تطرح تساؤلات كثيرة فيما إذا سيكون متحور أوميكرون لـ فيروس كورونا، بداية نهاية الجائحة التي ضربت العالم على مدار السنوات الماضية.
وبحسب فرانس برس، أبدى وزير الصحة الفرنسي، اليوم الاثنين، تفاؤلًا حذرًا، وتوقع خروجًا محتملاً من الأزمة.
ومع ذلك، يبدو أن هذا السيناريو المتفائل يتقاسمه عدد من الخبراء، فقد أعلن آلان فيشر المسؤول عن برنامج التطعيم الفرنسي لقناة ”بي اف ام تي في“، أنه مع متحور جديد ”أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة، لكن أقل خطورة، ربما نشهد بداية التطور نحو فيروس أكثر شيوعًا على غرار فيروسات أخرى“
بعبارة أخرى، فإن فيروسًا أشد عدوى وأقل خطورة من شأنه أن يسمح بالحصول على مناعة طبيعية، إضافة إلى المناعة التي يمنحها اللقاح، ما يعني الدخول في مرحلة أقل خطورة من الوباء.
وفي نهاية الأسبوع، أعلن عالم الأوبئة الفرنسي أرنو فونتانيه: ”في النهاية هناك أمل.. سينضم فيروس كورونا إلى الفيروسات التاجية البشرية الموسمية الأخرى التي تسبب نزلات البرد والتهاب اللوزتين كل شتاء“.
وقال: ”لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. يمكننا أن نتوقع ظهور متحورات جديدة ولكن بسبب تقوية مناعتنا مع مرور الوقت، إما من خلال العدوى الطبيعية أو جرعات معززة من اللقاح، فإن قدرتها على التسبب بحالات خطيرة ستتراجع“.
وبالامس، أعلن مدير وزارة الصحة الإسرائيلية نشمان آش بشأن الوضع في بلاده: ”قبل الوصول إلى هذه المرحلة فإن الثمن الذي علينا دفعه قد يكون عددا مرتفعا من الإصابات بين السكان“.
حتى مع فيروس أقل خطورة، يمكن أن تكون العواقب وخيمة جماعيا، حيث من المحتمل أن يؤدي ارتفاع الحالات إلى زيادة عدد المرضى في المستشفيات.
ولا أحد يعلم متى يمكن أن تتحقق هذه المناعة الجماعية.
وقال جوليان تانج، عالم الفيروسات والأستاذ في جامعة ليستر،: ”لا يزال لدي أمل في أن يصبح الفيروس في نهاية المطاف مثل فيروسات البرد الأخرى- ربما خلال العام أو العامين المقبلين، من خلال الاستمرار في أخذ اللقاحات ووضع الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً، كما نفعل تماما مع الإنفلونزا كل عام“.
بعد عامين على ظهور فيروس كورونا وبروز عدة متحورات وتطورات، غالبًا ما أحبطت جميع التوقعات، يرفض البعض التكهن الآن.
وقال عالم الأوبئة أنطوان فلاهو: ”إذا أردنا البدء في استخلاص دروس الماضي القريب لهذا الوباء، فلنتذكر أنه لا يمكن التنبؤ بتطوره“.
وأوضح أن مفهوم المناعة الجماعية ”نظري بحت“.
ويقول: ”يبدو أن المناعة التي يعطيها اللقاح تحمي بشكل فعال من الأشكال الخطيرة للمرض، ولكن هذا لا ينطبق على جميع الملقحين“.
بالإضافة إلى ذلك ”يبدو أن المناعة المكتسبة بشكل طبيعي من خلال الإصابة بفيروس كورونا توفر أيضًا شكلاً من أشكال الحماية لا سيما ضد الحالات الخطيرة، ولكن لا شيء من هذا واضح تمامًا“، كما يقول فلاهو.
بالنسبة لمدير معهد الصحة العالمية، في جنيف تظل جميع السيناريوهات مطروحة على الطاولة، من الأكثر تفاؤلاً الذي تحدث عنه أوليفييه فيران، إلى الأكثر تشاؤماً، على سبيل المثال على صعوبة كبيرة في تجاوز ذروة متحور أوميكرون، وعجز الأنظمة الصحية على مواجهة الحالات أو ظهور متحور جديد.