ذكروا في الأمثال “ ميحسش بالنار الا اللي كابشها “، وكذلك موضوع زراعة القوقعة، فلن يشعر به وبمعاناته إلا كل أسرة بها طفل من " أصحاب الهمم” أو أصم يعاني من ضعف السمع إن لم يكن عدمه .
فهناك المئات من الأسر ، إن لم يكن الآلاف في ربوع مصر يعانون من وجود طفل أصم يحتاج إلى زرع قوقعة ووجدوا أنفسهم أمام "طنين" الصمم الذى عاد ليهدد آذان أطفالهم من جديد منذرا بفشل العملية وكأنها لم تكن .
ولا شك أن زراعة “ القوقعة” أخرجت بعض فاقدي السمع من عالم الصمت والعزلة إلى عالم الأصوات, غير أن رحلة معاناة طويلة تربط بين الأمل فى إجراء العملية والألم الناتج من ارتفاع أسعار تحديث السماعات الخارجية وشراء قطع الغيار.
“صدي البلد” يلتقي إحدى الأمهات بمحافظة بني سويف، والتي يعاني ابنها يوسف من الصم ويحتاج الي تحديث القوقعة .
في البداية، تقول مني رمضان عبدالعزيز والدة الطفل يوسف درويش فتحي محمد 12 سنة ، من قرية تزمنت الشرقية التابعة لمحافظة بني سويف، إنها ربة منزل ووالد يوسف، يعمل باليومية بشرم الشيخ وليس للأسرة دخل غير دخل الأب فقط.
وتضيف : أناشد الأب والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بعمل مبادرة للأطفال الصم الذين يحتاجون لقواقع للسمع مثلها مثل اي مبادرة رئاسية لإنقاذ حياة أسرة بأكملها ، كما طالبت الدولة باستكمال مهمتها مع الأطفال بعد عملية زرع القوقعة ، من خلال متابعة تأهيلهم حتى لا يكون زرع القوقعة اهدارا للمال العام ، بأن نزرع للطفل القوقعة الباهظة الثمن وبعدها يحتاج إلى برمجة دورية للجهاز الخارجى ، وقطع غيار مستمرة.
وتضيف الأم المكلومة: هنا تكمن المشكلة بعد الارتفاع الكبير فى قطع غيار الجهاز الخارجى، وأيضا وجوب تحديث الجهاز كل 5 أو 6 سنوات، حيث تتوقف الشركة المصنعة عن إنتاج الموديل السابق، وبعد عامين تتوقف عن إنتاج قطع غياره التى تتكلف نحو 1200 جنيه، وبذلك يتحتم التحديث إلى الموديل الجديد وإلا عدنا لعالم الصمم مرة أخرى, مع العلم بأن تكلفة تحديث الجهاز الخارجى لقوقعة الأذن الواحدة يتكلف 140 ألف جنيه علي الأقل أى 280 ألف جنيه لكلتا الأذنين.
وتكمل منى ، معاناتها مع المشكلة قائلة: لم تتوقف المشكلة عند ذلك الحد بل قد يعاني المريض الذي يزرع قوقعة من تعطل "الكابل" الخاص بالسماعة وناشدت الدولة بأن تهتم بحالات زارعى القوقعة وتسهم في تحديث السماعات, كما تطالب بضرورة رفع الجمارك عن قطع غيار السماعات لترحم معاناتهم من أسعار الشركات الخيالية.
وأشارت الأم إلي أن الآلاف من زارعي القوقعة حياتهم متوقفة؛ بسبب عدم القدرة المالية على شراء قطع الغيار والتحديث، فضلًا عن تكاليف التأهيل وما يُسمى "جلسات التخاطب" لمدة تتعدى 5 سنوات من تاريخ الزراعة؛ حتى يستفيد من الزراعة وتكون لديه حصيلة لغوية تساعده على الاندماج في المجتمع.
وتختتم الأم، أن زوجي يسعي إلي تحصيل لقمة العيش، وأنا ربة منزل لاحول لي ولاقوة وأشعر أن ابني يضيع مني ، ويقترب من حالة نفسية سيئة خاصة عندما يشعر بعدم السمع وأطالب الرئيس السيسي بتحديث قوقعة واحدة للأذن اليسري ليوسف علي حساب التأمين الصحي أو علي نفقة الدولة .