الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما سال قط وما مال قط

كريمة ابو العينين
كريمة ابو العينين

ذكر فى الأثر القديم أن رجلا كان يحب العسل لدرجة كبيرة جدا جعلته كلما رآه لا يتركه الا منتهيا فارغ الإناء ما جعل زوجته تخفيه منه وتحكم غلق كافة الأوانى المليئة بالعسل .

ويحكون أيضا أن الزوج هداه تفكيره الى ادخال ما كانت تسمى حينها بوصة وهى تشبه الناي الذى يتغنى به الموسيقيون ولكنها مفرغة من الداخل كلية وكان يدخلها فى ما يطلق عليها حينذاك زلعة العسل وهى اناء فخارى كبير الحجم ، ويشرب حتى يرتوى من حبه العسلى ويترك الاناء او الزلعة كما كانت مغلقة ويعود لحال سبيله. 

وتمر الأيام وحينما تأتى زوجته لجلب بعض من العسل لأولادها تجد الاوانى فارغة مع انها مغلقة، فكانت تضرب كفا بأخرى وتقول القولة الشهيرة ما مال قط وما سال قط، أى ان الأوانى على حالها لم تقع كما انها لم تمل فتفرغ ما بداخلها ، ومن هنا جاءت جملة او حرف كلام هذه السيدة إلى سلقط وملقط .

 والآن نحن نعيش فى سلقط وملقط ولكن بصورة تكنولوجية تواكب العصر، فالدول الكبرى تمارس سياسة مص ثروات الشعوب بطريقة سلقط وملقط، فهى تعطى باليمين فى صورة منح وقروض ما تأخذه أضعافا مضاعفة بالشمال، وبكل الأيادى الظاهرة والخفية ، نفس الدول هى التى تعلن عن نفسها بأنها الراعى الاعظم لحقوق البشرية ونصرة الضعفاء، ولكن سياسة سلقط ملقط متواصلة السيناريوهات فى أماكن متعددة من العالم يكمن فيها المصلحة والصلح والتصالح .

الاقتصاد العالمى هو الآخر يطبق سياسة سلقط ملقط بإيهام أصحاب الثروات بالسيطرة والهيمنة من اجل هدف سامٍ وهو استنزاف هذه الدول وسلبها عناصر قوتها ما دفع الارجنتين والبرازيل الى منع الاقتراض الذى جعل منهما دولتين مدينتين رغم امتلاكهما ثروات طبيعية هائلة تكفى لإطعام قارتهما اللاتينية ومن تجاورها ان لم يكن العالم أجمع .

سياسة سلقط ملقط توازى فى دهائها ما شمله كتاب الأمير لـ ميكافيللى والذى يقال ان كل ملوك العالم ورؤساءه يضعونه تحت وسائدهم من كثرة تعلقهم واتباعهم لما في المؤلف من نصائح ودلائل وقيم وعبر ودروس . 

سلقط ملقط لم تعد مجرد جملة تراثية ولكنها أسلوب حياة فى عالمنا الحالى .