EN
دشن الأنبا ابرآم مطران الفيوم ورئيس أديرتها، أكبر صليب خشبي مرسوم بزخارف فن اليوطا، تزامنا مع الاحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليل غبريال المبشر.
والصليب مصنوع من الخشب ويبلغ طوله أربعة أمتار بينما يبلغ عرضه مترين ونصف، وهو شديد التعقيد في تصميمه وزخرفته، ويستخدم نوعي زخرفة فن اليوطا وهما "اليوطا المربعة" و"اليوطا المستطيلة".
ووحدات الصليب مستوحاة من صليب كبير من القرن السادس مكتشف بشرقية الكنيسة الأثرية بدير آڤا ڤيني بملوي مع إدخال بعض الزخارف من بعض المخطوطات القديمة ودمجهم معاً.
و قام رهبان دير رئيس الملائكة غبريال بالعمل فيه لمدة عام كامل بمرسم فن اليوطا بالدير.
واليوطا هو فن قبطي قديم اعتاد النساخ استخدامه بكثرة وبشكل أساسي في زخرفة وتزيين المخطوطات، في حين أنه ظهر كرسومات جدارية ببعض كنائس الأديرة القديمة مثل الدير الأحمر بسوهاج ودير آڤا ڨيني بملوي. وهو عبارة عن صلبان متداخلة مزخرفة بحرف اليوطا، وهو أول حرف من اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح باللغة القبطية "Ⲓⲏⲥⲟⲩⲥ" واليونانية "Ιησούς".
ويوجد طريقتان لزخرفة اليوطا "اليوطا المربعة" وهي الأسهل والأكثر انتشاراً، و"اليوطا المستطيلة" وهى الأصعب والأكثر تعقيداً.
أما عن الألوان في فن اليوطا فهي كالتالي:
الأبيض (الطهارة والنقاء): تلون به الصلبان الرئيسية إشارة إلي ربنا يسوع المسيح كلي الطهارة والنقاء الذي في تجسده شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها، والأصفر (النور): تلون به خلفيات الصلبان إشارة إلي الرب يسوع نور العالم ونور الحياة، والأخضر (الحياة والخير والسلام): تلون به رؤوس الصلبان إشارة إلي الرب يسوع المسيح رئيس الحياة، والخير والسلام، والأحمر (الفداء والحب): تلون به أرضيات الصلبان إشارة الى الرب يسوع المسيح الذي أحبنا ، وسفك دمه الطاهر فداءاً عنا.
أما الأزرق (النعمة): رمز إلى الرب يسوع المسيح ينبوع كل نعمة ، ويكون استخدامه قليلاً إشارة إلى لمسات النعمة السمائية. الأسود: كل الخطوط التي ترسم لتحدد الصلبان والزخارف يجب أن تكون باللون الأسود، إشارة إلى خطايانا التي حملها عنا الرب يسوع المسيح على عود الصليب .
وأهم ما يميز فن اليوطا أنه بالمقام الأول فن رهباني أصيل يحتاج إلى صبر ووقت وجهد كثير.
