسي غيرت الجماعة.
وتابع"أصبح هدفهم الأساسي هو هدم القضاء والإعلام لأن القضاء يصل إلى الحقائق القانونية والإعلام يفضح الحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وبالتالي يريدون النيل من الذين يكشفون ويفضحون جرائمهم بعد أن يشنون حملة عليهم ويتهمونهم بالتحريض خاصة أن الإعلام منذ أسبوعين من دخول مصر مرحلة الحرب الأهلية إلا أنهم كانوا يستهزؤون ويسخرون منا.
هجوم حاد على الإخوان
وقد شن الإعلامي وائل الإبراشى هجوما حادا علي قيادات جماعات الإخوان الإرهابيين في افتتاحية برنامج " العاشرة مساء" موجها سهام النقد إلى الدكتور محمد البلتاجى وعصام العريان واصفا جماعة الإخوان المسلمين بأنها تعانى نفس أمراض الحزب الوطنى.
وقال الإبراشي : إن جماعة الاخوان الارهابين لم يختلفوا عن الحزب الوطنى، فهم يهاجمون بشدة أي وسيلة إعلامية تكشف ممارساتهم الخاطئة ، فهم يعانون نفس أمراض الحزب الوطنى، يريدون إعلاما يطبل لهم وعلى هواهم.
وفي وقت لاحق قال الإعلامي وائل الإبراشى، إن جماعة الإخوان تستغل الأزمات المؤقتة للمصريين وتعمل على المتاجرة بها من أجل إشعال الفتنة من خلال الأخبار والمكذوبة والشائعات، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية تاجرت بملف مخالفات البناء وحاولت إحداث بلبلة بين المصريين ولكنها فشلت.
وأكد الإعلامي وائل الإبراشي، أن وعي المصريين أنتصر على أكاذيب جماعة الإخوان الإرهابية، ولن يسمح لأحد بالمتاجرة بمشاكله وأزماته، موضحا أن الجماعة المتطرفة تعمل على تضخيم الأمور البسيطة في مصر كونها مفلسة ومصابة بحالة هستيرية، بعدما نبذها الشعب وأحبط مخططاتها.
إصابة الإبراشي بفيروس كورونا
كان الإبراشي أصيب العام الماضي بفيروس كورونا وعانى من مضاعفات المرض ما أبعده عن تقديم برنامجه «التاسعة» على التلفزيون المصري.
وولد الإبراشي عام 1963 في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية وتخرج في كلية التجارة قبل أن يختار العمل بمجال الإعلام.
وبدأ مشواره في الصحافة بمؤسسة روزاليوسف وتنقل بين عدد من الصحف منها (صوت الأمة) و(الصباح) ثم لمع نجمه بمجال البرامج التلفزيونية خصوصا مع قناة دريم التي قدم لها برامج (الحقيقة) و(العاشرة مساء) والتليفزيون المصري الذي قدم له برنامج (التاسعة).
ونعى العديد من الشخصيات العامة والمشاهير وفاة وائل الإبراشي، الإعلامي الكبير.