قال النائب عامر الشوربجي عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، إن الزيادة السكانية المستمرة باتت تشكل تحديا كبيرا أمام وزارة الري، نظرا لما تحققه من تأثير سلبي علي توافر مخزون كاف من كميات المياه العذبة الصالحة للشراب، مؤكدا على ضرورة مناقشة هذه الإشكالية بشكل عميق والوقوف علي حلول جذرية لها.

وطالب " الشوربجي" في تصريحات خاصة لـ"صدي البلد"، بالتعاون والتنسيق الكامل بين الوزارات المختصة بهذا الملف ومنها الصحة والأوقاف والري، مضيفا: " بداية حل الموضوع ده لازم يبدأ من الأئمة خاصة أن الناس بتلجأ أكتر للوازع الديني"، علاوة علي مناقشة القضية إعلامية بتناول قوي ومستمر بجانب حملات التوعية بترشيد الإستهلاك.

و لفت عضو لجنة الزراعة والري، إلي أن نصيب الفرد من المياه لم يتجاوز 600 متر مكعب مع العلم إن الحد الأدني لحصة الفرد هو 1000 متر مكعب وفي الفترة الراهنة تسعي الحكومة جاهدة لإرتفاع هذه الحصة باضعاف الأضعاف من أجل تحقيق الأمن المائي للمواطنين.

محافظ أسيوط: استمرار جهود رفع وإزالة آثار الأمطار وشفط تجمعات المياه

حفاظاً على المياة العذبة.. وزير الري يوضح إشكالية زراعة نباتات الزينة والمياه التي سيتم استخدامها|تفاصيل

وأشار عضو مجلس النواب، إلي أنه يجري حاليا بالفعلإعادة تدوير مياه الترع بحوالي 4 مرات مما يعد مجهود شاق علي الدولة، علاوة علي إنشاء عدد من محطات التحلية بهدف تعظيم الموارد المائية.

واقترح البرلماني، عودة أعمال الدولة المصرية في نهر الكونغو وقناة جونجلي للإستفادة من هذا الملف في حل إشكالية ندرة المياه، مضيفا: "الموضوع ده كنا شغالين فيه ولكن توقف لفترة خاصة لإحتياجه جهد عال وتكلفة ايضا" بالرغم من أنه سيوفر 4 مليار متر مكعب من المياه ولهذا لابد من المشاركة الفعالة مع الدول الافريقية في هذه القضية سواء من خلال إتفاقيات أو غيرها.

جاء ذلك بعد أن قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، إن الري في أراضى توشكي يتم من خلال المياه الجوفية والمياه العذبة، بينما مشروع الدلتا الجديدة، ومشروع بحر البقر، يعتمدان في الري على مياه صرف معالجة، لذلك يتم عمل محطات معالجة لهم، وبالفعل تم الانتهاء من محطة معالجة مياه صرف بحر البقر، والمحطة الأُخرى تحت الإنشاء.

وأضاف محمد عبد العاطي خلال لقاء خاص مع برنامج "مساءdmc" المُذاع على فضائية "dmc"، أن يتم التعامل مع المياه الجوفية بحذر، أيضاً المياه السطحية، لعدم وجود كمية كافية من المياه السطحية، معقباً: "بنخلط الاتنين من أجل استدامة مشروع توشكى".

ونوه وزير الري والموارد المائية إلى أن الزيادة السكانية هي أكبر عائق وتحدي أمام المياه في مصر، منوهاً أن خلال الـ 10 أعوام الماضية، زاد عدد سكان مصر لـ 25 مليون نسمة، معقباً: "الـ 25 مليون دول عايزين 2.5 مليار متر مكعب من مياه شرب فقط".

وتابع محمد عبد العاطي: "ولو انا وفرتلهم مياه شرب ومياه للزراعة ومياه للصناعة ، ووفرتلهم الاحتياجات الكاملة .. فبالتالي عايزين حوالي 25 مليار متر مكعب من المياه لكل 25 مليون".

وواصل وزير الري والموارد المائية قائلاً: "لو عدد سكان مصر زاد 60 مليون نسمة خلال الـ 30 عام القادمة، يبقى أنا هحتاج لـ 6 أو 7 مليار متر مكعب مياه شرب فقط".

وأردف محمد عبد العاطي: "ده تحدي كبير جداً .. خاصة إني معنديش كمية مياه كافية .. والمياه الجوفية غير متجددة .. لذلك نتعامل مع مورد المياه الجوفية بحذر شديد .. وده التحدي الأساسي لوزارة الري".

وأشار وزير الري والموارد المائية إلى أنه يجب ترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على نوعية المياه أولاً، معقباً: "يجب أن جودة المياه ونوعيتها عالية حتى نستطيع استخدامها مرة أُخرى حتى لا تُمثل المياه عجز".