بعد سنوات طويلة من معاناة أهالي مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، من إهمال وزارتي الأوقاف والآثار لمسجد العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام، الذي يحتاج إلى ترميم عاجل، فوجئ الأهالى بصدور قرار من مديرية الأوقاف بإغلاق المسجد الأثرى ببيلا، بدلاً من الاستجابة لمطالبهم بترميمه، كونه يحظى بأهمية تاريخية.
الأهالى كانوا قد خاطبوا مسؤولى الأوقاف والآثار بترميم وصيانة مسجد «أبو غنام» الأثرى، الذى صدرت تعليمات أمس الخميس بغلقه أمام المُصلين لخطورته على حياة المُصلين، حيث تتساقط المياه من سقفه الخشبى على المُصلين خلال الصلوات الخمس.
وقال عبد الحميد صالح، أحد رواد المسجد، إن حالة مسجد «أبو غنام» سيئة للغاية رُغم أهميته الأثرية، مُتابعاً: «استغثنا بمسؤولى الأوقاف والآثار دون جدوى، والمسجد يُعانى من سقوط المياه على رؤوس المُصلين وأصبح فى حالة حرجة».
وأضاف جلال شعيشع، أحد رواد المسجد، إن هناك حالة من الحُزن الشديد تنتاب جميع أهالى مدينة بيلا بعد قرار غلق مسجد «أبو غنام»، مُؤكداً أن المسؤولون فى وزارة السياحة والآثار قاموا بإعداد العديد من المُقايسات لترميم المسجد بالتعاون مع وزارة الأوقاف على مدار السنوات الماضية، ولكن لم يتم تنفيذ أى شيء حتى الآن.
وأوضح إبراهيم عثمان، أحد رواد المسجد، إن مسجد «أبو غنام» يُشبه الجامع الأزهر الشريف، وله زواره بصفته أثراً إسلامياً وبه قطب من أقطاب الصوفية وهو العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام، مُستطرداً: «للأسف بدلاً من أن يتم صيانة المسجد الأثرى وأعمدته المُتهالكة والمُتآكلة وسقفه الخشبى فوجئنا بصدور تعليمات من الأوقاف بغلقه أمام المُصلين، خوفاً على حياتهم».
وفى سياق متصل، ناشد العديد من أهالى مركز ومدينة بيلا، الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بسُرعة بدء أعمال ترميم مسجد «أبو غنام»، حفاظاً على التراث الأثرى والمعمارى، وحفاظاً على حياة المُصلين والزائرين.
كما طالب الأهالى أيضاً، بوضع المسجد على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانته التاريخية والأثرية، ولاسيما أنه يُعد أحد أقدم مساجد المحافظة.
كانت مديرية الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، قد قرّرت أمس الخميس، غلق مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام والشهير بمسجد «أبو غنام» الأثرى بمدينة بيلا، بناءً على تقرير الإدارة الهندسية، وذلك بعد تسرب مياه الأمطار من سقف المسجد خلال موجة الطقس السيئ الأخيرة، وخطورة وضع المسجد خلال الفترة الحالية.
وجاء قرار غلق مسجد «أبو غنام» حفاظاً على سلامة وصحة رواده من أهالى مدينة بيلا، ولدرء الخطر عنهم، ولحين بدء ترميمه بالتعاون بين وزارتى الأوقاف والسياحة والآثار.
ويرجع تاريخ إنشاء مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام، أحد الأولياء الصالحين الذى عُرف عنه التقوى والصلاح وله كرامات عظيمة، إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد فى العصر المملوكى الشركسى، ليكون تُحفة معمارية، بعد أن تُوفى رضى الله عنه عام 632 هجرية عن عُمر يُناهز 67 عاماً، ودُفن بمقامه المشهور بمسجد «أبو غنام»، بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.
مسجد «أبو غنام» تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001م، ومرّ على تاريخ إنشاء المسجد أكثر من 744 عاماً، وكان يُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة فى تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالته يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبح فى طى النسيان، وبات مُهدداً بالانهيار فى أى وقت.