الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى شباب العالم

نهال علام
نهال علام

ساعات تفصلنا عن بداية حَدث سطرته مِصر بريادة وكررته فأصبح عادة، حقق النجاح فمنح لوطني السيادة، فهذا  درب شائك يصعب على الجميع المضي فيه وتحقيق السعادة، ولكن لأنها مِصر اقتنصت الانفراد بجدارة، عودتنا أُم الدنيا أن تتحدث فتصمت أمامها الدُنا، ولكنها تلك المرة تدعو العالم ليتحدث، بل الفئة الأصعب مِراساً في العالم تستضيفها لتبوح وتوضِح، بما يعتمل في جنبات نفسها ودواخل أفكارها.. لنفهم.

فكيف يتواصل العالم دون أن يستوعب ما يدور داخل حلقة وصله! وكيف تتصل الحضارات دون توقف لقراءة ما يجول بخاطر قوتها الفاعلة ! إنهم شباب العالم.

من وجهَت لهم بلادي الدعوة ليتحدثوا وفي بوتقة حضارتها ينصهرون وعلى أرضها يتناغمون مع نظرائهم من شباب الوطن فيكتملون إنسانياً ويتنافسون فكرياً ويتكاملون مجتمعياً، وكل ذلك يتم حوارياً، أليس العالم بقارة صغيرة وبفضل التكنولوجيا أصبح أشبه بدويلة ضئيلة! إذاً فليتلاقى شباب الإنسانية على أرضنا المصرية.

حدث عالمي فريد، استطاعت مِصر أن تنتزع اعتراف لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة بأن نسخه الثلاث منصة شبابية دولية، ونحن اليوم على أعتاب النسخة الرابعة نحمل في أذهاننا نجاحات  ١٥٠٠٠ من شباب العالم من ما يزيد على ١٦٩ دولة تم استضافتهم على مدار النُسَخ السابقة.

النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، والتي جاءت بعد عامين من الأخيرة بسبب ظروف الوباء والحظر وتوقف كل الفعاليات عالمياً ومنها المنتدى، لذا عند فتح باب الاشتراك للنسخة الحالية تقدم ما يزيد عن نصف مليون شاب من ١٩٦ دولة، وما مِن رقم إلا وله دلالة وذلك الرقم ذو علامة على نجاح التجربة المصرية في التنمية الأساسية التى نشهدها يومياً في عدة مناحي، والبنية الإنسانية التي تعمل الدولة جاهدة عليها وذلك لإدراكها أن الحجر قبل البشر، فالمواطن أساس التنمية فأن لم يَكن ذلك الأساس سليماً ستذهب تلك المجهودات الجبارة هباء مصر لا تعرف إلا البقاء، فسنسطر للتاريخ كيف كان الطريق للجمهورية الجديدة التي تليق بتاريخ مِصر القديمة.

بدأت الفكرة في ٢٥ أبريل ٢٠١٧ عندما عرض مجموعة من الشباب المصري خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، وكعادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الاستجابة الفورية للأفكار البهية، أعلن دعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، وفي نوفمبر من نفس العام انطلقت النسخة الأولى للمنتدى بنجاح ساحق لتثبت للعالم في هذا التوقيت الدقيق أن مِصرنا قادرة على تقديم الجديد.

منتدى شباب العالم قائم على ثلاثة محاور رئيسية السلام والتنمية والإبداع، ومن خلالها يتم مناقشة كل الموضوعات المختلفة التي يهتم بها الشباب، لذلك هو بمثابة منصة للتعبير عن وجهات النظر وتقديم الأفكار وتبادل الخبرات من خلال الجلسات وورش العمل التي يزخر بها المنتدى.

على مدى النُسخ السابقة خرجت العديد من الأفكار والمبادرات المبهرة من رحم المنتدى مثل مبادرة حياة كريمة، والعديد من المبادرات الفاعلة، ولعل إحدى توصيات النسخة الثانية العمل على تمكين الشباب والمرأة بتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهليهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب، وذلك ما نشهد الدولة تقوم به بإخلاص، فأنظر لمكتسبات الشباب والمرأة على مدى سنوات تولي الرئيس، بعد سنوات طويلة من التهميش لتلك الفئة المثابرة والصابرة على إرث من التجاهل لقدراتهم والتعالي على وجودهم في طاولة الحوار أو أثناء صُنع القرار، ولكن من شيم الرئيس إذا وَعد أوفى فشباب ونساء اليوم هم خير سفير لما عليه مِصر اليوم.

تحت شعار نعود إلي السلام والابداع والتنمية على أرض السحر والسلام ،  تنعقد النسخة الرابعة في مدينة السلام شرم الشيخ وسط جلسات نقاشية وحوارية عديدة فالنسخة الأخيرة شهدت ٥٢ جلسة، خرج منها الشباب بالعديد من الأطروحات البناءة ليس فقط فيما يتعلق بمشكلاتهم الشخصية ولكن أيضاً بالتحديات الدولية والبيئية، فالمنتدى منصة تفتح آفاق المعرفة السياسية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، وهذا هو هدف ثالوث السلام والتنمية والابداع الذي يتم تطبيقه بدءًا من صالات الاستقبال بالمطار وحتى أدق التفاصيل التي تؤكد على عراقة هويتنا التاريخية وقوة دولتنا الحديثة، ويتأكد من خلال العروض الفنية الإبداعية على مسرح شباب العالم الذي ينطلق تحت شعار الثقافة والفن حق من حقوق الإنسان، وتعبِر عن رؤية الدولة للفن وتقديرها لدور الابداع في دفع عجلتي السلام والتنمية.

أهلاً بكل شباب العالم من كل بِقاع العالم، الحاضرون داخل القاعات والمشاركون عبر المنصات، فتلك النسخة تشهد تطوراً تكنولوجيًا يتواكب مع المتطلبات العالمية، حيث قدمت تطبيق للأجهزة المحمولة يتيح لكل الراغبين المشاركة بالأسئلة ومتابعة الفاعليات من أي مكان في العالم، فالحوار والتواصل هو هدف المنتدى لذا لا يدخر القائمين عليه جهداً لمد جسور الحوار واستقبال الأفكار بكل الطرق الممكنة.

كما تشهد كواليس هذا الحدث مجهود متصل بدأ من لحظة تبني الفكرة، تنسيق وتكامل ودعم العديد من الجهات الرسمية والحكومية على رأسها رئاسة الجمهورية والوزارات المعنية وإدارة المنتدى، وأيضاً مشاركة العديد من الرعاة ليخرج المنتدى كما يليق بصورة مصر دون المساس بميزانية الدولة، تقديراً منهم لدور المنتدى في تقديم الوجه الحضاري والراقي لوطننا.

وجاءت مبادرة تمويل المشاريع التنموية الصغيرة بخمسين مليون جنيه من فائض تمويل إدارة المنتدى خطوة متسقة مع أهداف المنتدى، والتي تؤكد وعى كل الجهات المشاركة في تمويل الحدث بقيمته السياسية والسياحية والثقافية والتي يمكن تلخيصها في جملة واحدة ( انعكاس لحالة استقرار الدولة المصرية) وذلك الاستقرار هو مفتاح الاستثمار والاستمرار على نفس الخطوات الوثيقة نحو الجمهورية الجديدة، فدور المنتدي امتد من الجانب المعنوي لمفهوم الحوار للأثر المادي كإحدى ثمار هذا الحوار.

فمن المصريين رسالة حب وتحية لكل شباب العالم من كل بقاع العالم ومرحباً بهم في أرض السلام مِصر التي ما سعت يوماً إلى للسلام.