سورة الدعاء المستجاب.. يبحث كثير من المسلمين مع صباح يوم جديد عن سورة الدعاء المستجاب، لما ورد في فضل كتاب الله تبارك وتعالى من مكانة عظيمة فهو الوحي الخاتم والكلم المحفوظ والنور المزلزل، وشفاء الصدور، يقول المولى تبارك وتعالى عن القرآن:" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله".
سورة الدعاء المستجاب
وسورة الدعاء المستجاب أو سورة الاستجابة هي سورة الأنبياء بحسب كثير من العلماء لما ورد فيها من عظيم الدعاء وأكثرها إلحاحاً في حياة البشر، ففيها البشارات الأربع لمن كُذب بعد سنوات طويلة من الدعوة كحال نبي الله نوح أو تحقق هلاكه بالموت افتراساً في باطن الحوت كما كان حال نبي الله يونس بن متى، أو الإبراء من المرض كحال نبي الصبر أيوب، أو راغب الذرية الصالحة كحال نبي الله زكريا.
وقد عرف بسورة الاستجابة على المشهور لأنها السورة الوحيدة التي جاء فيها لفظ الاستجابة صراحة في قوله تعالى:“فاستجبنا له”، حيث يقول الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن سورة الأنبياء، هي سورة 25 نبياً ورسولاً، مشيراً إلى أن سورة الأنبياء هي سورة الاستجابة لأي دعاء، وتفك الكرب وتزيل الهم، ومن يقرأها ثم يدعو يكون دعاؤه مستجابًا.
وقال خالد الجندي خلال برنامج لعلهم يفقهون، إن من يواجهون مشاكل فى العمل والأسرة والشارع، عليهم بقراءة سورة الأنبياء، واصًفا إياها بأنها تدير المعارك.
سورة الدعاء المستجاب
وسورة الأنبياء من السور المكية وعدد آياتها 112 آية، ورد في أسباب نزولها عن عامر بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّه نزل به رجل من العرب، فأكرم مثواه، وكلم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه الرجل، فقال: إني استقطعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واديًا، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة، تكون لك، وعقبك من بعدك، فقال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ”.
وقد ورد في السورة 4 مفاتيح أولها، النجاة من الكرب حيث يقول تبارك وتعالى:" وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"، وجاء في المفتاح الثاني من المفاتيح التي احتوتها سورة الأنبياء كشف الضر، حيث جاء في كتاب الله عن سيدنا أيوب عليه السلام قول الحق تبارك وتعالى: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أأهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ".
وثالثها النجاة من الغم وذلك لما ورد عن سيدنا يونس عليه السلام وقول الحق تبارك وتعالى: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"، أما عن رابع تلك المفاتيح فهو الذرية الصالحة وصلاح الزوجة، حيث جاء رداً على دعوةسيدنا زكريا عليه السلام قول المولى عزوجل:" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ".
سورة الدعاء المستجاب
جاء في فضل سورة الأنبياء الكثير من الأحاديث والأثر منها ما ورد عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي الله عنه- قالَ: “بني إسرائيلَ والكهف ومريم وطه والأنبياء: هنَّ منَ العِتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي”. والعِتاق: جمع عتيق، والعرب تجعل كلَّ شيءٍ بلغَ الغاية في الجودة عتيقًا، والـ "تلادي" أي الأشياء التي يتم عملها بشكل مستمر.
كما روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآلة وسلّم أنه قال: "من قرأ هذه السورة حاسبه اللّه حسابا يسيرا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر فيها"، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً قوله:"من قرأ سورة الأنبياء حبّا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا".
سورة الدعاء المستجاب
يقول الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي، إن سورة الاستجابة في القرآن هي سورة الأنبياء، وسميت بذلك لأن بها يستجاب الدعاء كأنه البرق، هي السورة التي تلجأ إليها عندما تغلق الأبواب لورود لفظ فاستجبنا له أكثر من مرة.
1- المفتاح النوحي بتاع الكرب:" وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ".
2- المفتاح الأيوبي للمرض الشديد : "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أأهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ".
3- المفتاح اليونسي للغم والهم والحزن : "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ".
4- مفتاح سيدك زكريا للذرية والطلب والأمنية :" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ".
وشدد الداعية الإسلامي على أن الحديث ليس للأنبياء فقط بل لكل من قرأ لسورة الأنبياء، والدليل قوله تعالى :" رحمة من عندنا وذكرى للعابدين".
أفضل الدعاء المستجاب في أقل من دقيقة
ومن أفضل الدعاء المستجاب في أقل من دقيقة، ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث حثنا على أربعة أمور عند الدعاء تجعل الله سبحانه وتعالى يستجيبه، فيتحول إلى أفضل دعاء مستجاب في نفس اللحظة ، وأول هذه الأمور الأربعة بدء الدعاء بتمجيد الله عز وجل، وثانيها الثناء عليه جل وعلا، وثالثها الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ورابعًا الدعاء بحاجته.
حيث ورد في سُنن أبي داود، أنه سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ - : «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ».