بعد النضال الكبير مع فيروس كورونا لفترة طويلة، يطمح العالم جيدًا في الاحتفال عملًا بالكلمة البلجيكية المشهورة "كنالدرانج!" والذي تعني "صيحوا واحتفلوا بصخب"، لكن المتحور الجديد للوباء "أوميكرون" يلقي بمزيد من الكآبة على الدول، مع قرب الاحتفالات برأس السنة الجديدة.
ومع تفشي أوميكرون، أصبحت العديد من دول العالم تدرس وتقرر إجراءات صارمة وإغلاق من أجل احتواء المتحور الذي سيحرم الملايين من المواطنين من احتفالهم بالعام الجديد، فدعا أطباء في فرنسا إلى فرض حظر التجول في ليلة رأس السنة، فيما تفكر العديد من البلدان في المزيد من القيود لإضافتها إلى التدابير الأخرى المعمول بها بالفعل في جميع أنحاء أوروبا.
وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، حذر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي، الاثنين، من أنه مع ظهور أوميكرون شديد العدوى، "سوف يزداد الأمر سوءا قبل أن يتحسن".
وقال فاوتشي لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية: "لا نتوقع أن تتغير الأمور في غضون أيام قليلة إلى أسبوع. من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتا أطول بكثير من ذلك، لكن هذا لا يمكن التنبؤ به".
كابوس إلغاء الاحتفالات
ومع تزايد الإصابات بفيروس كورونا ومتحور أوميكرون في أوروبا خاصة، أعلنت الحكومة الفرنسية ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنهما يعملان على تقييم أحدث البيانات والحاجة إلى مواجهة الأرقام القياسية لإصابات كورونا بمزيد من الإجراءات لإبعاد الناس عن بعضهم البعض، في وقت يريدون فيه بشدة أن يكونوا معا.
لكن مع وجود مؤشرات على أن أوميكرون قد يكون نوعا أكثر اعتدالا، على الرغم من قدرته الاستثنائية على إصابة الناس،وقع السياسيون في مأزق حول ما إذا كانوا سيفسدون حفلة أخرى أو يلعبون بأمان للتأكد من عدم انهيار أنظمة الرعاية الصحية، مما زاد الأمور تعقيدا الافتقار إلى البيانات الكاملة خلال عطلة الكريسماس في نهاية الأسبوع، ويجعل من الصعب تحديد مسار أوميكرون.
وبرغم أن حكومتي بريطانيا وفرنسا كانت أقل رغبة في فرض قيود في عموم البلاد، إلا أن هناك مدن بهما ألغت الاحتفالات الرسمية بالعام الجديد، فألغت باريس عرض الألعاب النارية التقليدي في شارع الشانزليزيه بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأعلنت أسكتلندا أنه سيتم إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة بها، وحظرت لندن حدث ليلة رأس السنة الجديدة المخطّط له أيضًا.
بينما قالت العاصمة الإسبانية مدريد إنها ستقيم الاحتفالات بوضع حد أقصى لعدد الحاضرين في ساحة بويرتا ديل سول.
وحظرت إيطاليا الفعاليات التي تقام في الأماكن المفتوحة في ليلة رأس السنة وأغلقت النوادي الليلية حتى نهاية يناير، لكن لا توجد قيود على التجمعات الخاصة.
وفي اليونان، فرضت السلطات ارتداء الأقنعة في الأماكن المفتوحة، وحظرت احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
كما أعلنت عن قيود إضافية سارية في الفترة ما بين 3 - 16 يناير المقبل لاحتواء زيادة أخرى في الإصابات.
وفي بلجيكا، واجه السكان أول اختبار حقيقي لهم، مع تطبيق مجموعة جديدة من التدابير الاثنين، إذ تم حظر التسوق في مجموعات كبيرة، وأغلقت دور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية في وقت تقضي فيه عائلات لا حصر لها إجازة في نفس الوقت.
وتوقفت الاحتفالات الشعبية مثل الألعاب النارية في رأس السنة الجديدة، والتي عادة ما تجتذب حشود من آلاف الأشخاص في بروكسل.
وأصبحت النوادي الليلية مغلقة بالفعل، بينما يجب على المطاعم والحانات أن تغلق أبوابها في الساعة 11 مساء.
فيما ذهبت هولندا هناك إلى ما هو أبعد من معظم الدول الأوروبية الأخرى، فأغلقت جميع المتاجر والمطاعم والحانات غير الأساسية ومددت العطلات المدرسية ذمن إغلاق جزئي جديد.
وفي ألمانيا، تم إلغاء عروض الألعاب النارية للاحتفال بالعام الجديد، والتي تقام في غالبية شوارع ألمانيا، وذلك للعام الثاني على التوالي.
وقالت المحكمة الإدارية في ألمانيا، إنه تم حظر مبيعات الألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد ليلة رأس السنة.