حذر الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ خطيب الحرم النبوي، من خطر إيذاء المسلمين بالقول أو الفعل، مبيناً أن ذلك مخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولأصول الإسلام، داعياً إلى التعاون على فعل الخير، وتجنّب الإضرار بمنافع المسلمين، وفعل ما يؤذيهم في أنفسهم أو الممتلكات العامة التي هيئت للانتفاع بها.
العناية بمرافق المسلمين العامة
واستهل خطيب الحرم النبوي، خطبة الجمعة بحمد الله والثناء عليه، مبيناً أن من أصول الإسلام الأمر بتحقيق كل ما يجلب مصالح الدارين، ودرء كل ما يكون معه مفسدةٌ دينية أو دنيوية، وبهذا يحصل للناس السعادة والفلاح، والأمن والأمان، قال الله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
وأوضح خطيب الحرم النبوي، أن الإسلام يحثّ على العناية بمرافق المسلمين العامة، ودفع ما يؤدي إلى الإضرار بها، قال تعالى " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".
وبيّن خطيب الحرم النبوي أن إزالة الأذية بأنواعها عن منافع المسلمين من طرق وغيرها صدقةٌ يقدمها الإنسان لنفسه، داعياً إلى المبادرة لهذه الأعمال الخيّرة التي تنفع العبد بكسب حسنات عظيمة، بأعمال يسيرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قلت: "يانبي الله، علمني شيئاً أنتفع به، قال: أعزل الأذى عن طريق المسلمين".
ونبّه خطيب الحرم النبوي إلى حرمة إحداث الضرر بشتى صوره، والأذية بمختلف أشكالها في منافع المسلمين كافة، إذ قال تعالى "وَلَّذِينَ يُؤْذُونَ لْمُؤْمِنِينَ وَلْمُؤْمِنَتِ بِغَيْرِ مَا كْتَسَبُواْ فَقَدِ حْتَمَلُواْ بُهْتَ?نًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" ، وقد عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقوق الطريق كف الأذى.
وحذّر الشيخ حسين آل الشيخ من فعل كل ما يمكن أن يترتب عليه إيقاع الأخطار بالمسلمين أو الإضرار بهم ، بشتى صور الأذى القولي أو الفعلي، قال صلى الله عليه وسلم: "من مرّ في شيء من مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبلٌ، فليمسك وليقبض على نصالها بكفِّهِ، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء" .
الطَّاعاتِ مُوصِلةٌ إلى الجنَّة
في حين أكد الدكتور فيصل بن جميل غزاوي خطيب الحرم المكي أن الطَّاعاتِ مُوصِلةٌ إلى الجنَّة، والمعاصيَ مُقرِّبة مِن النَّارِ، قال عليه الصلاة والسلام: (الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شراكِ نعلِه، والنَّارُ مثلُ ذلِكَ) لذا فمعرفة ما يقرب من الجنة ويباعد من النار من أهم المطالب، وهذا ما حرَص عليه الصحابة رضي الله عنهم؛ إذ كان أحدهم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ"، فيجيبه صلى الله عليه وسلم بقوله (تَعْبُدُ اللهَ، وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزكاة وتصل الرحم).
ودعا إلى الابتعاد عن كل عما يَشينه ويسوؤه وأن يكون بعيدا عن كل ما يوقعه في المحرمات الصغائر منها والموبقات فقد حذر الله آدم وحواء عليهما السلام بقوله عز وجل: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) لكن الشيطان أغواهما فأكلا منها فكان ما كان من شأنهما، وقد جاءت الأدلة المتكاثرة في النهي عن قربان بعض الكبائر لأن قربانها قد يؤدي إلى الوقوع فيها كقوله تعالى: (والرجز فاهجر) والمعنى داوم على هجر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها؛ فلا تقربها وابتعد عن كل ما يلابسها، وقوله تعالى: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) أي فابتعدوا عن عبادة الأوثان وطاعة الشيطان واتقوا قول الزور كمِثْل ما افتراه المشركون باتخاذهم آلهة لتقربهم من الله منزلة بزعمهم قال سبحانه: (والذين اتخذوا من دونه أولياء، مَا نَعبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، أما المؤمن فيحذر الشرك والكذب والزور ويبتعد عما لا قربة له فيه ولا طاعة، قال الله في وصف عباد الرحمن: (والذين لا يشهدون الزور) ويدخل في ذلك كما ذكر العلماء الشرك وعبادة الأصنام والفسق والكذب والباطل ومجالس السوء والخنا وأعياد المشركين والمناسبات البدعية.