اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها ببدء الإمارات عملها كعضو منتخب في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023.
وسلطت الضوء على سرعة الدولة في الاستجابة لمواجهة فيروس "كوفيد-19" من خلال المبادرات والخطط التي ساهمت في سرعة التعافي والعودة للحياة الطبيعية، كما تابعت الأجواء السائدة قبيل بدء الحوار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في الثاني عشر من هذا الشهر واشداد وتيرة المواقف والتصريحات النارية بين الجانبين.
الإمارات في مجلس الأمن للمرة الثانية
فتحت عنوان "صوت التوافق".. كتبت صحيفة "الاتحاد": أينما تحل الإمارات يعم السلام، وفي أي مشاركة كانت، عربية، أم دولية، يرتفع صوت الحوار أولاً من مبدأ فعل يسبق القول، واستراتيجية عنوانها التسامح والأمل.
وقالت الصحيفة: تنطلق مهمة الدولة خلال عضويتها الثانية في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023، مؤكدة على التزامات تأمين السلام، وتعزيز الشمولية، وبناء القدرة على الصمود، والتحفيز على الابتكار.. التزامات شددت في شعارها «أقوى باتحادنا» على دبلوماسية الحوار، والتوافق في الآراء، والعمل على أن يكون للمجلس صوت موحد، من أجل بناء الجسور، وتعزيز العمل متعدد الأطراف.. وخريطة طريق واضحة تعكس ما تمثله الإمارات دولة وشعباً من تسامح، وشمولية، وإيمان، بأن قوة المجلس في التقارب بين أعضائه ودفع وحدته في مختلف القضايا التي تعزز الاستقرار في العالم.
وقالت "الاتحاد" في الختام: مهمة سامية جديدة للدبلوماسية الإماراتية، لا بد أن يكتب لها النجاح في تصميمها على نشر السلام وحل الصراعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وحول الموضوع نفسه وتحت عنوان "مجلس الأمن.. أقوى باتحادنا"، قالت صحيفة "البيان": بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، عملها كعضو منتخب في مجلس الأمن للفترة 2022 - 2023، مع تأكيدها بأنها لن تكون في المجلس صوتاً عربياً فحسب، بل ستسعى إلى تمثيل سائر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ونقل هموم وهواجس المجتمع الدولي وشعوبه، الأمر الذي من شأنه تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية. لذلك فإنها حين تعلن عن التزامات «أقوى باتحادنا»، فإنها تسترشد في هذا الشأن بالتزامات تأمين السلام وتعزيز الشمولية وبناء القدرة على الصمود والتحفيز على الابتكار، وهذا ما سيظلل فترة عملها بالمجلس، وبالتعاون مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأضافت: بذلك فإن دولة الإمارات تعبّر عن منهجها الذي أرسته قيادتها الرشيدة، وهو منهج قائم على مناصرة مختلف القضايا التي تشغل اهتمام الشعوب والمطروحة أمام أعضاء المجلس، ومنها قضايا المرأة، والسلام والأمن، والتغير المناخي، واستخدام التكنولوجيا لبناء وتعزيز السلام، إضافة إلى مكافحة التطرف والإرهاب، والاستجابة الفاعلة والجماعية لجائحة «كورونا»، والبحث عن أنجع السبل للتعافي منها.
التطعيم ضد كورونا في الإمارات.. روح المسئولية الجماعية
من جانب آخر وتحت عنوان "التعافي المستدام مسؤولية جماعية"، أكدت صحيفة "الوطن": أن دولة الإمارات تواصل عبر استراتيجيتها المتفردة التي تتسم بالمرونة والتعاون التام من خلال العمل بروح الفريق انطلاقاً من رؤى القيادة الرشيدة وتوجيهاتها السديدة ورعايتها الدائمة توفير سلامة صحة المجتمع وضمان استدامتها في مواجهة تحدي "كوفيد - 19"، خاصة من حيث أهمية تلقي اللقاحات المعتمدة، والتي بلغت في دولة الإمارات 100% لمن تلقوا الجرعة الأولى، و92.31% لمتلقي الجرعتين من إجمالي إحصاء السكان المعتمد، وهي تأتي ضمن خطة تطعيم وطنية الهدف النهائي منها تحقيق المناعة المجتمعية عبر كافة الإجراءات المتعبة، حيث أن العمل يتم وفق قواعد علمية تسعى من خلالها إلى مواصلة محاصرة الفيروس، ويأتي تأكيد الجهات المختصة على أهمية تلقي الجرعة الداعمة لما لها من أهمية في منع تفشي المتحولات واستمرار الحد من انتشار الجائحة بشكل تام.
وشددت على أن صحة الجميع أمانة مشتركة يجب أن يكون الجميع أهلاً لها وعلى قدر المسؤولية الأخلاقية والوطنية، فكل فرد في المجتمع يمكن أن يشكل بسلوكه الحضاري الواجب داعماً للمساعي الوطنية ويعزز حصن الحماية والمكتسبات المحققة، والبقاء على مواكبة تامة للتوجيهات الرسمية التي يتم اتخاذها بناء على المتابعة الدقيقة للتطورات ووفق أسس ومرجعيات علمية لتكون النتائج وفق ما يتم العمل عليه ضمن الاستراتيجية الوطنية التي أثبتت قوتها وفاعليتها المطلقة في الانتصار على التحدي.
تصعيد كلامي يسبق مباحثات روسيا والغرب
من جهة أخرى وتحت عنوان "عواصف ما قبل الحوار"، قالت صحيفة "الخليج": قبيل اللقاء المرتقب في جنيف في العاشر من الشهر الحالي بين الوفود الأمريكية والروسية، وبدء الحوار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في الثاني عشر من هذا الشهر، اشتدت وتيرة المواقف والتصريحات النارية بين الجانبين، وارتفع منسوب التهديدات المتبادلة، بما يوحي وكأن عواصف هوجاء تخيم على هذه اللقاءات، وأن نتائجها ستكون مخيبة للآمال ولن تحقق أي اختراق يكبح جماع «الرؤوس الحامية» التي تهيئ للحرب.
وذكرت أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس بايدن حذر بوتين من «عقوبات واسعة على روسيا في حال واصلت التصعيد في أزمة أوكرانيا». وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إنه «في حال حدث توغل روسي داخل أوكرانيا سنكون ملتزمين بالتحرك، ولدينا قوة أطلسية قادرة على ذلك»، في حين وصل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أوكرانيا في زيارة ترمي إلى إظهار دعم أوروبا لكييف في مواجهة التهديدات الروسية بقوله: «أنا هنا لأظهر دعم الاتحاد الأوروبي لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها»، في حين أشار السفير الروسي لدى الولايات المتحدة في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» إلى أن «استمرار الغرب في نهجه لخلق التهديدات العسكرية لروسيا سيستدعي رد موسكو على هذه التهديدات».
وتابعت إلا أن هذه المواقف التصعيدية وحرب البيانات المتشددة قبيل قمة جنيف وحوار بروكسل، هي بالمعنى السياسي من عدة الشغل التي تسبق أي عملية مفاوضات معقدة، كي يبدو كل طرف وكأنه ملتزم بمواقفه، لكن خلال المفاوضات يبدأ العد التنازلي بعد أن يطرح كل طرف مخاوفه على الطاولة.
وقالت "الخليج" في الختام: تهدئة عواصف التهديدات ممكنة من خلال حوار متكافئ ومصارحة بشأن المخاوف المتبادلة، ووضع خطوط عريضة لضبط النفس بما يحقق مصالح الجميع.