أكدت دار الإفتاء، أن تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة، محذرة من الشماتة في الموت .
وأضافت الإفتاء، عبر صفحتها بـ«فيسبوك»، أن الأمريزيد بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار.
وشددت دار الإفتاء، على أن الموت ليس مناسبةً للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.
الشماتة في المصائب
الشماتة بالمصائب التي تقع للغير تتنافى مع الرحمة التى يفترض أن تسود بين المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له - لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل فى ذلك، ولكنه قال فى نبل وسمو خلق: "لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا" ثم تسامى فى النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة.
ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام، وقد كانوا فى قحط، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم، بل أمر إمدادهم بما كان معتادا"، وقد قال فى صفات المنافقين: "وإذا خاصم فجر"، ومن الفجور الشماتة.
الشماتة في الغير
الشماتة خلق ذميم ولا يجب على المسلم أن يفعل هذا الخلق المشين"، وهذا الخلق هو خلق الضعفاء وفيه تحقير للآخرين والإسلام ينهانا عن تحقير الغير.
الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ»، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: «فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا».
وقال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد: «إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» (آل عمران : 140).
الشماتة في الإسلام
ولا يوجد في الدين الإسلامي شماتة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك»، وهنا نتساءل: «هل من يشمت فى غيره هل ضامن أنه سيموت سليمًا معافى فقد يبتليه الله بما شمت فى غيره؟»، وهذه الشماتة لا تجوز شرعًا، بل يجب أن ندعو لكل مريض أن يعافيه الله ويمتعه بالصحة والعافية وأن يصبره حتى يعافيه على ما ابتلاه.
الشماتة في المرض
والشماتة لا تجوز فى الإسلام على أى أحد، خاصةً إذا كان مريضًا أو مصابًا أو مهموم، فنسأل الله أن يشفى مرضانا، وهذا أمر ليس من أخلاق الإسلام في شيء.
الشماتة في المعاصي
ينبغي الحذر من الشماتة من الأشخاص الذين يفعلون المعاصى، وهذا الأمر يدعو للشفقة والرحمة، وارتكاب الذنوب والمعاصى مثل الأمراض التى تصيب الجسد، وهنا لا يجوز الشماتة فيها، لأنه محرم عليك الشماتة"، ونحن نكره المعصية ولا نكره العاصى أبداً، لأن الله تعالى نهى عن فعل المعاصى ولكنه كرم الإنسان وميزه عن باقى الخلائق فلا يحق لنا كرهه شخصيا.