كشف الدكتور نزار الصياد، أستاذ العمارة والتخطيط بجامعة كاليفورنيا بيركلي الأمريكية عن اقتراب صدور كتاب والده الراحل الدكتور محمد محمود الصياد (1916-1982) أستاذ الجغرافية بجامعة القاهرة، الذي يحمل اسم "سيد الأنهار" عن دار المرايا للنشر.
وذكر نزار الصياد أن والده افتتح كتابه "النيل الخالد" وقال: "نهر مبارك الغدوات، ميمون الروحات، عرفه النازلون بواديه منذ فجر التاريخ، فكان له في نفوسهم حب بلغ حد العبادة في عهد من عهود تاريخهم الطويل.
وأضاف: الكتاب نشر في القاهرة سنة 1962 وأعيد طبعه في بيروت سنة 1971 تحت عنوان "سيد الأنهار"، إذ يعتبر الكتاب مقالة جغرافية أدبية منمقة من طراز فريد تعبر عن جيل وعصر كان الكثير من الجغرافيين فيه أدباء من المقام الأول.
أديب الجغرافيين
أوضح نزار الصياد في حديثه مع "صدى البلد" أن الكتاب عمره الحقيقي 60 عامًا وأسماه والدي "النيل الخالد: مقال في جغرافيه نهر"، لكن في الطبعة الجديدة التي صدرت عن دار المرايا للنشر أزدت كلمة "أدبي" إلى العنوان الأصلي فأصبح اسمه: "سيد الأنهار.. مقالة أدبية في جغرافية نهر النيل" وذلك لأني أعتبر أن أسلوب الكتابة داخل الكتاب هو أسلوب أدبي رفيع، فقد تتلمذ على يد والدي العديد من كبار جغرافي مصر، فهو من أهم رواد الدراسات الجغرافية في مصر والعالم العربي في القرن العشرين. لكنه لم يكن جغرافياً فقط اذ كان أيضاً مفكراً وشاعراً، أعطاه أحد أعضاء مجمع اللغة العربية الذي كان عضوا فيه لقب "أديب الجغرافيين وجغرافي الأدباء". وتفضلت دار المرايا بنشر هذا الكتاب مرة أخرى بمناسبة 40 عاماً على وفاته، تلبية لرغبة جيل لم يعاصره ولكن يعرفه، وتقديراً لإرثه العلمي والأدبي الذي مازال حياً حتى الآن.
وأضاف الصياد: غـادرت مـصر منـذ أكـثر مـن أربعين عامًا ولكنـي كـنت دائما وما زلت مغرمـا بالنيـل وبالحضـارات التـي نشـأت عـلى ضفافـه. ولأن تخصـصي هـو دراسـة تاريـخ العمـران فقـد وجهـت مجهـودي كباحـث ومـؤرخ نحـو تأليف كتابي: " Nile : Urban Histories on the Banks of a River " والذي نشرتـه باللغة الإنجليزيـة دار نشر جامعـة إدنبرا بالمملكة المتحـدة في عـام 2019 ونشرتـه باللغـة العربيـة دار الشروق في سـنة 2020 تحـت عنـوان: "النيـل: مدن وحضـارات عـلـى ضـفـاف النهر ".
واسـتغرق العمـل في الكتـاب عـدة سـنوات، وبعد ستين عامًا اكتشفت الطرق التي استخدمها المستكشفون الأوائل للوصول إلى منابع النيـل، وخاصـة إلى المـدن التـي كانـت موجـودة عـلى ضفافه، ولكنهـا انـدثـرت مـع مـرور الزمـن. ولم يكـن بوسعي عـلى الإطـلاق أن أخـوض هـذه التجربـة لـو لم يكـن والـدي هـو الدكتـور محمـد محمـود الصيـاد الجغرافي الشهير، فقد نشأت تحـت تأثير كتبه ومكتبته التي حوت على مـا يـزيـد من المئة كتاب بـعـدة لغـات عـن هـذا النهـر العظيـم.
معلومات جغرافية وتاريخية هامة
وبتشجيع مـن بعـض الأصدقاء وبعـض الجغرافيـين الشبان وقـررت أن أنـشـر كـتاب أبي عـن النيـل بعـد سـتين عاما تقريبا ، لما فـيه من بلاغـة لغوية ومعلومات جغرافية وتاريخية هامة. وقـررت نشره كما كان، بدون أي تعديل على الرغـم من وعـيي بأن هناك الكثير من الاكتشافات الحديثة عن النيل التي قـد تغير محتواه، لكن غرضي هو المحافظة علي النص كوثيقة أدبية تعبر عن الزمن الذي كتبت فيه. وكل ما أثبته على الكتاب هـو القليل مـن الخرائـط والصور بدلًا مـن خرائط وصور الكتاب الأصلية التي عفا عليها الزمن.