لم يقف صغر سنها عائقا، حتى تقررشهد تخفيف الحمل عن والدها وتعلم أصول تقطيع اللحوم، تارة تنظر في الكتاب وتكتب بقلمها، وأخرى تحكم قبضتها على السكين لتقطيع اللحوم للزبائن.
تدهشك للوهلة الاولي تلك الفتاة الصغيرة التى لم تبارح مرحلة الطفولة بعد وهى تساعد والدها فى اعمال الجزارة دون ادنى خوف من هذه المهنة الشاقة التى لاتزال حكرا على الرجال.
تقول شهد في لقاءها مع صدي البلد إن نشأتها في محل جزارة مشهور بالحوامدية يملكه والدها ويأتي إليه الزبائن من كل مكان نظرًا لكفاءته وسرعته في إنجاز عمله، جعلها تتعلم المهنة وأسرارها منذ صغرها إلى أن أصبحت تُمارسها بسهولة.
10أعوام لازمت والدها جعلتها جزارة ماهرة على درجة احتراف:"اتعلمت منه المهنة وبحبها من صغري عشان كده مكملة"، استطاعت برغم عمرها الصغير تقسيم وقتها بنجاح بين العمل في محل الجزارة الخاص بوالدها، والدراسة حيث تدرس في الصف الثالث الثانوي.
من بعد العصر تخرج شهد من بيتها متجهة إلى مكان عملها، تظن أنها رجل عندما تراها فى العمل، ولكنها تفرق بين كونها بنت، وبين وجودها فى العمل الذى يستوجب منها الشدة فى التعامل: «لما تشوفنى فى الشغل تحسنى راجل ولكن بعرف اكون انثي برة الشغل و مفيش فرق بين بنت وولد.
تستطيع «شهد» التي لم تتم من عمرها أن تذبح وتسلخ و تبيع بكل سهولة ويسر وأن تستكمل عملية التقطيع واستخدام كل أحجام السكين من أصغر سكين للساطور دون خوف .
عندما يأتي الزبون إلى محل الجزارة الذي يملكه والدها، لا يتخيل أن شهد بصغر سنها هي من ستنفذ عملية الذبح بجميع مراحلها، ولكن الجميع يشهد بكفاءتها في هذا العمل الصعب الذي لا يتقنه كثير من الرجال.
وعن احلامها وطموحاتها قالت شهد :انا نفسى لما اكبر اكون اعلامية لانى نفسي أساعد الناس البسيطة في توصيل صوتهم للمسؤلين و اساعدهم في حل مشاكلهم ، و لكن عمري ما هستغني عن مهنتي الاساسية في الجزارة.