قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي.. والعالم في انتظار توصيات شرم الشيخ

×

تبدأ غدا فعاليات منتدى شباب العالم، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، من مدينة شرم الشيخ، والذي سيناقش عددا من المحاور الهامة، منها دور الشباب في مواجهة التحديات البيئية والمناخية.

ويناقش منتدي شباب العالم التغير المناخي وتأثيره على أغلب دول العالم والاقتصادية لأهداف التنمية المستدامة وكيفية وضع حلول للتقليل من مخاطر تغير المناخ.

وقالت نورا فرج مسئول حوكمة وسياسات في المنظمة الدولية للهجرة، إنها شاركت في ورشة عمل، اليوم، للتحضير لمنتدى شباب العالم، تركز علي التغير المناخي، ومن هذا المنطلق تم عمل 6 دراسات عن المشاكل التي تقابل أغلب دول العالم بسبب التغيرات المناخية.

وأكدت نورا فرج، أن التغيرات المناخية أدت إلي تأخر قدوم فصل الشتاء هذا العام، مشيرة إلي أن التغيرات المناخية تؤثر علي المحاصيل الزراعية وعلي صحة الإنسان، مؤكدة أن العالم يجب أن يتحد للوقوف ضد التغيرات المناخية من خلال دفع أهداف التنمية المستدامة.

ويرصد صدى البلد تأثير التغيرات المناخية على العالم سواء من الجوانب الاقتصادية أو الزراعية أو البيئية.

وقال المهندس حسام محرم المستشار السابق لوزير البيئة، ان التغيرات المناخية تزداد في العالم يوما بعد يوم بسبب زيادة معدلات الاحتباس الحراري الناجم عن الأنشطة الاقتصادية والإنسانية المختلفة خاصة من قطاعات توليد الطاقة وقطاع النقل والقطاعات الصناعية المختلفة ومرافق المخلفات وغيرها من القطاعات التي يتولد عنها غازات الاحتباس الحراري المسببة لظاهرة الاحترار العالمي والتي تتسبب بدورها في التغيرات المناخية.

وأكد محرم في تصريحات لصدى البلد، أن من أهم آثار التغيرات المناخية علي العالم هو ذوبان الجليد ومن ثم ارتفاع مستوي سطح البحار والمحيطات ما قد يؤدي لاختفاء دول او جزر أو أجزاء منها، فالأمر لن يقتصر على ما هو على سطح الأرض، بل سيصل إلى ما تحت البحر.

تغيرات المناخ تؤثر على الأمن الغذائي

وكشف ان ارتفاع درجة الحرارة سيؤثر علي الموائل الطبيعية البحرية والبرية مما سيؤثر علي الكثير من الكائنات البرية والبحرية، وهو ما سيؤثر بدوره علي الأمن الغذائي العالمي وما يستتبعه ذلك من موجات نقص غذاء ومجاعات ومن ثم سوء تغذية وإرتفاع معدلات الوفيات و الأمراض وانخفاض مستويات الصحة العامة، كما سيسهم في استفحال الصراع الإقليمي والعالمي علي الموارد الطبيعية والمائية وعلي توافر الغذاء.

كما تتسبب التغيرات المناخية في اضطراب الكثير من المؤشرات البيئية وأهمها موجات الجفاف والسيول والأعاصير، وهو ما سيؤدي بدوره في موجات من النزوح والهجرات الجماعية ومن ثم موجات من اضطراب الاستقرار الاجتماعي والسياسي والتي قد تصل إلي نشوب حروب أهلية أو إقليمية أو عالمية مما سيساهم في تفاقم الظاهرة بسبب الآثار البيئية للتغيرات المناخية.

وأشار محرم أن التغيرات المناخية تفرض تحديا وجوديا علي البشرية، فلابد من تكاتف عالمي لسرعة التصدي لهذه الظاهرة وتداعياتها الخطيرة المتسارعة بوتيرة ربما تزيد عما هو متوقع.

وتتضمن الإجراءات الخاصة بمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية ما يسمي بإجراءات التكيف وإجراءات التخفيف.

الطاقة المتجددة تقلل من أزمة المناخ

وأضاف ان المجتمع الدولي توافق علي أهداف التخفيف المحددة في اتفاقية باريس المتمثلة في الإبقاء على الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الثورة الصناعية.

وينبغي التوسُّع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الطاقات الجديدة والمتجددة، وسرعة نبذ وتحجيم استخدامات الوقود الأحفوري والفحم.

كما ينبغي تطوير التكنولوجيات المستخدمة في الصناعة وفي قطاع النقل لخفض انبعاثات غازات الاحتباس من هذه القطاعات.

وطالب محرم بالتوسُّع في زراعة الأشجار والغابات التي تعتبر رئة العالم لامتصاصها لغاز ثاني أكسيد الكربون كما ينبغي التوسع في إستخدام الأدوات المالية للتحكم في السلوك البيئي لقطاعات الأعمال المختلفة.

تأثير المناخ على المحاصيل الزراعية

وبحسب دراسة صدرت عن معهد ماكينزي العالمي، فقد توقع احتمال انخفاض محصول القمح والذرة وفول الصويا والأرز بنسبة 10%، وقد يصل التراجع إلى 18% بحلول عام 2050، بسبب التغيرات المناخية، وموجات الحرارة الشديدة، مشيرا إلى أن مثل هذا التغير قد لا يسبب نقصا في الطعام، ولكنه على الأرجح سوف يتسبب في موجة ارتفاع في الأسعار على مستوى العالم، وذلك مع افتراض ثبات السياسات الحكومية المتعلقة بالمناخ.

