يمثل السعن واحدا من مفردات الحياة السيناوية قديما، حيث كان لا يخلو منزل من منازل أهل البادية إلا وفيه السعن، خاصة المربين للماعز والأغنام ، بهدف تجهيز الرايب المنزلي في بادية سيناء.
ويطلق على السعن "الصميل"، حيث يستخدم للحليب أو الماء، والقربة أو البدرة للماء، والبدرة تختلف أن فيها عملية " خياطة "للجلد ، و"السقا" للبن واستخراج اللبن، و"العكة" للسمن.
ويقول حسن سلامة الباحث في التراث السيناوي، إن أقرب وصف للسعن "القربة"، والتي تكون لحفظ المياه، أما السعن ففيه تتم عملية تحويل اللبن الحليب إلى لبن رايب عن طريق رج "خض" اللبن الحليب داخل السعن بعد تعليقه في ثلاث قوائم خشبية من جريد النخل متصلة من الأعلى على شكل هرمي.
ويسمى البدو من أهالي سيناء اللبن الرايب بـ"الخضيض" لأنه خض "رج" في السعن عدة مرات متتالية لمدة قد تصل إلى ساعة كاملة ليتحول من لبن حليب إلى حامض أعلاه سمن، حيث يتم استخراج الزبدة والرايب.
ويقوم البدو بصناعة "السمنية" وهي أكلة شهيرة عند البدو، حيث يفت الخبز الطازج باللبن الخضيض او الرايب ويوضع السمن فوق الخبز في اللبن ويقلب عدة مرات لتجهيزه كوجبة باليد ، ومن الممكن أن يشرب الرايب مباشرة.
جلود الأغنام
ويصنع السعن من جلود الأغنام عامة وإن كان يفضل الصغير منها ، وكان الأجداد في الماضي يستخدمون جلود الغزلان والظباء في عملية الصناعة والتي تتم بسلخ جلد الشاة سلخًا يراعى فيها الدقة وينظف الجلد من بواقي اللحم، ثم بعد ذلك يدهن بخلطة الخاصة وهي عبارة عن ماء وملح وتمر وتسمي "مريس".. حيث يعبأ الجلد بهذه الخلطة ويغلق ويربط ويدفن بالرمل لمدة قد تصل إلى ثلاث ساعات.
كان يستخدمه البعض في نقل الماء من البئر ومنابع المياه إلى المنزل، واستخدمه البعض لتبريد وحفظ المياه لفترة طويلة، ويراعى عند صناعته أن توجد بعض الأماكن لتعليقه في أماكن مختلفة من المنزل، فهو بمثابة الثلاجة التي لا تخلو منها منزلنا اليوم، وكانت هذه الأشياء التي تصنع من جلود الحيوانات حاضرة في كل منزل ، كما أنها كانت من المستلزمات الرئيسية التي تجهز عند السفر وشد الرحال من مكان لآخر، واستخدم السقا كذلك لصنع اللبن.