شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة عن "الثوابت والمتغيرات في الإسلام" للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، في إطار مشروع جامعة القاهرة لتأسيس خطاب ديني جديد، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب.
وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، على أهمية المحاضرة ومعرفة الثوابت والمتغيرات في الدين باعتبارها أحد السبل لمنع الفكر المتطرف والفكر الإرهابي والفكر المتسلط الذي يحاول أن يضيق أمر الدين بأن يتحدث في المناطق المسكوت عنها أو المناطق المباحة.
وقال الدكتور الخشت، إن هناك ثوابت من حيث المصادر وهناك ثوابت تخص الموضوعات، ومن حيث المصادر هي القرآن الكريم أي الوحي الإلهي المقدس، فهذا ثابت من حيث المصادر لا اختلاف عليه، وأيضا السنة المتواترة وهي ثابت لا يتغير وهي منطقة الاتفاق بين المحدثين وبين الفقهاء، وهناك درجات أخرى لا نتركها ولا ندعها، ولكن هناك طرق وضوابط في الاستدلال بها.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن من أهم الطرق والضوابط في الاستدلال عدم التعارض مع نص قرآني صريح، لأن الوحي لا يتعارض مع نفسه أو يناقض نفسه.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن هناك ثوابت من حيث الموضوعات، منها ما علم من الدين بالضرورة من القطعيات الثبوت وقطعيات المعنى، مستشهدا بقوله الكريم "يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" فهو قطعي الثبوت وليس قطعي المعنى، والمتعدد المعنى مجال مفتوح أمام العلماء للاستنباط وللاجتهاد. ومن أهم الثوابت الأصول لاعتقادية والأصول العبادية، والأصول الأخلاقية، والضروريات الخمس، وأصول المعاملات والمحرمات في القرآن والسنة المتواترة.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن بعض العلماء يفرق بين أعمال الجوارح وأعمال القلوب، مشيرًا إلى أن أركان الإسلام من أعمال الجوارح، لأن نطق الشهادة لفظي وهي عمل بالجوارح، ومثلها الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت.
وأضاف أن أركان الايمان مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله من الثوابت التي لا مساس بها.
وقال الدكتور الخشت، إن هناك بعض الفرق الإسلامية وبعض المذاهب اختلفوا في بعض المسائل الجزئية التي تتعلق بالطبيعة الإلهية، وهي أمر لا يدخل في القطعيات، لأنها اختلاف في الفهم البشري للطبيعة الالهية، لأن أي وصف لله سبحانه وتعالى غير مذكور في الوحي الكريم لا يصح أن نصف به الله سبحانه وتعالى.
وأكد الدكتور الخشت أنه توجد منطقة يختلف فيها الفهم البشري، فنحن شأننا كمسلمين هو ما قاله القرآن والسنة اليقينية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن من الامثلة على ما علم من الدين بالضرورة هي الأصول الأخلاقية في القرآن مثل الأمانة والعدل، وحق الانسان في اختيار دينه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وقال الدكتور الخشت، إن القرآن قبل التراث وفوق التراث وأعلى منه، وهو لا يوصف نفسه بالتراث الذي يوصف به الأعمال البشرية، ويمثل اجتهادات بعضها عظيم وبعضها سلبي وقابل للمراجعة والنقد والتطوير، لافتا إلى أن أي حديث عن التراث ليس عن القرآن الكريم أو الرسول صل الله عليه وسلم لأنه مبلغ الوحي وهو الوحيد الذي يتحدث بإسم الله، مؤكدًا أنه لا قداسة إلا لله سبحانه وتعالى.
وأكد الدكتور الخشت، أن الشرع يسير مع المصلحة العامة أينما سارت، لأن الدين جاء لرعاية مصالح الناس، لافتا إلى أننا نتبع طريقة ومنهج عمر بن الخطاب في التفكير، الذي كانت آراؤه تناسب عصره، وكان يغير رأيه إذا ظهرت له حجة أو مصلحة عامة.