شهد عام 2021 استمرار تحركات وزارة الخارجية المصرية المكثفة بشأن الأزمة الليبية، حيث جاءت أبرزها في مشاركة رئيس الجمهورية في قمة باريس التي انعقدت في 12 نوفمبر 2021، وجاءت مخرجاتها لتؤكد الرؤية المصرية للمسارات الأمنية والسياسية الليبية، من حيث ضرورة استمرار القوى الدولية بالدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وبلورة مدى زمني لذلك، والتأكيد على أهمية توحيد المؤسسات الليبية بكافة مكوناتها، وإجراء الإصلاحات الاقتصادية.
واستقبل رئيس الجمهورية كبار المسئولين الليبيين عدة مرات خلال العام 2021، وذلك في إطار سعي مصر لتثبيت ركائز الاستقرار في ليبيا؛ حيث استقبل على سبيل المثال، في فبراير 2021 رئيس الحكومة الليبية، كما استقبل خلال الفترة من 14-16 سبتمبر 2021 كلًا من المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، تلا ذلك استقباله لـ عبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء الليبي، تأكيد انفتاح مصر على جميع الأطراف في ليبيا، وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية بما يعيد لليبيا وحدتها وسيادتها.
كما التقى رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي في ديسمبر 2021 مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في زيارته الرسمية للقاهرة.
جاء إعادة افتتاح بعثة مصر في طرابلس، والقنصلية في بنغازي، خلال عام 2021، تأكيدًا على ما توليه مصر من اهتمام بليبيا الشقيقة، وتعزيز الجهود الرامية إلى ضمان وجود ليبيا آمنة ومزدهرة، فضلًا عما يرسخه ذلك التواجد من حرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية معها، إضافة إلى تقديم الخدمات القنصلية اللازمة للمواطنين المصريين المتواجدين هناك.
كما شارك وزير الخارجية في مؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا، والذي عقد بالعاصمة الليبية طرابلس في أكتوبر 2021، حيث أكد خلال كلمته على الموقف المصري تجاه ليبيا، وخاصة ضرورة التعامل مع الإشكالية الرئيسية التي تقف حائلاً أمام استعادة ليبيا لسيادتها ووحدتها، والمتمثلة في تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب على أراضيها.
وعقد وزير الخارجية على هامش زيارته إلى طرابلس عدة لقاءات مع كبار المسئولين الليبيين، إذ التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي ونائبيه، ورئيس الوزراء الليبي، فضلا عما تقدم، زار وزير الخارجية مدينة بنغازي الليبية، لمتابعة الأعمال الجارية لتجهيز مبنى القنصلية المصرية في بنغازي، كما التقى مع قيادات الشرق الليبي، والمشير خليفة حفتر.
شاركت وزارة الخارجية في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين 2 على مستوى كبار المسئولين ثم على المستوى الوزاري في مدينة برلين خلال شهر يونيو الماضي، حيث نجح الوفد المصري في تضمين البيان الختامي نصوصًا تؤكد على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، والتأكيد على ضرورة عقد الانتخابات.
عقدت بمقر وزارة الخارجية في مايو 2021 أعمال اللجنة القنصلية المصرية الليبية المشتركة، حيث جرى خلالها بحث عدد من الموضوعات القنصلية والعمالية وأوضاع المواطنين المقيمين في كلتا الدولتين الشقيقتين وموضوعات التعاون القضائي وتعزيز التعاون في مجالات النقل، والجمارك، والصيد، وتيسير حركة انسياب الأفراد والبضائع بين الجانبين، وبحث سبل تعزيز التعاون في شتى المجالات، فضلاً عن ذلك، فقد شاركت وزارة الخارجية في الاجتماعات التنسيقية للإعداد للجنة العليا المشتركة المصرية الليبية، والتي عُقِدت بوزارة التعاون الدولي.
كما تم عقد لقاءات مع عدد كبير من الشخصيات الليبية النافذة من كافة المناطق الليبية وذلك على ضوء دور مصر المحوري لاستكشاف رؤيتهم إزاء التطورات المتلاحقة على الساحة الليبية، وإعادة الثقة بينهم مما يمهد لإيجاد حلول يتم التوصل إليها برعاية أممية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
شارك وزير الخارجية يوم 21 سبتمبر في اجتماع ضم وزراء خارجية دول مسار برلين إضافة إلى مجموعة من دول الجوار الليبي، وذلك على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد وزير الخارجية على دعم مصر لأمن واستقرار ليبيا مستعرضًا ثوابت الموقف المصري تجاه العملية السياسية في ليبيا.
شارك وزير الخارجية افتراضيا في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي يوم 28 سبتمبر 2021 بشأن تداعيات انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا على منطقة الساحل ووسط أفريقيا حيث أكد في كلمته على أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا مستدامًا للسلم والأمن والاستقرار على مختلف الأصعدة وبخاصة لدول جوار ليبيا بما لذلك من آثار على الأمن القومي لهذه الدول.
واستعرض وزير الخارجية رؤية مصر للتغلب على ظاهرة المرتزقة بتشكيل موقف دولي موحد لمواجهتها، مع ضرورة التنفيذ الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار المتضمن سحب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وتنسيق الجهود للحد من تفاقم الصراعات والنزاعات، وتطوير الأطر القانونية المحلية والإقليمية والدولية للتعامل مع هذه الظاهرة.
كما التقى وزير الخارجية في سبتمبر الأمين العام للأمم المتحدة حيث استعرض موقف مصر تجاه ليبيا متمثلا في ضرورة إقامة الانتخابات وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة مستعرضا الدور المصري في هذا الصدد.
اضطلعت وزارة الخارجية بمهام التنسيق والإعداد لإتمام زيارات لعدد من الوزراء الليبيين للقاهرة خلال العام المنصرم وهم وزراء الاتصالات، والعمل والتأهيل، والتضامن الاجتماعي، والثقافة، والاقتصاد.