EN 
الكف فن ارتجالى يبحث عن اهتمام.. نشأ فى الجزيرة العربية وترعرع فى صعيد مصر.. رواده موسوعات ثقافية متنقلة.
بكلمات ارتجالية عفوية تجذب قلوب السامعين قبل آذانهم ، يخطف فن الكف انتباه الحاضرين بقوة وصدق الكلمات التى يلقيها فنان الكف وفرقته التى تسانده بتصفيق من كفوف أياديهم التى كانت سبباً فى أن يحمل فن الكف هذا المسمى ، لتوصيل رسائل واضحة للجمهور بمحافظات جنوب الصعيد" قنا ، الأقصر ، أسوان " التى تشتهر دون غيرها باحتضان هذا الفن.
الارتجال الذى يظهر به فنان الكف أو الكفاف كما يحب أن يطلق عليهم بعض أبناء الصعيد ، لم يأتى من فراغ أو مجرد مغامرة كلامية أصابت أو خسرت ، لكنه ارتجال مدعم بثقافة وقاموس لغوى أتقنه فنانى الكف من القراءة و الاستماع للآخرين وخاصة من يمتلكون حكمة الكلام من كبار السن فى بلاد الصعيد.
صدق المشاعر والكلمات الارتجالية التى يلقيها الفنانين أو الكفافين ، ساهمت بشكل كبير فى و أد الكثير من الخلافات بين العائلات، وفتح صفحات جديدة من التسامح و المحبة بين شخصيات كانت بينها خلافات وسنوات من القطيعة ، فالكفاف يحمل على عاتقه مهمة توصيل رسائل عديدة خلال المناسبات التى يشارك فيها.
قال الفنان حسانى القوصى " فنان كف"، فن الكف تراث وجدته منتشراً منذ أن ولدته، فوجدت نفسى فى هذا الفن الذى يعتمد على الارتجال وسرعة الرد، مع ضرورة أن يتمتع الفنان أو الكفاف بثقافة واسعة يستقى منها مفردات تتناسب مع طبيعة الموقف الذى يعيشه، مع قدرة على الحفظ السريع، للرد على الآخرين من خلال كلماتهم.
و تابع القوصى ، فن الكف منتشر بشكل حصرى فى محافظات قنا و الأقصر و أسوان ، وهناك كفافين من أبناء الصعيد المعروفين موجودين فى القاهرة و الاسكندرية يحيون الكثير من الأفراح و المناسبات المختلفة لمحبى فن الكف، فهو فن جميل يمتع آذان المستمعين.
و أوضح القوصى ، بأن فن الكف يعتد بشكل رئيس على آلة العود ، والتى كان للفنان الكبير محمد حسن درويش الدور الرئيس فى استحداثها و إدخالها مع فن الكف، ما ساهم فى إقبال أكبر على متابعة فن الكف ، فقد كان فى البداية يصاحب فنان الكف ناى أو كرديون وهو ما لم يمكن مقبولاً و انتهى هذه الأمر لصالح العود.
و أشار القوصى، إلى أن الكف فن جميل يعتمد على الثقافة وتوصيل رسائل هامة للمجتمعات التى يعيش فيها فنانى الكف ، أو خلال المناسبات المختلفة التى يدعى إليه الكفافين ، لكن رغم الإقبال عليه من قبل أهالى الصعيد ، إلا أنه لم يحظى بحقه من الاهتمام و الانتشار كسائر الفنون الأخرى، رغم دوره الكبير فى محاربة العادات السلبية بالمجتمع الصعيدى.
فيما قال ناصر عبدالله " عازف عود"، فن الكف أسلوب حياة متشعب ، وفن لا يفهمه إلا من يشعر به و يفهم كلماته الفلسفية والتى تهدف لتوصيل رسائل معينة ، فالكفاف أو الفنان لا يرتبط بمناسبة أو حدث حتى يبدع ويخرج ما لديه من إبداع ، فالموقف يفرض نفسه على الفنان ، و إن كانت المناسبات المعدة مسبقاً تجعل الكفاف مستعد بأكثر من مقطوعة لإلقائها على الحاضرين.
و أضاف عبدالله ، بأن فن يرجع للقبائل العربية فى الحجاز، و انتقل إلى صعيد مصر مع القبائل التى جاءت من هناك واستقرت هنا فى مصر، إلا أن الجزيرة العربية تحرص على أن يكون الدف هو المصاحب لفنانين الكف ، بخلاف مصر أو الصعيد تحديداً، فالاعتماد الرئيس على العود، لافتاً إلى أن فن الكف مظلوم و نتمنى أن يحظى باهتمام أكبر خلال الفترة القادمة.
و قال ياسر محمد " عازف" تعلمت كثيرا من فن الكف فى مختلف المجالات، فقد تعلمت أمور دينية ومعلومات كثيرة لم أكن أعرفها إلا من خلال رسائل الكف خلال المناسبات المختلفة، فالكف فن تلقائى يعتمد على الصدق ، لذلك تكون الرسائل أ الكلمات التى يلقيها فنان الكف مؤثرة ومعبرة و تساهم بشكل كبير فى تغيير عادات سلبية و حل قضايا كبيرة على رأسها الخصومات الثأرية بين العائلات.
جدير بالذكر، الكف هو فن ارتجالى من أشهر الفنون التراثية الشعبية المرتبطة بمحافظات جنوب مصر ، وله أصول عربية قديمة ، يعتمد على أغانى وموروثات شعبية ، و يعتد على الارتجال مع التصفيق بكفوف الأيدى وبمصاحبة العود أو الدف، وسمى بالكف ، لمشاركة عدد من الأفراد مع فنان الكف بالتصفيق بكفوف الأيدى.
