بعد إدراجه في اليونسكو| حوار خاص مع صاحب كتاب «ملكات الحرير» لتوثيق تراث الأزياء الفلسطينية.. صور

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فن التطريز في فلسطين ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، بعد جدل واسع واحتجاجات قبل أيام بعد نشر صور تظهر المتسابقات في ملكة جمال الكون لعام 2021 يرتدين الثوب الفلسطيني في إسرائيل، لينتفض محبو التراث الفلسطيني على مدار الأيام الماضية.

ثقافة القاهرة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

حقوق النواب تبحث مع الخارجية سبل التعاون لنشر ثقافة حقوق الإنسان

فنون فلسطين في اليونسكو

جاء إدراج هذا الفن الفلسطيني التراثي ليؤكد على عراقة الفنون الفلسطينية وأصولها واعتبارها جزءا من رموز الهوية الفلسطينية.

ورحب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، بإدراج فن التطريز كأحد العناصر الوطنية الفلسطينية على لائحة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو"، معتبرا أن الخطوة "تأكيد على تأصل الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، واستمراره بالحياة عليها دون انقطاع منذ عشرات آلاف السنين".

فنون التطريز 

تم تدشين العديد من المبادرات لدعم الفن الفلسطيني، ولكن أهمها كانت تلك التي دشنها المصور الفلسطيني أسامة سلوادي لإصدار الكتاب الأكثر رواجا لتوثيق هذا الفن، مكرثا جهوده في توثيق الأزياء الشعبية منذ 15 عاما، وأصدر كتاب «ملكات الحرير» في عام 2012 لتوثيق فن التطريز الفلسطيني.

ويقول المصور الفلسطيني لـ «صدى البلد»: "صدر عن هذا الكتاب طبعة أولى وثانية وحاليا بصدد إصدار الطبعة الثالثة، وكان شرارة عودة الاهتمام بالأزياء الشعبية".

يضم الكتاب المكون من 207 صفحة من القطع الكبير، صور 26 فتاة وسيدة متطوعة يرتدين مجموعة من الحلي التقليدية والأثواب الفلسطينية التراثية التي بعضها يرجع عمره إلى أكثر من 120 عاما.

توثيق الزي

بالإضافة إلى مقالين الأول للدكتور شريف كناعنة المتخصص بالتراث الفلسطيني يقدم فيه شرحا عن الملابس الشعبية ودلالاتها والمقال الثاني للدكتورة هنيدة غانم الباحثة في مجال علم الاجتماع حمل عنوان (نساء يحيكن بالحرير).

الكتاب الفني التوثيقي يستعرض دراسات السلوادي عن فنون التطريز والرسومات، وما تتضمنها من خيوط حرير، ليصبح الكتاب الأهم عن تراث الأزياء الفلسطينية بطريقة فنية، وتمتع الكتاب بطريقة مبتكرة في تسجيله، إذ اعتمد على توثيق الزي على الجدات المعلمات لهذا الفن في أماكن فلسطينية طبيعية.

الأثواب التراثية باتت نادرة الجودة والتمويل، وويتضح جمالها التراثي الآن في أثواب الجدات اللاتي قضين اعواما في الحفظ على تراث أجدادهن العريق، هذا ما دفعه لتنفيذ الكتاب كأول عمل فني مصور بطريقة الأزياء الحديثة.

ملكات الحرير

"ملكات الحرير" اختار المصور الفلسطيني تسمية الكتاب نسبة لأثواب ملكات الكنعانيين، ويقول عن تنفيذ الكتاب الأول لتوثيق تراث الأزياء الفلسطيني: "الحفاظ على التراث الفلسطيني مسئولية عامة تقع على عاتقنا، وهذا ما دفعني لاتخاذ خطوة مبادرة".

نفذ السلوادي طريقة مبتكرة لتنفيذ الكتاب، من خلال تصوير التراث بطريقة عروض الأزياء الحديثة، ويقول: "أمزج بين التراث والحداثة بتصوير عصري، من خلال التصوير في أماكن طبيعية تبرز جمال الأراضي الفلسطينية".

تسبب هذا الكتاب بعد إصداره في عام 2012، في بحث الكثير من السيدات عن أثواب فلسطين التراثية، موضحا أن إدراكه لقيمة الصورة وتأثيرها كان عاملا هاما في توثيق تراث الأزياء، ويقول: "تاريخ فلسطين مفقود ولم يتم جمعه وحتى الآن لا نمتلك أرشيف لهذا التراث".

اتخذ السلوادي على عاتقه مهمة الحفاظ على التراث مهما تكلف الأمر، إذ قام بإصدار هذا الكتاب على نفقته الشخصية وبجهود ذاتية، وعن عدم صدور طبعات اخرى يقول: "يرجع ذلك إلى عدم توفر تكاليف الطباعة".