وأضاف أن احتمال حدوث إعصار كارثي في غرب المحيط الهادي كمثال، سوف يتضاعف أربعة أضعاف بحلول عام 2040، مشيرا إلى أن مثل هذا الحدث قد يؤدي إلى شهور من الإنتاج الضائع للشركات المتضررة مباشرة.

تأثير المناخ على الاقتصاد العالمي

وقال “ماكينزي” إن الصيف الحار بشكل غير عادي أثر سلبا على 15% من مساحة نصف الكرة الشمالي في عام 2015، مقارنة بـ0.2% قبل عام 1980، وكان لذلك، بالطبع، تبعات اقتصادية سلبية على صناعات وحرف.

ويقول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، روبرت كابلان، إن حرائق الغابات والحوادث الأخرى المتعلقة بالمناخ، لم تكن مجرد أحداث، بل إنها بدأت تؤثر على النتائج الاقتصادية.

ويرى ماكينزي ، أنه بخلاف مسألة تكييف الأفراد مع مستويات الرطوبة الجديدة، فإن صناعات عملاقة سوف تتأثر بذلك، وأهمها صناعة التأمين، كما بدأ المستثمرون في وول ستريت بمعالجة تغير المناخ بالطريقة التي ينظرون بها إلى الأزمات المالية.

وتشير الدراسات ، إلى أن التحدي الأكبر فيما يتعلق بالتغير المناخي، هو عدم قدرة البشر والكائنات الحية الأخرى، على التكيف مع درجات الحرارة الجديدة، ورغم أن درجات الحرارة والرطوبة لم تصل بعد إلى المستويات التي لا يمكننا تحمله، فإنها ستصل في بعض المناطق بحلول عام 2050، إذا استمر معدل ارتفاع الدرجات السنوي دون تغيير.

تأثير المناخ على دول حوض البحر المتوسط

حذرت جامعة "هونج كونج" من احتمالات كبيرة أن تواجه دول حوض البحر المتوسط مستقبلا تأثيرات سلبية أكبر لتغير المناخ أكثر من أى وقت مضى؛ وذلك بسبب التغيرات البيئية المتعددة والمخاطر التى تؤثر على سبل عيش مواطنى المنطقة بأكملها.

وذكرت الجامعة -في تقرير لها حول أثر التغيرات المناخية علي دول البحر المتوسط- "أنه حتى الآن.. تم التقليل من شأن المخاطر التى يشكلها تغير المناخ فى دول البحر المتوسط، لأن كلا منها تم بحث ظروفها البيئية بشكل مستقل فقط.. وقال مايكل تسيمبلز الأستاذ فى جامعة "هونج كونج": فى الواقع، الظروف البيئية مترابطة وتتفاعل مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التى تفاقم آثارها بحيث يتعين معالجتها جميعا فى نفس الوقت وضمن نفس القيود المالية.

وكشف البحث عن أن التغيرات المناخية أدت إلى تفاقم المشاكل البيئية الحالية بسبب التغيرات فى استخدام الأراضى، مثل الزحف الحضارى، والنشاط الزراعى، جنبا إلى جنب مع زيادة معدلات التلوث وتناقص التنوع البيولوجى.. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع، بسبب تغير المناخ، أن يزيد الطلب علي المياه -بحلول نهاية القرن الحالي- فى المنطقة بنسب تتراوح ما بين 4 و18%، وبينما من المرجح أن يتصاعد النمو السكانى من 22 إلى 74%، فإن التنمية السياحية والصناعات الجديدة والتمدد العمرانى قد يزيد من تلوث المياه أيضا.

وتشير البيانات إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة بين دول حوض البحر المتوسط بمقدار 1.4 درجة مئوية منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية ، بمعدل 0.4 درجة مئوية أكثر من المتوسط العالمى.. الأهم من ذلك، فإن هذه الدول معرضة لخطر هطول الأمطار فى فصل الصيف بنسب تتراوح ما بين 10 إلى 30 % فى بعض المناطق، مما قد يؤدى إلى نقص فى المياه وانخفاض فى الإنتاجية الزراعية، لا سيما فى الدول الجنوبية.

احتمالات غرق الإسكندرية

وصرحبوريس جونسونرئيس الوزراء البريطاني، في قمة جلاسكو للمناخ، بأن بعضالمدن الساحليةمعرضة للغرق ومنها الإسكندرية.

وتؤكد دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، عام 2019، أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة التي تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة مثل ليبيا.

بينما يتوقع تقرير أصدرته الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن شواطئ الإسكندرية ستُغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، ما سيتسبب في تهجير حوالي 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل، بحلول عام2050، إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وتتنبأ دراسة أجرتها منظمة المناخ المركزية، عام 2018، بغرق مساحة تصل إلى 734 كيلومترا في دلتا النيل بحلول عام 2050، ويتوقع أن تتوسع إلى 2660 كيلومترا بحلول نهاية القرن، ما يعني تعرض كامل مساحة الإسكندرية لخطر الغرق.