هل الصدقة الجارية تصحُّ عن الحي والميت أو أنها خاصةٌ بالميت فقط .. سؤال ورد للدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية.
قال مستشار المفتي عبر الفيسبوك ، إن المختار للفتوى أن الصدقة الجارية هي عملٌ مختصٌّ بالأحياء في الأصل من أجل استمرار أجورهم الصالحة نتيجة وجود أصل هذه الصدقة وبقائه زمنًا طويلًا حتى ولو بعد وفاتهم ، ويجوز أن تُهْدَى هذه الأجور للأموات ، بمعنى أن تكون الصدقة الجارية على اسمهم .
الأصل في الصدقة الجارية أن يعملها الأحياء لأنفسهم ، ويجوز عملها من الحي للميت بأن يهدي ثوابها له .
ورد سؤال للشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من سائل يقول "الصدقة الجارية هل يشترط من المال الخاص بالمتوفى؟".
وأجاب أمين الفتوى خلال فيديو البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أنه لا يشترط الصدقة الجارية أن تكون من المال الخاص للمتوفي، وتجوز الصدقة من مال أولاده وأصدقائه.
وتابع": عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).. [أخرجه مسلم في صحيحه].
وأشار إلى أنه لا يشترط أن تكون الصدقة الجارية من مال المتوفى .
هل الصدقة الجارية قاصرة على المتوفين؟
أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن الصدقة الجارية التى تصل حسناتها إلى المسلم تكون قبل الممات وبعده، وقال إنه إذا كان الشخص يريد وهو على قيد الحياة أن يعمل عملا صالحا له على هيئة صدقة جارية فجائز وتستمر حسنات ذلك العمل حتى بعد وفاته.
وأضاف «عويضة»، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء ، أنه لو توفى الإنسان وأراد أبناؤه فعل صدقة جارية له فجائز أيضا، وحسنات ذلك العمل تزيد من درجاته فى الجنة وتضيء له قبره لأن أبناءه من كسبه.
هل يجوز تخصيص الصدقة الجارية لأكثر من متوفى
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا مانع من إشراك أكثر من شخص واحد في ثواب الصدقة الجارية.
وأضاف «ممدوح» خلال البث المباشر لدار الإفتاء على «فيس بوك» في إجابته عن سؤال: «هل يجوز أن أشترك مع زوجي في شراء ثلاجة وجعلها سبيلًا لله وتكون صدقة لوالدي، ولأم زوجي؟» أنه يجوز ذلك ويحصل كل واحد منهما على الأجر.
واستشهد أمين الفتوى بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».