علق الدكتور مبروك عطية، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، على واقعة رقص معلمين من محافظة الدقهلية، قائلا : جزء من تصرف مهين وغير مقبول، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه ما كان ينبغي لأحد أن يقوم بالتصوير ونشره من أجل المسارعة في نشر الفضائح والإساءات.
مجتمع متخلف عن دينه
ولفت مبروك عطية خلال مقطع فيديو بثه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أثناء حديثه تحت عنوان "بسنت وأمثالها ضحية مجتمع متخلف عن دينه.. البنت اللى إنتحرت بسبب تركيب صور مخله لها ونشرها علي الإنترنت"، بالقول : نحيا في مجتمع يعشق الإعدامات والتهم، مضيفاً: “لما تيجي قضية في محكمة نلاقي الكل كاتب إعدام إعدام.. والورق قصاد القاضي، عندنا شهوة إعدام بحق أو بغير حق”.
وتابع مبروك عطية: “رقص المعلمين تصرف مهين لمهنتهم وغير مقبول، ومن الأحرى بهم أن يقوموا بالقراءة أو المذاكرة أو القيام بما هو مفيد بدلاً من الرقص .. لو عندهم عقل ماكانوش عملو كدا”، مؤكداً أن القائم على التصوير والنشر هو المذنب والمجرم الحقيقي في الواقعة.
وقال مبروك عطية: "ماذا تستفيد عند التصوير والنشر؟، لم يجني المصور شيئا سوى إيذاء زملائه وفضحهم"، لافتاً إلى أن الكثير من أفراد المجتمع أصبحوا في تعطش إلى الفضائح والأذى بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن المجتمع يفتقد لغة الحوار بشكل كبير، وهذا سببا رئيسيا لانتشار الحوادث والوقائع.
ولفت الدكتور مبروك عطية إلى أنه في زمن النبي والصحابة كانت هناك لغة حوار وتفاهم في حال وجود شخص يتصرف بشكل خاطئ، بهدف التستر عليه ولا يتجهون نحو الفضائح، قائلاً: "أيام الصحابة، حين يلاحظ أحدهم تصرف غريب أو لا يصح من أحد الأشخاص، كان يقوم بالتوجه إلى هذا الشخص والتحدث معه، ونصحه، بهدف التستر عليه ومساعدته في تحسين سلوكه، ولكن في زمننا هذا أصبحنا نفضل أن نفضح عن أن ننصح ونرشد".
واستدل بما فعله الإمام علي رضي الله عنه، حيث قال:" كان فيه واحدة ما عندها راجل وكان فيه واحد بيجي لها كل يوم المغرب، راح لها سيدنا علي ولم يفضح الدنيا، وقال لها: أنا علي بن أبي طالب، وبلاحظ أن حد بيجيلك، قالت أرايته؟، قال نعم، قالت: ده فلان بن فلان قومه يعبدون أصنام من خشب وهو مسلم، وقد رأى أن يكسر أصنام قومه ويأتيني بالخشب لأنه لا رجل عندي".