دعت ألمانيا، يوم الجمعة، إلى خفض التصعيد في كازاخستان، حيث أصدر الرئيس أمرا للجيش بإطلاق النار بهدف القتل لإخماد الاحتجاجات.
وقالت الناطقة باسم الحكومة الألمانية كريستان هوفمان، إن ”العنف لم يكن يوما الرد المناسب“، مضيفة أن برلين ”تدعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حل سلمي“.
وكان رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، قد أعلن في وقت سابق الجمعة، أنه سمح للشرطة بإطلاق النار ”دون إنذار مسبق“ لوضع حد لأعمال الشغب الفوضوية التي تهز البلاد.
وقال توكاييف في خطاب متلفز: ”أعطيت الأمر بإطلاق النار للقتل من دون إنذار مسبق“.
وأضاف أن ”الإرهابيين يواصلون تدمير الممتلكات واستخدام أسلحة ضد المواطنين“.
وأشار إلى رفض أي إمكانية للتفاوض مع المحتجين ووعد ”بالقضاء“ على ”المجرمين المسلحين“، مبينا أن تصفيتهم ”ستتم قريبا“.
ولفت إلى أن ألماتي كبرى مدن البلاد تعرضت لهجوم من قبل ”عشرين ألف مجرم“ لديهم خطة واضحة“ ويتمتعون ”بمستوى عال من الاستعداد القتالي“.
إلى جانب ذلك، قدم توكاييف شكرا حارا إلى نظيره الروسي وحليفه فلاديمير بوتين لإرساله قوات للمساعدة في إنهاء أيام من أعمال الشغب الدامية في البلاد.
وقال: ”أشكر بشكل خاص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. لقد استجاب بسرعة كبيرة وقبل كل شيء بطريقة ودية لندائي“.
وأدت أعمال الشغب التي تخللها تبادل إطلاق نار بأسلحة نارية، إلى سقوط عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح حسب السلطات.
وأفادت الشرطة بسقوط 18 قتيلا و748 جريحا في صفوفها.
واعتقل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد، حسب أحدث الأرقام التي بثها التلفزيون.
وتواصلت أعمال العنف أمس الخميس، حيث سمع صحفي من وكالة ”فرانس برس“ عددا كبيرا من الطلقات وسط مدينة ألماتي التي تبدو آثار اشتباكات اليوم السابق واضحة فيها، على واجهات مبان سُوِّدت بألسنة اللهب وهياكل آليات متفحمة وأغلفة رصاص على الأرض.
وقام مثيرو أعمال الشغب خصوصا بنهب مباني العديد من القنوات التلفزيونية وأضرموا النار في مبنى بلدية ألماتي والمقر الرئاسي.
وأشار صحفي من ”فرانس برس“ إلى أن واجهة المبنى أصبحت سوداء بفعل النيران بينما خلع باب مدخل المجمع.
وسببت أعمال الشغب بسرعتها وشدتها صدمة في كازاخستان التي تضم 19 مليون نسمة والغنية بالموارد الطبيعية والمعروفة بحكومتها المستقرة والمستبدة.
وحاولت السلطات في البداية تهدئة التظاهرات لكن دون جدوى، عبر خفض في أسعار الغاز وإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول ليلي في جميع أنحاء البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء ”ريا نوفوستي“ عن النائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية دورين أباييف قوله إنه ”في البداية كان كل شيء سلميا. لكن لاحقا، غرق المتظاهرون السلميون في دعوات إلى العنف من قبل المحرضين“.
وأضاف أن الحشد ”كان يقوده قطاع طرق وإرهابيون مسلحون“، موضحا أن ”قطاع الطرق“ قاموا بعمليات نهب بينما تولى الآخرون ”تنفيذ هجمات أهدافها محددة“ للحصول على أسلحة نارية.
وبمعزل عن ارتفاع الأسعار، صب المتظاهرون غضبهم خصوصا على الرئيس المستبد السابق نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 ومازال يتمتع بنفوذ كبير. وهو يعتبر راعي الرئيس الحالي.
وطالبت الأمم المتحدة الخميس، جميع الأطراف في كازاخستان بـ“الامتناع عن كل أعمال عنف“ بينما دعت واشنطن إلى ”حل سلمي“.
من جهة أخرى حذرت الولايات المتحدة الخميس القوات الروسية من أي انتهاك لحقوق الإنسان أو أي محاولة ”للسيطرة“ على مؤسسات البلاد.
وأعلن وزير الخارجية الكازاخستاني مختار طليوبيردي الجمعة، أنه ناقش الوضع ومهمة القوات الروسية في البلاد مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين.