منذ أن إمتدت يد التنمية إلي محافظات صعيد مصر من بني سويف شمالا حتي أسوان جنوبا و شهدت محافظة بني سويف خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من المشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات خلال السبع سنوات الماضية إنجازات حقيقية وواقعية ساعدت علي انتشال المحافظة من التهميش.. وجعلتها احدي المحافظات التنموية في صعيد مصر بإجمالي قيمة المشروعات القومية تكلفتها تخطت الـ 105 مليارات جنيه استهدفت تحقيق نقلة نوعية في القطاعات الحيوية ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل أثناء التنفيذ وبعده جعلت من بني سويف نقطة جذب واعدة للاستثمارات هيئت بيئة الأعمال لتنفيذ المشروعات الخدمية نقلت بني سويف من خانة الأكثر فقرا للأكثر جذبا للاستثمارات أضفت تحسينا ملموسا على مستوى معيشة المواطنين
وتعد محطة كهرباء غياضة التي تبلغ تكلفتها 2 مليار و500 ألف يورو من أهم هذه المشروعات باعتبارها الأكبر من نوعها عالميا ضمن 3 محطات على مستوى الجمهورية تم تنفيذها في 30 شهر "معدل تنفيذ قياسي " 42 مليون ساعة عمل تقريبا استغرقها المشروع أمنة بدون إصابات أكبر مشروع قومي يتحقق على أرض بني سويف شارك في إنشائها 8 ألاف عامل بشكل مباشروفرت أكثر من 35 ألف فرصة عمل بشكل مباشر ، دعمت الشبكة العامة لكهرباء مصر بجانب محطتين أخريين بـ 20 %.
حالة من التغير والتطور حيث إنتقلت محطة كهرباء العملاقة بقرية غياضة الشرقية جنوب محافظة بني سويف بالقرية من الظلام إلى النور ومن الفقر الي الغني .. اختلافات عدة تراها منذ أن تصل قدماك إلي قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب شرق بني سويف فبين أحضان الجبل وأطلال المقابر كان يعيش أكثر من 15 ألف نسمة بين الجهل والفقر الشديد داخل القرية.
وتجد قلة من المواطنين من مرتادي" القهاوي" والذين لم يحالفهم الحظ في العمل بمحطة الكهرباء ناقمين علي المشروع وعلي العاملين وعلي بعد أمتار منهم تجد العمال والمهندسين الذين يرتدون زيا موحدا ويعملون كخلية نحل وكأنهم يعزفون سيمفونية في دار الأوبرا المصرية .
عاني العمال والاهالي من صعوبة في المواصلات لكى تفكر في الذهاب إلى القرية وعليك بحلين لا ثالث لهما، إما أن تستأجر سيارة "تاكس" من مدينة بنى سويف يطلب سائقها منك 200 جنيه أو ، أو إما أن تعبر النيل من أمام مدينة ببا غرب النيل للشرق "وأنت تردد الشهادتين" فى معدية متهالكة تجمع الأهالي والمواشي وسيارات النقل فى مشهد ينقصه الحياة الادمية والرقابة.
فهناك أكثر من 8 آلاف عامل ومهندس وفني عملوا أكثر من 38 مليون ساعة عمل متواصله، لإنجاز مهمة قومية، وضعتها بني سويف لتكون مصر من كبرى الدول المنتجة للكهرباء على مستوى الشرق الأوسط بل العالم بأكمله.
وأصبحت محطة كهرباء غياضة الشرقية ببني سويف هي الأولى في مصر، حيث إن معدل الإنتاج يضاعف إنتاج السد العالي مرة ونصف.
تري في المكان خلية نحل تواصل العمل ليل نهار هي طبيعة العمل اليومية في المحطة، شعارات كثيرة هنا وهناك للأمن والسلامة المهنية وملابس خاصة للعاملين والزائرين تحميهم من المخاطر.
اذا كنت خارج المحطة المشهد فخارج المحطة لا يختلف كثيرا عن داخلها، مع انتشار محال البقالة والباعة والمطاعم الصغيرة والمقاهى لاستقبال العاملين في أوقات الراحة من الثانية عشرة وحتى الواحدة ظهرًا.
المحطة تقع على مساحة 85 فدانا، تكلفت 6 مليارات يورو، وبدأت بالفعل في الإنتاج وتم إدخالها للشبكة منذ نوفمبر قبل الماضي كما أن المحطة تدار من خلال غرفة تحكم رئيسية مجهزة بأحدث أجهزة التحكم القادرة على فصل الحركة في أي وقت، وكذلك التحكم فى أجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة، وتعمل على مدار اليوم.
عدد ساعات العمل بالمشروع وصل إلى 42 مليون ساعة، دون إصابات أو خسائر، الأمر الذي وضع المشروع ضمن أفضل مشاريع العالم في اتباع طرق السلامة والأمان، والمشروع يتبع لوحات إرشادية لتوضيح طرق السير الآمنة بالمحطة.
تم تصميم إدارة المحطة كمنطقة بانوراما كبيرة لتكون واجهة لاستقبال رحلات الراغبين فى التعرف على المحطة، والتي ستعد من أكبر محطات الكهرباء على مستوى العالم من نظام "hi class".
يبقى أن نقول إن كمية الرمال المستخلصة من المحطة أو الناتجة من أعمال الحفر تضاهي مساحة الهرم الأوسط بالجيزة.
كما عمل في المشروع حوالي 35 ألف مواطن عمالة غير مباشرة " النقل ، المحاجر ،المعدات " ، و7 آلاف فرصة عمل مباشرة منهم 75 % من أبناء بنى سويف 4 آلاف تقريبا.
ويعتبر أهالي القرية إنشاء محطة الكهرباء بغياضة بمثابة تشبه السفر للخليج حيث إنها وفرت المال والوقت لأبناء القرية وأنها فتحت بيوت شباب ورجال القرية والقرى المجاورة لها .